ما هو أفضل علاج للتخلص من الوساوس والاكتئاب؟

0 496

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب في السنة الخامسة، كلية الطب، ومنذ عام ونصف بدأت أتساءل أسئلة غير منطقية في رأسي، مثل كيف لكرات الدم أن تقوم بوظائفها؟ وكيف يتحكم الهرمون في جسم الإنسان؟ وغيرها من الأسئلة.

بدأت الأسئلة تعيقني عن المذاكرة، واضطررت لتأجيل السنة، وذهبت إلى طبيب في حالة نفسية سيئة، لأني أجلت بعد أن كنت من المتفوقين.

شخص لي الطبيب الحالة بالاكتئاب، وأعطاني سيبرالكس، ولكن لم أتحسن، فزاد الجرعة إلى قرصين -دون جدوى- لمدة ثلاثة شهور، ثم ذهبت إلى طبيب آخر، فقال: إني أعاني من وسواس الأفكار القهرية، وأعطاني بروزاك مع ويلبيوترين، ولكن دون جدوى، فأضاف الانافرونيل 25 ثم 75 مج، وتحسنت لكن أصبحت أنام كثيرا.

بعد ثلاثة شهور أوقفته وبدأت الفافرين حتى وصلت إلى أعلى جرعة 300مج، ولكن لم أشعر بتحسن، فعدت إلى الانافرونيل وتحملت آثاره مثل زيادة النوم، وجفاف الفم والإمساك، وأنا الآن أواظب على بروزاك 40 مج، وانافرونيل 75 مج، ولكن لا أشعر بتحسن ملحوظ في المذاكرة رغم أني مستمر عليهم منذ خمسة شهور.

هل أنا أعاني حقا من وسواس رغم أني لا أعاني من أي أعراض أخرى (مثل ما قرأته كالطهارة والدين، وغلق الأبواب وعد النقود).

هل العلاج كاف أم هناك أي أدوية أخرى؟ الامتحانات هذا العام قد اقتربت، وأنا لا أستطيع المذاكرة بسبب تلك الأفكار، فما الحل؟ مع العلم أني مواظب على الصلاة وتلاوة القرآن.

البعض قال: إنه حسد، فهل يستمر كل هذا الوقت؛ رغم مواظبتي علي القرآن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أؤكد لك وبصورة قطعية أن الأفكار الملحة التي تسيطر عليك هي أفكار وسواسية، الوساوس من طبيعتها أن تكون من بيئة الإنسان، ومما اكتسبه من معرفة أو طباع، فها أنت تأتيك التساؤلات الملحة عن كيف لكرات الدم أن تقوم بوظائفها، أو كيف يتحكم الهرمون في جسم الإنسان؟

هذا النوع من الوسواس هو من صميم تخصصك ومعرفتك، فهذه طبيعة الوساوس، والوساوس ذات الطابع الديني أيضا مشتركة، وتكثر عند الناس، المهم أن الوسواس يمكن أن يكون له أي محتوى، وساوس الأفعال أيضا قد تكون قائمة على أفكار ذات طبيعة اكتسبها الإنسان من بيئته وهكذا.

أيها الفاضل الكريم إذا أنت تعاني من وسواس قهري، هذه النقطة الأولى، النقطة الثانية العلاج الذي أعطاه لك الطبيب وهو البروزاك مع الأنفرانيل، وشعرت به بشيء من التحسن هو من أفضل الأدوية المركبة، دواءان يعملان مع بعضهما البعض بتضافر وانسجام تام، والجرعة التي تتناولها جرعة ممتازة، بل أرى أن جرعة البروزاك إذا ظلت على 40 وكانت جرعة الأنفرانيل 50 مليجرام، هذا سوف يكون كافيا جدا.

إذا لم تتخلص تماما من الأفكار فيمكن إضافة عقار يعرف باسم ريزبريادون بجرعة 1 مليجرام فقط، هذا أحد الأدوية الداعمة لتفكيك الوساوس القهرية لدى بعض الناس الذين تكون وساوسهم مطبقة بدرجة كبيرة، لا تقدم على هذه التغييرات الدوائية دون أن ترجع لطبيبك.

من المهم ومن الضروري جدا أن يكون لديك دفع نفسي إيجابي، أنت الحمد لله تعالى تحسنت أحوالك، أنت طالب في كلية الطب أمامك مستقبل إن شاء الله تعالى مشرق، فلا بد أن تسقط وتملي على نفسك هذه الأفكار الإيحائية الإيجابية وستساعدك كثيرا.

عليك بتنظيم وقتك النوم المبكر الاستيقاظ المبكر الدراسة بعد صلاة الفجر، هذا هو أفضل الأوقات ليستوعب الإنسان ويكون له الإقدام على المذاكرة، بعد ذلك استفد من بقية اليوم كما تراه مناسبا.

أيضا ثبت وقتا للدراسة مع زملائك هذا نوع من التدعيم الإيجابي جدا، مارس بعض التمارين الرياضية الخفيفة تساعدك كثيرا على التركيز وتحسين الدافعية.

شرب كوب من القهوة مثلا صباحا ومساء أيضا ذو فائدة كبيرة جدا، هذه الترتيبات والتدابير البسيطة التي ذكرتها لك مع التفكير الإيجابي وتناول الدواء بصورة صحيحة، خاصة أنك بفضل الله تعالى تهتم بأمور دينك أرى أن كل هذا سيدفعك دفعا إيجابيا، وإن شاء الله تعالى تكون من المتميزين لتنهي دراستك وأتمنى أن نراك طبيبا ناجحا وموفقا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات