السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 عاما، طالبة في الجامعة، مشكلتي أني أريد الزواج بسبب أن لي شهوة كبيرة وأريد الحنان، أنا والحمد لله أخاف من عمل الفواحش، والحمد لله مرة ثانية، لكن أخاف أن أفاتح أهلي بهذا الموضوع، لأن لي إخوة أصبحوا في الثلاثين ولم يتزوجوا لأنهم لا يريدون، وجميع إخوتي لا يريدون الزواج، فما الحل؟ هذه ليس مشكلة كبيرة -والحمد لله-، لكن أحيانا تنتابني بعض الأفكار بالفاحشة -والعياذ بالله- ومستمرة على العادة السرية عشر مرات باليوم وأكثر.
أرجو مساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يؤسفني –يا ابنتي- معرفة بأنك تمارسين العادة السرية بهذا الشكل، والحقيقة هي أن مبالغتك بهذه الممارسة على هذا الشكل لا تدل على وجود شهوة عارمة لست قادرة على السيطرة عليها، بل هي انعكاس لمعاناة أو لمشاعر سلبية تنتابك، أي أنك تمارسين هذه العادة القبيحة كنوع من التعويض العاطفي الذي تفتقدينه في حياتك العائلية، فمن المعروف بأن الإنسان الذي يعاني من مشاعر سلبية، أو الذي يفتقد العطف والحنان قد يسعى للبحث عن هذه المشاعر خارج محيط الأسرة، ويكون معرضا أكثر من غيره لإدمان بعض العادات السيئة التي يظن بأنها قد تجلب له الراحة، لكن معاناته وآلامه لا تلبث أن تزيد بسبب هذه العادات السيئة، فيحاول مجددا البحث عما يخفف عنه، وهنا تكمن الخطورة، فقد يقع في أخطاء يصعب إصلاحها.
وقصدت من كلامي هذا أن أنبهك إلى أن أصل المشكلة عندك هو في أنك تبحثين عن العطف والحنان، وليس عن إشباع الشهوة الجنسية، والشعور بالعطف والحنان لن يتم إن ارتكبت الفاحشة –لا قدر الله-، ولا إذا استمريت بممارسة العادة السرية، والدليل هو أنك تمارسينها 10 مرات في اليوم، ومع ذلك لا تشعرين بأنها تفي بما تحتاجين إليه، فالسعادة –يا ابنتي- هي شعور ينبع من داخل النفس ونحن من نصنعه، وأساسه هو أن يكون الإنسان مرضيا لربه، وراضيا عن نفسه.
ونصيحتي لك هي بأن تسبري أغوار نفسك، وتستثمري في وقتك، هل لديك طموح في مجال معين؟ مثلا مهنة التدريس أو التمريض أو الطب أو غير ذلك، فإن كان لديك طموح في أي منها، فهنا أنصحك بإتمام تحصيلك العلمي في هذا المجال، وتكريس طاقاتك لهذا الطموح، فستشعرين حينها بأن ذهنك مشغول، ووقتك مملوء، وحياتك لها هدف ومعنى.
وإن كنت تشعرين بأن طموحك هو في الزواج وتكوين أسرة، فهنا يجب أن تعلمي بأن الزواج ليس فقط علاقة جنسية وتفريغا للشهوة، بل هو مسؤولية وعطاء وتضحية، لذلك فحتى هنا أشجعك أيضا على إتمام تحصيلك العلمي في أي مجال يناسبك لتكوني زوجة مثقفة وأما ناجحة، لكن وبذات الوقت يمكنك أن تصارحي والدتك بهذه الرغبة بطريقة لبقة ومهذبة، فتقولي لها مثلا بأنها قدوة بالنسبة لك، وبأنك تحلمين بأن تكوني مثلها أما مضحية ترعى أطفالها بحب وحنان، واطلبي منها أن تساندك وتساعدك في حال تقدم لك من ترضين دينه وخلقه، ثم أكدي لها بأنك قادرة على الجمع ما بين المهمتين: الدراسة والزواج، أو يمكن حتى عقد القران وتأجيل الزواج إلى ما بعد الانتهاء من الدراسة، فمعظم الأهل يرفضون تزويج أبنائهم وبناتهم خلال الدراسة خوفا من أن لا يتمكنوا من إتمامها بعد الزواج.
وأنا أشجعك على الارتباط رسميا بإنسان ذو دين وخلق، فبهذا –يا ابنتي- لن تكون عواطفك مشتتة، بل ستكون موجهة نحو علاقة صحيحة وشرعية ستنتهي بالزواج، وبالتالي ستشعرين بأنك في انتظار شيء، وأن لحياتك معنى وهدفا.
وبالطبع –يا ابنتي- يجب عليك التوقف فورا عن ممارسة العادة السرية، وأنا واثقة من قدرتك على ذلك، فمن الواضح بأنك إنسانة تسعى إلى مرضاة الله عز وجل وترفض معصيته، ويجب أن تعلمي بأن الزواج هو رزق من عند الله كباقي الرزق، وستنالين رزقك عندما يشاء عز وجل.
أتمنى لك كل التوفيق.