السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 25 عاما، خلوقة ومتدينة وجميلة، تقدم لخطبتي شخصين في ذات الفترة، وقد استخرت الله ولكنني مترددة جدا ولم أعط رأيي إلى الآن، حيث أني جلست معهما ولم أحس بانجذاب لأحدهما على الرغم من أنهما يتمتعان بحسن الخلق والدين، فماذا أفعل؟ أخاف أن أوافق على أحدهما وأندم، مع العلم بأني مهندسة، والشخص الأول مهندس ووضعه المادي متوسط، وهو سمين بعض الشيء ومدخن، والآخر حاصل على الماجستير في الحاسوب ووضعه المادي جيد، وهو أيضا ليس وسيما، وأنا لا أنجذب بسهولة لأي شخص، وأخاف أن أوافق وأندم، فهل أنتظر إلى أن يأتي الشخص الذي أرتاح له؟ وكيف يكون الارتياح والانشراح بعد النظرة الشرعية وبعد الاستخارة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rawan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، إذا كان الشاب الذي تقدم متدين والثاني كذلك، وأنت في حيرة بينهما فلا مانع من أن تدخلي مرجحات أخرى، فمن هو الشاب الذي تقدره وتقدمه الأسرة؟ لأن الرجال أعرف بالرجال، كذلك ينبغي أن تنظري إلى الشباب الذي بين يديك والفرص المتاحة، إن هذه الأشياء فرص نادرة والموازنة مطلوبة، والقرار الصحيح يراعي فيه صاحبه كافة الأبعاد والزوايا، فحاولي أن تأخذي ورقة لتجمعي محاسن الأول وعيوبه، ومحاسن الثاني وعيوبه، وكذلك تنظري في الأمور وتتأملي عواقبها، وتستشيري وتستنيري برأي محارمك كما قلنا.
ثم بعد ذلك ينبغي أن تكرري الاستخارة حتى تجدي ميلا في نفسك، ولا نؤيد فكرة الرفض للجميع، لأن هذا قد يكون سببا لتوقف الخطاب عن طرق الأبواب، ونذكرك بأنه لا يمكن أن تجدي شابا بلا عيوب، بل إنك أيضا لست خالية من العيوب، فكلنا ذلك الخطاء المقصر، ولكن طوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته، من الذي ما ساء قط؟ ومن الذي له الحسنى فقط؟ نسأل الله أن يعينك على اتخاذ القرار الصحيح.
وإذا اتخذت القرار فلا تلتفتي إلى الوراء، ولا تفكري في الجانب الآخر، فإن الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، اتخذي الوسائل الصحيحة لاتخاذ القرار، واجمعي العناصر ثم فكري بهدوء، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.