السؤال
االسلام عليكم
أعاني من سرعة القذف, والآن أتعالج في مستشفيات تختص بالضعف الجنسي, ولكن ما يحيرني أني قبل 8 سنوات كانت عندي وساوس قهرية, ومخاوف, وكنت أتعالج بدون وصفة طبية.
كنت أستخدم فافرين فقط كل يوم صباحا ومساء, إلى أن خفت الوساوس والمخاوف, ولكن تأثير الأدوية النفسية سبب لي النوم لمدة 6 أيام, لدرجة أن أهلي ظنوا أن بي سحرا, وكنت آخذ حبوبا منومة وإبرا منومة, ولا أنام بسبب تأثير الفافرين, والحبوب النفسية.
ما الحل؟ أنا الآن سأبدأ في استخدام حبوب نفسية قريبا, وأخاف أن ترجع لي ظاهرة عدم النوم بسبب الأدوية النفسية, فما الحل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يصعب تماما أن نقول إن اضطرابات النوم التي تعاني منها سببها الفافرين، فالفافرين لا يسبب علة مثل هذه.
أنت الآن لديك هذه المشكلة، وهي مشكلة اضطراب النوم، ومشكلتك الأخرى هي الصعوبات الجنسية، وتريد الآن أن تقدم على استعمال حبوب نفسية.
الذي أراه -أيها الفاضل الكريم– هو أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي المختص، والطبيب النفسي سوف يقوم بمراجعة حالتك بالكامل -منذ بداياتها، وأعراضك الآنية- وتوضع من خلال ذلك الخطة العلاجية التي تساعدك على إزالة صعوبات النوم والصعوبات الجنسية.
سبب اضطراب النوم لديك لا بد أن يحدد ولا بد أن يعرف، هل هو ناتج من مرض عضوي؟ هل هو من مرض نفسي؟ هل مجرد عادة مكتسبة؟ (وهكذا) والحلول موجودة لكل سبب من هذه الأسباب التي ذكرتها لك.
فأيها الفاضل الكريم: اذهب وقابل الطبيب مرة أخرى، هذا هو القرار الصحيح، لا تتناول أي دواء، لا تتناول أي عقار دون استشارة طبية، هذا هو الأفضل وهذا هو الأحسن.
موضوع السحر: السحر موجود ولا شك في ذلك، لكن المسلم دائما يجب أن تكون ثقته قوية في الله تعالى، وأنه في حمايته ورحمته، وتلجأ بعد ذلك للأسباب التي تحميك من العين والسحر وخلافه، وهي معروفة: الحرص على الصلاة في وقتها، تلاوة القرآن، وعدم الغفلة، والذكر والرقية الشرعية، هذه من وجهة نظري تكفي تماما.
كثقافة عامة حول الصحة النومية: عليك –أيا كان السبب– أن تدرك وتعرف أن النوم حاجة بيولوجية طبيعية، يعني أن الإنسان لا بد أن ينام، والنوم ليس شيئا إراديا، إن كان نوما صحيحا أو نوما مضطربا.
الحقيقة الثانية هي: أن الإنسان يمكن أن يطبع نفسه ويحسن نظام النوم لديه بتغيير نمط حياته، يعني: ممارسة الرياضة باستمرار، تجنب النوم النهاري، تجنب الميقظات مثل التدخين والشاي والقهوة، تثبيت وقت الفراش ليلا، أن يكون الإنسان في حالة استرخاء وسكون ساعة قبل النوم، أن يحرص الإنسان على أذكاره.
هذه الآليات البسيطة لا شك أنها تساعد كثيرا في حالة صعوبات النوم، وبعد ذلك إن كان هناك حاجة لعلاج دوائي يحسن النوم فلا بأس في ذلك، ولكن ذلك بشرطين:
الشرط الأول: أن نعرف ما هو الشيء الذي نعالجه؟ هل نعالج قلقا؟ هل نعالج اكتئابا؟ إذا رأي الطبيب المختص هنا مهم.
الشرط الثاني: ألا يكون هذا الدواء دواء إدمانيا.
فاذهب أخي الفاضل إلى طبيبك، وإن شاء الله تعالى يتم علاج هذه المشكلة، وربما يكون هنالك علاقة وربط ما بين الصعوبات الجنسية التي تعاني منها واضطرابات النوم، فالقلق يسبب كلاهما، والاكتئاب يسبب كلاهما.
فأعتقد أن ينظر في حالتك نظرة شاملة طبية ونفسية في ذات الوقت، هذا سوف يزيل كل ما بك -إن شاء الله تعالى-.
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.