السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 24 سنة، أعيش حالة من الارتباك وعدم الارتياح، كمثل أغلبية شباب اليوم أعيش قصة حب مع فتاة أحبها بصدق، وهي تبادلني نفس الشعور.
علاقتنا لم تصل إلى حد زنا، وإنما محادثاتنا تغمرها كلمات الحب والغرام، بل أصبحنا نتحدث كاثنين متزوجين، بل في كل مرة ألتقي بها نتبادل اللمس والقبلات.
المشكل أننا ليس لنا هدف، ولا نعرف علاقتنا أين ستذهب بنا؟ لا أريد أن أظلمها وأظلم نفسي، وأبيع الوهم الكاذب، فالزواج ليس ضمن أولوياتي.
أصبحت أخاف أن أقع في الزنا، وأؤذيها، أصبح هذا الأمر يجعلني أعيش غير مرتاح، وضميري يقتلني، ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف معها؟ وكيف أخبرها بذلك بدون أن أجرحها وتظن بي سوءا؟
أرجو أني قد وضحت وجهة نظري.
شكرا0
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك ابننا الفاضل، ونشكر لك هذا السؤال، وندعوك إلى أن تتذكر أن هذه الفتاة بمنزلة الأخت، والواحد منا لا يرضى هذا لأخته ولا لابنته، فكيف يرضاه لبنات الناس؟!
أرجو أن تعلم أن الخطر والشر هو في الاستمرار في هذه العلاقة التي ليس لها غطاء شرعي، ولا بد أن تصدق مع الفتاة، وإن واجهت صدمة عند سماعها للخبر فإن هذا أهون بملايين المرات من الصدمة المتوقعة في حال الاستمرار وضياع وقتها، وتفويت الفرص عليها ثم تعريضها للخطر، وتعريض نفسك كذلك لغضب الله تعالى.
أرجو أن تتوقف عن هذه العلاقة فورا، وتبين لها أنه إذا كان هناك نصيب فسيأتي الوقت المناسب، وعليكما أن تتوبا إلى الله تبارك وتعالى جميعا توبة نصوحا، لا يجوز الاستمرار في هذه العلاقة بأي حال من الأحوال، حتى مجرد الكلام، فكيف إذا تطور الأمر إلى لمسات وقبلات كما ورد في السؤال؟ هذا من الخطورة بمكان، فإن هذا له ما بعده من الشر والسوء عياذا بالله.
نحب أن نؤكد لكل شاب وفتاة يؤسسان علاقة عاطفية خارج الأطر الشرعية، بأن هذا خصم على سعادتهم في المستقبل، والله تبارك وتعالى توعد الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا بالعذاب الأليم، هذا في من أحب، فكيف بمن فعل؟ كيف بمن عمل هذه المقدمات للفاحشة؟
الأمر خطير، لا بد من التوقف الفوري مهما كانت النتائج، ومهما كانت مرارة وقوع صاعقة الخبر عليها أو عليك، فإن الشرع يدعوكم إلى التوقف فورا، واعلموا أن العظيم يستر ويستر، فإذا تمادى الإنسان في معصيته هتكه وفضحه وخذله، بل قد يحول بين الإنسان وبين التوبة.
المعصية لها شؤمها وآثارها المظلمة: ضيق في الصدر، وبغضة في قلوب الخلق، وسواد في الوجه، فما تجده من ضيق فهو جزء من آثار المعصية.
نحذرك من التمادي، ونذكر بقول الله: ﴿ويحذركم الله نفسه﴾ ونذكر بقوله: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾ وقال: ﴿أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم﴾ .
نشكر لك التواصل، ونشكر هذا الضمير الحي الذي دفعك للكتابة إلينا، ونتمنى أن تحول هذه المشاعر – الصادقة إن شاء الله – إلى توبة نوصح، إلى توقف فوري عن هذه العلاقة التي لا يرضاها الشرع الحنيف.
نشكر لك الاهتمام والسؤال، ونتمنى أن تتواصل مع الموقع لتسمعنا خيرا وبعدا عن الفحش وبعدا عن هذه الممارسات الخاطئة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.