السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أطرح سؤالا: أنا فتاة عمري 18سنة، طوال هذه السنوات كنت أفعل العادة السرية، وأعلم بأن هذا الشيء حرام، وأعزم على نفسي بأني أريد التخلص منها، وأن أتوب إلى الله سبحانه وتعالى، وأرجع مرة أخرى لفعل ذلك، ثم أتوب، فأحسست بعدها أني منافقة، ولن يسامحني الله على ما فعلته، فأريد أن أتوب بصدق، ولا أرجع لها مثل السنوات التي ضاعت، ولا أريد أن يأتيني الوسواس فيقول لي: افعليها سيسامحك الله.
ماذا أفعل -جزاكم الله خيرا- أرشدوني بنصائحكم؟
وهل الله يقبل توبتي طوال 18 عاما التي ضيعتها في معاصيه؟ وكيف أعلم أن الله قبل توبتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونؤكد لك أن الله تواب رحيم، وأنه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، فهو غافر الذنب وقابل التوب لمن تاب، شديد العقاب لمن تمادى وعصى الله تبارك وتعالى، فاتقى الله في نفسك، وتوقفي عن هذه الخطيئة.
اعلمي أن الله يغفر الذنوب جميعا، وأن الذي يريد أن يوصلك إلى اليأس هو الشيطان، فتعوذي بالله من الشيطان، وابتعدي عما يغضب مالك الأكوان، واعلمي أن الفتاة عندما تمارس مثل هذه الممارسة تأتيها أضرار دنيوية، وأضرار دينية، فتجد نفسها منزوية، تجد نفسها معقدة، تجد نفسها مرهقة صحيا وعصبيا ونفسيا، تجد نفسها بطيئة الفهم، تجد نفسها تعيش في جلد للذات وتأنيب للضمير، ولذلك ينبغي التوقف فورا.
كذلك أيضا الاستمرار في هذه المخالفة والإدمان عليها يشوش على السعادة الأسرية بعد الزواج، ويفقد المرأة والرجل لذة الحلال، فاتقى الله الكبير المتعال، واعلمي أنه غفار ويقبل التوبة، وهو القائل: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون}، فأقبلي على الله تبارك وتعالى، ولا تستهيني بهذه الخطيئة، واعلمي أن الله يستر على الإنسان ويستر عليه، فإذا تمادى في المعصية ولبس لها لبوسها فضحه وهتكه وخذله، وربما حيل بينه وبين التوبة والعياذ بالله.
اعلمي أن هذه الممارسة الخاطئة لا توصل إلى الإشباع، لكنها توصل إلى السعار، وتوصل إلى الآلام ولا يستمتع العاصي بمعصيته لربه إلا كما يستمتع الأجرب بحك الجرب.
نسأل الله لك التوبة والإنابة، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك المغفرة على ما سلف منا من التقصير، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع، وندعوك إلى تفادي أسباب الوقوع في الخطيئة: تجنبي النظر الحرام، تجنبي الخلوة، لا تأتي الفراش إلا وأنت مستعدة للنوم، كوني على طهارة وذكر، وإذا استيقظت فانهضي فورا، وأفرغي ما وهبك الله من طاقات في الأعمال المفيدة، واشغلي نفسك بالخير قبل أن تشغلي بغيره، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.