أعاني من بعض المخاوف والتوهم المرضي

0 262

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكر الأستاذ الدكتور/ محمد عبد العليم، على ما يقدمه من إجابات.

أنا شاب، بعمر 19 عاما، في البداية كنت أعاني من بعض المخاوف والتوهم المرضي، وعندما أسمع عن مرض معين وكأنه أصابني. ذهبت إلى طبيب نفسي، ووصفت له حالتي بدقة، وأخبرني بأنني أعاني من الوسواس والاكتئاب، لأني كنت قد سئمت الحياة، حتى إن شهية الطعام ذهبت تماما.

أخبرته أيضا: بأنني أعاني من إغماء أو صداع، وعدم اتزان، وأرى الإضاءة وكأن حولها هالات، أو أرى المصباح في بعض الأحيان مزدوجا، فقد يكون اضطرابا في حركة العين، وكأن على عيني ضبابا، حتى في حين مشاهدة الأشخاص في الشارع، لا أراهم تماما إلا بالاقتراب والتركيز في ملامحهم، وحين مشاهدة المباريات أشعر بألم في رأسي يوميا، وعند الالتفات، ولكنه يأتي ويختفي، وأشعر وكأني في حلم.

ذهبت إلى طبيب عيون، وقمت بعمل فحص قاع العين، وقال لي: أنها -بفضل الله- سليمة، والنظر سليم، وذهبت إلى طبيب أنف وأذن، حتى أرى ما سبب الإغماء، فقال لي: عندك اعوجاج في الحاجز الأنفي، مؤثر علي الجيوب الأنفية، وهو ما أدى إلى التهاب بالأذن الوسطى، وأعطاني دواءا، ولكن بلا فائدة.

مع العلم بأنني سأقوم بعمل العملية الجراحية في حالة التأكد أنها هي السبب في هذه الرؤية.

أما بالنسبة للطبيب النفسي، فقال لي: إن الإغماء، واضطراب حركة العين، سببها نفسي، وأعطاني دواء (سبرالكس)، أخذته (نصف حبة) شهرين، ثم رفعت الجرعة إلى حبة كاملة، وأنا في بداية الشهر الثالث -الآن- من العلاج، بالإضافة إلى دواء (بوسبار)، حبة مساءا.

سؤالي: هل سبب هذه الرؤية نفسية، أم أن طبيب الأنف والأذن على حق؟
وسؤال ثان: هل سأتحسن من هذه الحالة؟ وهل مرض الاكتئاب يشفى منه؟

أريد أن أرجع كما كنت، فقد تغيرت حياتي كثيرا إلى الأسوأ، بعد أن كنت شابا اجتماعيا طموحا متفائلا.

ولي سؤال آخر: (السبرالكس) أفقدني الإحساس بالشهوة الجنسية تماما، وهو أمر أزعجني، وأدى إلى تأخر في القذف، فهل هذا العرض سينتهي مع التوقف عن العلاج، أم أنه سيلازمني طوال حياتي؟

ولكم مني فائق الاحترام والتقدير، وأنا في قمة الأسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك أعراض يصاب بها الناس، يمكن أن تكون أسبابها عضوية، أو يمكن أن تكون أسبابها نفسية، والطبيب الحاذق، وصاحب الخبرة، يستطيع -من خلال مؤشرات معينة- أن يحدد هل سبب هذه الأعراض نفسي، أم سببها جسدي.

أنت قمت بكل الإجراءات الصحيحة، وهي مقابلة المختصين في التخصصات المختلفة، وكان هنالك شبه إجماع أن هذه الحالة ناتجة من حالة القلق النفسي، والوساوس التي تعاني منها، وفي هذه الحالة ينظر إلى الحالة بأنها (نفسوجسدية).

ويا أخي الكريم: أهم شيء في علاج حالات (النفسوجسدية): ألا يتنقل الإنسان بين الأطباء، وهذا يمكن تجنبه من خلال الذهاب إلى طبيب واحد –طبيب الأسرة على وجه الخصوص– الآن أطباء الأسرة يتمتعون بدرجة عالية من التدريب في جميع فروع الطب، وإجراء الفحوصات الطبية عند أطباء الأسرة هو من أفضل ما يمنع التوهم المرضي.

ثانيا: أن يعيش الإنسان حياة صحية. الحياة الصحية تتطلب: النوم المبكر، التوازن الغذائي، ممارسة الرياضة، الترويح والترفيه عن النفس، تطوير المهارات، عمل الطاعات، تقوى الله، بر الوالدين، وأن يكون الإنسان نافعا لنفسه ولغيره، وهذا كله ممكن.

النقطة الثالثة هي قطعا في مثل حالتك: تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والوساوس سيكون مفيدا، (السبرالكس) من الأدوية الممتازة، لكن إذا سبب لك صعوبات جنسية حقيقية، فهنا أعتقد أنك يجب أن تذهب إلى الطبيب وتخبره بذلك، وهنالك بدائل أخرى جيدة كثيرة، وأنا متأكد أن طبيبك سوف يساعدك في هذا السياق.

أما فيما يخص هل هذه الأعراض سوف تنتهي بعد التوقف عن العلاج، أم أنها سوف تلازمني طول حياتي؟ أنا أعتقد أنك إن غيرت نمط حياتك، وأدرتها بصورة جيدة، وعشت حياة صحية، بعد أن تتوقف عن الدواء، سوف يستمر معك التعافي -إن شاء الله تعالى-. أما إذا اعتمدت فقط على الدواء، فقطعا الشوائب الصحية النفسية أو الجسدية سوف تظل موجودة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات