أفكر في الانتحار كلما رأيت فتاة أجمل مني، وضعف شخصيتي عامل لذلك.

0 368

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا أعاني من مشاكل نفسية كثيرة، فأرجو منكم الاستماع لي وإرشادي، فأنا اعاني من ضعف الشخصية وقلة الثقة في النفس، رغم أقوال المقربين مني بأنني جميلة، لكنني في أغلب الأحيان أنظر لعيوب شكلي وأقارن بيني وبين فتاة أخرى أجمل مني، فأصاب بالإحباط الشديد، لدرجة أنني أفكر بالانتحار، لكن أتراجع لحرمة الانتحار والخوف من عقاب الله.

أرى نفسي قبيحة، وضعف شخصيتي يرجع لتربية أهلي التي للأسف أقول عنها أنها كانت خاطئة، عانيت كثيرا من الكبت النفسي، وقلة الاهتمام من أهلي، والإحباط والتهميش، ومرت الأيام والسنوات وأصبح عمري 20 عاما، وشخصيتي على ما هي عليه لم تتغير، فحالتي من سيء إلى أسوأ، وأخاف كثيرا من مواجهة الآخرين حتى لو كان مجرد تعارف، أخاف من الناس بشكل غير طبيعي، أخاف أن أعمل حركات لا إرادية، أو أن أتكلم بكلام غير مفهوم، وأصبح محط سخريتهم، أو أسمع كلاما جارحا منهم، حتى لو كان مزحا، فأنا حساسة جدا.

وأعاني من القلق والتوتر، وزيادة ضربات القلب والتلعثم بالكلام، ويصبح شكلي مضحكا، ويكون واضحا علي التوتر، إذا شخص سألني سؤالا محرجا أمام مجموعة من الأشخاص.

فكرت أن أتعالج بالحبوب النفسية بدون وصفة طبيب، لأن حالتي المادية لا تسمح بالذهاب لطبيب نفسي؛ لغلاء أسعار الجلسات والأدوية، واشتريت سيروكسات cr12,5، وبدأت بأخذ حبة منه قبل النوم، واستيقظت آخر الليل، وكنت أرى كل شيء باللون الأحمر مع تشويش في الرؤية، خفت كثيرا، وتركت استعماله، لكنني لاحظت تحسنا خفيفا في اليوم الثاني.

فضلا وليس أمرا يا دكتوري الفاضل أن تحدد لي جرعة السيروكسات cr12,5، وأنا على استعداد تحمل أعراضه الجانبية؛ لأن الذي أمر به في الفترة الحالية مع ذكرياتي السيئة، جعل حياتي لا تطاق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التقييم السلبي للذات يؤدي إلى الشعور بالإحباط، ويدخل الإنسان في دائرة السأم والاكتئاب والشعور بعدم الفاعلية، أنا أعتقد أن العلاج الجوهري لك هو أن تعيدي النظر في هذه الأفكار كلها، أفكار خاطئة أو كانت ليست صحيحة، أفكار غير مؤسسة، الإنسان لا يحكم على نفسه بشكله فقط، هنالك مهارات حياتية أخرى وسمات أنا متأكد أنها موجودة لديك، لكن التفكير السلبي وسوء تقدير الذات أنساك كل هذا وجعلك لا توصفين نفسك.

إذا أنت مطالبة بإعادة تقييم الذات، وسوف تجدين أنك لا تقلين عن الأخريات بشيء، وافهمي ذاتك على هذا الأساس، ثم اسعي لتطويرها من خلال تطوير مهاراتك، العبي دورا إيجابيا في داخل أسرتك، استفيدي من وقتك بصورة صحيحة، ضعي لنفسك أهدافا وآمالا، والوصول إليها -إن شاء الله تعالى- ليس بالصعب، أنت أيضا محتاجة لأن تطوري قدراتك بناء على مفهوم ما يسمى بالذكاء العاطفي أو الوجداني؛ لأن الذكاء العاطفي والوجداني هو الذي يجعلنا نفهم ذواتنا وندركها بصورة صحيحة، ونتعامل مع أنفسنا بإيجابية، ومن ثم ندرك ذوات الآخرين ونتعامل معهم أيضا بصورة إيجابية.

كثير من المكتبات الكبيرة بها كتب جميلة جدا عن الذكاء العاطفي، فأرجو أن تحصلي على بعض هذه الكتب وتفهميها وتطبقي ما بها بقدر المستطاع، وهذا سوف يفيدك كثيرا، وبالنسبة للعلاج الدوائي الزيروكسات سي آر، يعتبر دواء رائعا ورائعا جدا لعلاج القلق والمخاوف والرهاب وتحسين المزاج العرضي الجانبي الذي حدث لك، -إن شاء الله تعالى- هو عابر، وأشك كثيرا أنه ناتج من الزيروكسات، وعليه أقول لك تناولي هذا الدواء وبنفس الجرعة التي بين يديك الآن وهي 12.5 مليجرام، تناوليها ليلا بعد الأكل، يفضل تناول الدواء حوالي الساعة 8.30 أو 9 مساء، ليس بعد ذلك حتى لا تحسي بشيء من التكاسل في الصباح، وأعتقد تناولك لهذه الجرعة لمدة 4 أشهر، ولا تزيدي، أنت لست في حاجة لأي زيادة أو جرعات كبيرة من الدواء، بعد انقضاء 4 أشهر تناولي 12.5 مليجرام من الزيروكسات سي أر يوما بعد يوم، لمدة شهر، ثم مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

دائما القراءة والاطلاع والحرص على أمور الدين والتواصل الاجتماعي من الأمور التي تطور مهارات الإنسان وتساعده كثيرا، فاجعلي لنفسك نصيبا في هذا.

وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات