حياتى ودراستي متوقفة بسبب الخوف والقلق من الخروج من المنزل

0 377

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الخوف والتوتر وسرعة في ضربات القلب، وتعرق ورجفة وضيقة في الصدر عند الذهاب إلى الأماكن الواسعة والخروج من المنزل، حتى إني أهملت دراستي بسبب هذا الموضوع، وعند ذهابي إلى أي مكان أحس أني أريد الرجوع إلى البيت بسرعة من التوتر والخوف، ولا أذهب إلى أي مكان بمفردي، وذهبت أكثر من مرة إلى دكاترة نفسيين لكن دون جدوى، وذهبت أيضا لعمل فحص على القلب –والحمد لله- لم أجد شيئا، أفيدوني لأنني فعلت كل شيء.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله أن قلبك سليم، حيث إنه في الأصل تسارع ضربات القلب الذي يأتيك مع التعرق والرجفة وضيقة الصدر ليس مرضا عضويا، إنما ناتج من حالة نفسية تسمى برهاب الساح أو الساحة، وهو الخوف من الأماكن الواسعة، أو الابتعاد عن أمان البيت، أو دخول الأسواق والأماكن المزدحمة دون رفقة آمنة أيضا قد يؤدي إلى هذا النوع من الخوف.

المبدأ الأساسي للعلاج هو العلاج السلوكي والعلاج الدوائي، العلاج السلوكي يتطلب أن تدركي وتفهمي أن هذا خوف مكتسب، وأنه ليس دليلا على ضعف في شخصيتك أو ضعف في إيمانك، وهو يعالج من خلال تحقير الفكرة، والإصرار على المواجهة، وأن تكوني في الأماكن الواسعة والمزدحمة لوحدك، وتأكدي واقتنعي أنه لن يحدث لك مكروه أبدا، وأن ضربات القلب والتعرق الذي يحدث لك سيكون في بداية الأمر، لكن بعد ذلك سوف تنخفض هذه الأعراض حتى تختفي، وأن الأعراض التي تحسين بها هي تجربة شخصية لا يطلع عليها بقية الناس.

هذا هو المبدأ الرئيسي في العلاج السلوكي، يضاف إلى ذلك: الإكثار من تمارين الاسترخاء - مهم جدا - وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015).

لتشجعي نفسك على تطبيق المواجهة لا بد أن تكتبي برامج يومية، تحددي الأماكن التي سوف تذهبين إليها، ويجب أن تتوقفي عن التجنب، بمعنى أن تواجهي، وتحقري فكرة الخوف.

أنت أيضا محتاجة لعلاج دوائي، وأنت ذهبت إلى أطباء نفسيين، أرجو أن تعاودي الذهاب إلى أحدهم، فدراسات ممتازة جدا أشارت أن عقارا -يعرف تجاريا- باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين) ويسمى أيضا تجاريا (مودابكس) في مصر، هو من الأدوية الممتازة جدا لعلاج هذه الحالة، البداية تكون بجرعات صغيرة، بعد ذلك ترفع الجرعة لتصل إلى الجرعة المتوسطة، وبعد أن تختفي الأعراض - إن شاء الله تعالى – يتم التخفيض التدريجي للدواء، ومن ثم التوقف عن تناوله. هذا هو الذي أنصحك به فيما يخص العلاج المباشر لحالتك هذه.

هنالك أيضا ممارسات سلوكية تساعد الناس، منها: الاجتهاد والمثابرة في دراستك، أن تكوني عضوا فعالا في أسرتك، الصلاة في وقتها، وجدنا أيضا أن الانضمام إلى حلق تحفيظ القرآن وتدارسه تساعد على صهر الشخصية إيجابيا مما يقلل جميع أنواع الخوف. حالتك - أيتها الفاضلة الكريمة - بسيطة، اتبعي ما ذكرته لك من إرشاد، - وإن شاء الله تعالى - ستتغلبين عليها تماما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات