السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة أريد أن أستشيركم في موضوع مهم.
وهو أن أبي قبل سنة تقريبا تزوج من امرأة أجنبية، ولقد استنكرت الموضوع كثيرا، ليس بسبب زواجه بالثانية، بل بطريقة تعرفه عليها التي ما زالت مجهولة، ولكني أشعر بأنهما كانا على علاقة قبل ذلك، ولا أجد أي مبرر لزواجه بالثانية بهذه الطريقة، وقد غضبت وحزنت من أجل أمي التي فعلت كل شيء من أجله.
قبل عدة أشهر قليلة ذهبنا في رحلة وترك زوجته الثانية، وعند عودتنا بدأت الأشياء بالتغير تماما،
أبي أخبرني بأن الجن يملؤون المنزل، وأنه يجب علي التحصن، وأصبح يوسوس بموضوعهم كثيرا، حتى انتهى باتهام أمي بعمل السحر لزوجته الثانية، ويهددها بالطلاق، وعندما واجهته بالموضوع، أخبرها بأنها يجب أن تتوب إلى الله، وأن ترجع إلى ما كانت عليه، وأن تزيل المكياج الأبيض من على وجهها، رغم أن أمي لم تكن تضع أي شيء وقتها، وبعد ذلك أخبرها بأنه قد رأى وجهها كهيئة الفأر -والعياذ بالله-.
وأمي من ناحية أخرى أصبحت تشعر بالكره الشديد له، وتفكر بالطلاق رغم أنها لم تكن كذلك سابقا، وكانت ترغب بالحفاظ على تماسك العائلة.
أنا هنا لا أعلم ماذا أفعل كي أعالج الطرفين؟ أبي يقدس زوجته الثانية، ومقتنع تماما بأن أمي قامت بسحرها، ولا يوجد دليل يثبت قناعاته، وأمي تنفر وتخاف منه كثيرا، فهل يوجد شيء أستطيع فعله؟ وما هو الإجراء السليم الذي يمكن اتخاذه؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك الاهتمام بأمر الوالد، والاغتمام لما حدث من الوالدة، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح الأحوال، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يكفي أسرتكم شر كل ذي شر.
ونحب أن نؤكد أن الرقية الشرعية أمر حاسم في هذه المسألة، فحافظوا على أذكار المساء والصباح، واقرؤوا خواتيم سورة البقرة، وآية الكرسي، بل سورة البقرة كاملة، وكذلك المعوذات في الصباح والمساء، ولا مانع من عرض ما يحدث لراقي شرعي ظاهره الالتزام بالدين والتمسك بآداب السنة النبوية، على أن تكون الرقية (كذلك) بكلام مفهوم، مع ضرورة أن نوقن جميعا أن الشفاء من الله تبارك وتعالى.
ونحب أن نؤكد أن المسألة واضحة، فهو وهي بحاجة فعلا إلى رقية شرعية، ويحتاج منك أيضا إلى مجهود في تقريب وجهات النظر بين الوالد والوالدة، وأعتقد أنك طرف محايد يمكن أن يقبلوا منك، فلا تحتقري نفسك، وتواصلي مع الوالد، وبيني له وذكريه بالمعروف والخير الذي كان بينه وبين والدتك، وحاولي دائما أن تجعلي الجميع يلتزم بآداب وأحكام هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
وأرجو أن تدركوا أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وأن الساحر كافر، وأن الذي يذهب إلى ساحر أو عراف أو كاهن لمجرد التجربة لا تقبل له صلاة أربعين يوما، أما إذا ذهب وهو يوقن بالنتائج فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم.
فلنحافظ على عقيدتنا وعلى توحيدنا، وعلينا أن نتجنب مثل هذه الممارسات الخاطئة، ونحب أن نقول: الذي يفعل هذه الأشياء لن يكسب في نهاية الأمر، ويجلب لنفسه من الذنوب ما لا يعلمه إلا علام الغيوب.
نسأل الله أن يعين الجميع على طاعته، ونكرر الترحيب بكم في الموقع، ونتمنى أن تتواصلوا لنعرف التفاصيل، ونسأل الله الشفاء العاجل للجميع، وأن يؤلف بين القلوب، هو ولي ذلك والقادر عليه.