السؤال
السلام عليكم.
أثابكم الله على ما تقدمونه لخدمة المسلمين، وزادكم من فضله، ورزقكم الجنة.
أنا بعمر 29 سنة، أعاني من ضيق تنفس شديد، ويزداد عند النوم بشدة، لدرجة عدم قدرتي على أخذ شهيق كامل، وأعاني صعوبة قبل النوم، لدرجة وضع مخدتين لرفع الرأس وجزء من الصدر.
لا أستطيع التنفس إلا بصعوبة، والحالة تأتي كل سنة مرة أو مرتين، وتستمر لأسبوعين أو ثلاثة، استعملت الفينتولين، ولا توجد فائدة إطلاقا، ولا توجد كحة ولا بلغم، ولا أعاني من أي شيء، ولله الحمد، والقلب سليم، ولله الحمد.
لا يظهر علي من أعراض مرض الربو أي شيء سوى صعوبة تنفس أشعر بها داخليا، وعملت فحوصات كاملة، وقياس تنفس، ولم يظهر شيء بتاتا، وأشعة الصدر سليمة إلا ارتفاع بهرمون البرولاكتين فقط.
عند النوم أرتاح كثيرا، ولا أحس بأي مشكلة إلا عند الاستيقاظ من النوم، للعلم أنا أدخن الشيشة، ورغم انقطاعي إلا أن الحالة تلازمني!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في الحقيقة فإن نمط الحياة السائد في هذه الأيام، وما يتضمنه من تدخين وسمنة، وارتفاع في نسب الرطوبة، والتغير المناخي، وازدياد حالات الربو أو حساسية الصدر في منطقة الخليج عموما ما يساعد على الشعور بضيق التنفس، خصوصا في أوقات الليل.
التدخين عموما سواء الإيجابي أو السلبي، حينما نجلس في مقاهي مغلقة مليئة بدخان الشيشة، يؤدي إلى قصور في وظائف الرئتين، ونقص كمية الهواء المتبادل بين الرئتين، وبين الدورة الدموية، وهذا يعطي الإحساس بضيق النفس، ومنه ما يتعلق بالسمنة والوزن الزائد، وهذا يؤدي إلى ضيق مجرى التنفس ونقص الهواء الداخل إلى الرئتين، ومنه وجود حساسية مزمنة في الجيوب الأنفية أو التهاب مزمن في الجيوب الأنفية، ويؤدي ذلك إلى نفس النتيجة، وهي نقص كمية الهواء الداخل إلى الصدر، وما ينتج عنه من إحساس بضيق التنفس.
لذلك يجب البحث عن السبب وعلاجه، والنوم على مخدتين ظنا أن ذلك يريح التنفس خطأ كبير، حيث أن ذلك الوضع يؤدي إلى غلق مجرى التنفس، والأصل النوم على وسادة واحدة تريح وضع فقرات العنق، لا مرتفعة ولا منخفضة، والوسادة الطبية تفي بهذا الغرض.
من بين الأسباب وجود حالة من ضعف الدم، أو الأنيميا، ولا تتعارض الأنيميا مع السمنة والوزن الزائد، حيث أن الأسباب التي تؤدي إلى الأنيميا وهي أكل النشويات ووجبات المطاعم غير الصحية، هي نفس الأسباب التي تؤدي إلى وجود نقص الدم، لأن الأكل الذي يؤدي إلى السمنة لا يؤدي إلى تقوية الدم بل يضعفه كثيرا.
تزيد هذه الحالة أثناء النوم، فيما يعرف بانقطاع النفس النومي (بالإنجليزية: Sleep apnea): وهو حالة مرضية تحدث أثناء النوم، تتميز بتقطع مرضي في عملية التنفس أو بفترات طويلة من التنفس الضعيف أثناء النوم.
كل انقطاع واحد في النفس يسمى (apnea)، ويمكن أن يستمر من ثواني إلى عدة دقائق، والذي يلحظ ذلك هو المرافق للمريض أثناء النوم سواء الزوج أو الزوجة.
العلاج يعتمد على علاج السبب؛ ولذلك يجب العرض على طبيب أنف وأذن وحنجرة لتقييم حالة الأنف والجيوب الأنفية، وفي حالة زيادة الوزن والسمنة يجب عمل برنامج غذائي صحي وحمية لإنقاص الوزن، وترك التدخين إذا كنت مدخنا، واستعمل البخاخ في حالة وجود حساسية على الصدر، ليس فقط الفنتولين، ولكن هناك بخاخ مزدوج الدواء مثل القرص يسمى seretide أو مثل الأسطوانة يسمى symbicort.
ننصح بالنوم على الجانب، مما يساعد على منع اللسان واللهاة من غلق مجرى التنفس، وننصح أيضا بالامتناع عن الحبوب المنومة، وأي مهدئات من الممكن أن تسبب ارتخاء في عضلات الحنجرة، ويمكن للزوجة محاولة التنبيه أو المساعدة في تغيير وضع النوم إلى الجنب بدلا من النوم على الظهر في حالة وجود نوبة من انقطاع التنفس أثناء النوم.
في الحالات المتوسطة والمتقدمة يمكن استخدام أجهزة تهوية (CPAP) أو (APAP) التي تساعد على فتح مجرى التنفس أثناء النوم، وهذه ربما تكون متاحة عند المحلات التي تبيع الأجهزة الطبية.
وفقك الله لما فيه الخير.