السؤال
السلام عليكم.
ما رأيكم بالاحتفاظ بصديقة في وقت غضبها كانت جارحة، ثم بعد ذلك اعتذرت وندمت؟
السلام عليكم.
ما رأيكم بالاحتفاظ بصديقة في وقت غضبها كانت جارحة، ثم بعد ذلك اعتذرت وندمت؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك هذا السؤال الرائع، وندعوك إلى المحافظة على هذه الصديقة التي ندمت واعتذرت ورجعت، لأن الإنسان إذا بحث عن صديق بلا عيوب فقد لا يجد، والإنسان لا بد أن يتسامح مع من حوله، خاصة إذا كانت الصديقة وفية، ولها مواقف مشهودة، ينبغي أن نتذكرها عند هذا الموقف السالب الذي نتألم منه.
وأرجو أن تعلمي أن الغضب من الشيطان، وأن الغضبان لا يملك نفسه، والمؤمنة حقا ينبغي إذا غضبت أن تذكر الله، وتتعوذ بالله من الشيطان، وتذكر الرحمن، وتهجر المكان وتمسك اللسان، وهذا مهم، لأن الإنسان يخرج كلاما جارحا، وعند الغضب تخرج أشياء يندم عليها الإنسان.
ثم عليها أن تهدئ الأركان، تغير الوضع الذي عليها، إن كانت واقفة تجلس، وإذا كان الغضب شديدا تتوضأ وتصلي، المهم المؤمنة رجاعة إلى الله -تبارك وتعالى-.
ولو أن الإنسان عاتب كل صديق على المواقف السالبة، لما بقي إنسان صديق لآخر، والصداقة تقوم على المسامحة وعلى العفو، طالما كانت هذه الصديقة على تقوى من الله ورضوان، لأن الصداقة الناجحة هي ما كانت لله وفي الله وبالله وعلى مراد الله، وكل صداقة لا تقوم على الدين لا تقوم على النصح، لا تقوم على التواصي بالحق والصبر، لا تقوم على تقوى الله، تنقلب إلى عداوة، قال تعالى: ﴿الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين﴾.
ومن الحكمة أن يحافظ الإنسان على شجرة العلاقة، وأن يسامح من حوله إذا أخطأوا عليه، يرجو بذلك ما عند الله من ثواب وأجر.
ولا مانع من عرض تفاصيل تبين الموقف الذي حصل بالضبط، والصفات الإيجابية لهذه الصديقة، والسلبيات التي تلاحظيها، والأيام المشرقة والمواقف النبيلة التي حصلت منها، حتى تكون الصورة واضحة، لكن بالعموم: الاحتفاء بالصديقة هذا دليل على العقل ودليل على الكمال، والعفو عن الصديقة هذا دليل على كمال العقل أيضا وكمال الخير في الإنسان، لأن العفو صفة للعظيم، والمؤمن يعفو ويسامح.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.