كيف أتعامل مع زوجي الذي هجر البيت لمدة شهرين؟

0 307

السؤال

السلام عليكم

أنا في الخمسين من العمر، وزوجي في السبعين، صار بيني وبين أطفالي موقف فغضبت منهم، وأبوهم خارج البيت، فنزلت الدور الأرضي من البيت حتى يأتي أبوهم ويتفاهم معهم، وعند قدومه لم يهتم ونام فوق ونمت أنا تحت.

غضب واعتبرني هاجرة، وترك البيت لمدة يومين، فغضبت منه هذه المرة لتجاهله مشاعري، وعدم مشاركته في حل مشاكل الأولاد، ولم أطلع له في الدور الثاني، فقال: أنت تركت البيت الذي أنام فيه، والدور الأرضي لا يعد بيت الزوجية!

علما أن بعض أطفالي ينامون فيه، فهو من غرف النوم المخصصة للأولاد، فقلت له: كنت أرجو أن تسألني عن سبب غضبي وتواسيني فلم يرد علي، وترك البيت أكثر من شهرين!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أملي في الله كبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على تربية الأولاد، وعلى هذا الغضب لله تبارك وتعالى، وعلى هذا الخوف عليهم، والشفقة عليهم، ونتمنى أن تستخدمي هذه الحكمة، وهذا الحرص في المحافظة أيضا على بيت الزوجية، فحاولي الاعتذار لزوجك، وبعد ذلك يمكن أن تعاتبيه في الوقت المناسب، لأنا نريد المرأة العؤود والودود التي إذا غضب منها زوجها - أو غضبت منه - وضعت يدها في يده وقالت: (لا أذوق غمضا حتى ترضى).

دائما المبادرة إلى الصلح عندما تأتي من المرأة فإن هذا يشبع ويناسب نفسية الرجل، الذي يمكن أن يعتذر بعد ذلك متأخرا، فنرجو أن تكسري هذا الحاجز بأن تبادري بالاعتذار له، فإذا جاءك وجلس عندك فاختاري وقتا مناسبا لتعيدي هذه المسألة، وعندها ستسمعين اعتذاره وما يقدم من تنازلات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرفعك عنده درجات.

هنيئا لمن كان لها أمل في الله وثقة في الله، فإن قلب الزوج وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها كيف شاء، فنسأل مصرف القلوب أن يرد لك هذا الزوج ردا جميلا، وأن يقر عينك بصلاح الأبناء والبنات، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

نتمنى أن توقفي التصعيد، فلا تناقشيه، ونحب أن نؤكد أن هذا الأمر قد لا يكون وحده السبب، فهناك تراكمات لمسائل قديمة، ومع ذلك نحن نريد دائما لأي مشكلة فعلا أن نسكت في وقتها، ونعيد المياه إلى مجاريها، لكن بعد يوم أو يومين نعيد فتح الملف حتى نقضي عليه وحتى نحل الإشكال.

أما أن تترك الملفات هكذا فإنها قد تكون سببا في الانفجار، وسببا في مثل هذه المواقف التي نراها صغيرة والنتائج المترتبة عليها كبيرة، فتجنبي أيضا ترك الملفات والمشكلات دون معالجتها الوقوف عندها مع الزوج، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونحن على ثقة أن الحريصات من أمثالك قادرات على احتواء مثل هذه المواقف، ونتمنى بعدها أن تتفقوا على خطة موحدة في التوجيه للأبناء، ولا نرى أن تبادر الزوجة عند حضور الزوج فتعرض عليه الشكوى من الأبناء، ولكن ينبغي أن نختار لها الوقت المناسب، وأفضل من ذلك أن تنجحي في حل المشكلات معهم، وتعرضي على والدهم النتائج التي توصلت إليها، حتى يكون على علم ومشاركة، وعليه أن يشارك أيضا في الحل والتربية.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات