أشعر دائما بالكدر والحزن واليأس من النجاح، فما علاج ذلك؟

0 246

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشكلتين كبيرتين، دائما أشعر بالحزن والكدر، عندي مشكلة تعليمية ونفسية في نفس الوقت، من ناحية التعليم أنا الآن في الصف الثاني الثانوي، وسأدخل الصف الثالث في السنة المقبلة -إن شاء الله-، وهذه آخر سنة والجميع يقول: إنها سنة المستقبل؛ لأنها تحدد مصيرك.

أنا متأكد أني ــ مهما ذاكرت وحفظت ــ فلن أستطيع أن أجيب على أي سؤال، هذا ما أشعر به، وأنا أتمنى أن ألتحق بكلية الصيدلة، وهي أمنية حياتي، وقد اخترت شعبة علمي علوما؛ من أجل هذه الكلية، وأشعر بأنني لن أصل إلى هذه الكلية! فبم تنصحونني في هذه الحال؟

علما أني ــ والحمد لله وبفضل الله ــ أتقرب إلى الله، وأصلي كل يوم في المسجد، في الأيام العادية والدراسية -والحمد لله-، هناك من قال لي داوم على الصلاة في المسجد وأنا أفعل.

مع ذلك لا أثق بقول من يقول لي: إن الله سيوفقك، أصل في داخلي لمرحلة لا أستطيع وصفها، أقول: إن الله لا يحبني، ولن يساعدني في شيء. ماذا أفعل؟ أرجوكم سارعوا بالرد على هذه المشكلة الأليمة.

مشكلتي الثانية: أنني دائما أشعر بالاكتئاب والهم والحزن، ومهما قرأت من دعاء ـــ وأقرأه بقلبي ـــ لا يفارقني الهم والحزن، ولا أعرف سببا لهمي وحزني، أشعر بالاكتئاب الشديد، أحزن من أبسط موقف من أقاربي، وأحبائي، وأتشاجر معهم على أتفه المواضيع، ومع ذلك أكبرها؛ لأني متوتر عصبي، وأشعر بالعصبية تجري في دمي. فماذا أفعل؟

جزاكم الله كل خير وأعانكم على فعل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ bali b bek حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت شاب تتمتع ــ والحمد لله تعالى ــ بخلق قويم، فما الذي يدعوك للتشاجر مع أقاربك؟ لابد أن تراجع نفسك، لابد أن تتوقف عن هذا الأمر، وتتقيد بالصبر والأناة، ومكارم الأخلاق، وتكون من كاظمي الغيظ.

أنصحك ألا تكتم، بل عبر عن ذاتك، وعن مشاعرك، الكتمان كثيرا ما يولد نوعا من الاحتقان النفسي الداخلي السلبي، والتعبير عن النفس وعما فيها، أو ما نسميه بالتفريغ النفسي، من أفضل الأشياء التي تبعد الإنسان عن الانفعال والاستثارة السلبية، والرسول - صلى الله عليه وسلم - نصحنا وعلمنا كيفية تفادي الغضب.

الإنسان إذا غضب يجب أن يستغفر، وهذا يجب أن يكون في بداية الغضب، ومن ثم يغير وضعه، أو يغير مكانه، إن كنت جالسا فقف، وإن كنت واقفا فاجلس، وهكذا، ثم اتفل ثلاثا على شقك الأيسر، وحبذا لو جربت أن تتوضأ وأنت غضبان، سوف تجد أن نار الغضب قد انطفأت تماما، هذه أشياء مهمة جدا.

الشاب الذي يدرب نفسه على مثل هذه السلوكيات، لا بد سوف يكون من المتسمين بالخير ومكارم الأخلاق، وجميلها، وأنت ــ إن شاء الله تعالى ــ منهم.

أمر آخر مهم جدا: كلمة الاكتئاب والهم والحزن، لا أريد شبابنا أن يتداولها، أنا أقول لك بكل ثقة: أنت لست مكتئبا، أنت لست حزينا، ربما يكون لديك شيء من عسر الخاطر، لحظات وجدانية هنا وهناك، انزع من تفكيرك ومن خلدك كلمة الاكتئاب، كلمة الاكتئاب كلمة قبيحة جدا، بعض شبابنا يتداولها بكل حرية، وبكل تهاون، لا، الحياة طيبة، وأنت عندك القوة النفسية، والجسدية، والوجدانية، والمستقبل لك أنت وأمثالك من الشباب، اجعل لحياتك معنى، مارس الرياضة، تواصل مع أصدقائك، بر والديك، فكر في مستقبلك تفكيرا إيجابيا، لا مجال للاكتئاب.

بالنسبة لموضوع الدراسة: إذا استشعر الإنسان أهمية الأمر؛ فسوف يجعله على رأس أولوياته، وأنت تعرف قيمة العلم، وتعرف قيمة الدين، ويجب أن يكون لك اهتمام داخلي ذاتي، هذا الاهتمام هو الذي يدفعك نحو الإنجاز والمثابرة والمذاكرة.

أنصحك بتطبيق عملي مهم جدا:

- يجب أن تنام مبكرا؛ لتستيقظ مبكرا.
- صل صلاة الفجر، وادرس لمدة ساعتين واذهب إلى المدرسة، بعد ذلك ستجد نفسك في حالة انشراح وارتياح وحسن تركيز، واستيعاب ممتاز جدا لدراستك.
- بعد أن ترجع من المدرسة تناول وجبة الغداء، وخذ قسطا من الراحة، وصل صلاة العصر، ثم ادرس لمدة ساعة أو ساعتين، هذا يكفيك تماما، سوف تكون من المتميزين، إذا اتبعت هذا المنهج، ويجب أن تكون في حياتك ممارسا للرياضة؛ ترفيها عن النفس، وهذا كله يمكن استيعابه بصورة جيدة.

بارك الله فيك، وجزاك خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات