لا أحس بوجودي في الحياة ومشاعري لم أعد أفهمها

0 688

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي بدأت على شكل اختناقات غريبة، ولكن ما تلبث أن تنتهي ثم تتحول لضيقة عادية أستطيع أن أتغلب عليها -والحمد لله- ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت لا أنام جيدا، ولو نمت فكل أحلامي عبارة عن كوابيس، وأصبحت لا أحس بوجودي في المكان، أكلم الأشخاص ولا أستطيع التمييز، هل فعلا أكلمهم أم لا؟ وأشعر بتسارع في دقات قلبي.

أنا أبلغ من العمر 18 عاما، وأريد التفكير في أمور الجامعة وغيرها، ولكن أفقد الرغبة بذلك يوما بعد يوم، لم أعد أستطيع التركيز متى ما أريد، فقدت الرغبة بالحياة والسعادة، ولم أعد أستطيع التفكير بشيء غير هذا الإحساس الغريب، ويجب أن أخبر نفسي أن اسمي كذا، وهذه أختي، وهذا أخي، وأنا بالثانوية، وهكذا، ولكن لم يعد ينفع، فأنا في ضيقة وهم لا يعلمها إلا الله وحده.

أريد استعادة حياتي كما كانت عليه، أو على الأقل أريد حياة طبيعية، فأنا ما زلت صغيرة، وأبكي من هذا السبب، فقدت علاقاتي الاجتماعية، إذ لم أستطع التحدث مع أصدقائي بعد الآن، ولو خرجت رجعت لتزداد حالتي أكثر وأكثر، أشعر بالثقل أحيانا بأطرافي، وصدري ثقيل جدا، ولكني قرأت بأنه من التوتر، وأيضا أحيانا أشعر أن الإحساس اختفى تماما ليرجع غدا أشد مما هو عليه، أصبحت أتفوه بكلمات غير مفهومة أحيانا، وأتحدث بمواضيع لم أعتقد يوما أن أتحدث بها.

تعبت كثيرا من هذه الحياة، أصبحت بلا أي معنى، والله إني أضحك وأبتسم، ولكن لا أشعر بذلك، وإذا بكيت لا أشعر بذلك، تحديدا لم أعد أشعر بأي شيء، حتى أمي أصبحت أنظر لها كالغريبة، وإذا رأيتها تأتيني رغبة بالبكاء بدون سبب.

وللعلم فقد اتبعت نظام حمية، وفقدت كثيرا من وزني، وهذا ما يجعل الناس تنتبه لي بالكلمات كثيرا، أريد حلا أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غيداء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الذي تحدثت عنه، وأصبح يسبب لك الكثير من الضيق وعدم القدرة على الاستقرار النفسي هو نوع من القلق، فالقلق يجعل الإنسان متوترا، ويؤدي إلى النوم المتقطع، وظهور الكوابيس، وضعف التركيز، والنظرة التشاؤمية للحاضر والمستقبل، هذه كلها من أعراض القلق النفسي.

أتمنى أن تكون هذه الأعراض عرضية قصيرة المدى، وهذا هو الذي يحدث في مثل عمرك، لأن التغيرات النفسية والجسدية والفسيولوجية والوجدانية بشيء من التفكر والتأمل والتدبر الإيجابي تستطيعين أن تغيري حياتك.

المفاهيم السلبية التي شكلت تفكيرك كثيرة، وهذه يمكن نزعها، وأن تغرسي مكانها مفاهيم إيجابية، نعم أنت صغيرة في السن، أنت في بدايات سن الشباب، لديك طاقات نفسية وجسدية، ولديك -إن شاء الله تعالى- مقدرة لأن تعيشي حياة طيبة، اجتهدي الآن في دراستك، ووزعي وقتك بصورة جيدة وصحيحة، بري والديك، كوني علاقات طيبة وجميلة ولطيفة ورزينة مع الصالحات من البنات وهكذا.

الحياة بالنسبة لك يجب أن تكون على هذه المنهجية، وهذه هي طريقة التفكير الصحيحة التي تغير مشاعرك، وحين تتغير المشاعر تتغير الأفكار، وحين تتغير الأفكار والمشاعر يصبح الأداء جيدا، والرضا عن النفس عاليا، لا تحزني أبدا، فقط انقلي نفسك من التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي، وطبقي ما ذكرته لك من الأشياء.

يمكن أيضا الاستعانة بالتمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، تمارين الاسترخاء، وأن تبدئي في بناء وتطوير هوايات جديدة تناسبك، أعيدي هيكلة الحياة ونمطها فهو الذي يساعدك ويخرجك -إن شاء الله تعالى- من هذه الضائقة النفسية التي أراها مؤقتة.

أنا لا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي، فبجهدك واجتهادك وتغير فكرك السلبي ونمط حياتك -إن شاء الله تعالى- تتبدل الأمور وتصبح أفضل بكثير.

مواد ذات صلة

الاستشارات