أريد أن أرتاح، فكيف أنسى من تعلقت به ولم يقدر الله الزواج بيننا؟

0 540

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة مررت بتجربة أتعبتني كثيرا، كنت قد أحببت شابا واتفقنا على الزواج، ثم أتى وطلبني أكثر من مرة، لكن أهلي رفضوه بحجة أنه من قرية أخرى، لم يستطع تحمل ما حصل، ولم يستطع الوصول إلى أهلي بسبب رفضهم، فقلت له: أن يذهب ويرى حياته؛ لأن والده كان يريده أن يتزوج ليفرح به، فقرر الاستسلام لكل هذه الظروف وارتبط بغيري، وللمصادفة اليوم هو يوم زفافه.

وفي الفترة التي تعارفنا فيها عملنا تصرفا أعتقد أنه أغضب الله، وقررنا ألا نعود إليه، والله لقد تبنا إلى الله ليرض عنا، وخفت من غضب الله، وما زلت إلى الآن أشعر بالذنب على ما فعلت، فهل يقبل الله توبتي عن المعصية؟

تزوج الشاب ورحل، وأنا لا زلت عزباء أصارع الذكريات، وأريد نسيانه، وأريد أن أبدأ من جديد، لكن كلما أردت أن أنسي تعود بي الذكريات وتتعبني كثيرا.

أريد أن أفرح، وأريد أن أتزوج، وأدعو الله دائما أن يعوضني مثلما عوضه عني، لكنني أريد -وللأمانة- أن أتزوج وأنا صافية البال والقلب، وأن أكون مخلصة لزوجي المستقبلي، أريد أن أنسي هذا الشاب نهائيا. فكيف لي ذلك؟

تعبت من مراقبة أخباره من بعيد، أريد أن أعيش وأن أتوب إلى ربي، أدعوه ليلا ونهارا ولا أضيع صلاتي، وعاهدت نفسي ألا أضيع قيام الليل، وصلاة الوتر، أريد التخلص من هذا الشعور الداخلي: بأن قلبي مقبوض وأنا غير مرتاحة فما الحل؟

أرجوكم؛ ما الحل؟ لأتخلص من كل هذا الخوف من المستقبل، وأتخلص من هذا الماضي؛ لابدأ مع شريكي المستقبلي بكل إخلاص وتفان؟ آسفة على الإطالة، أرجو النصح، والمساعدة منكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونعبر لك عن سعادتنا أولا على رغبتك في التوبة، وخوفك من آثار المعصية، ونبشرك بأن الله ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه غفورا إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، فتوبي إلى الله تبارك وتعالى، وإذا ذكرك الشيطان بالخطيئة فجددي التوبة، فإن هم هذا العدو أن يحزن أهل الإيمان، ولكنه يحزن ويتحسر إذا تبنا، يتأسف إذا استغفرنا، يبكي إذا سجدنا، فعاملي عدونا الشيطان بنقيض قصده.

وأسعدتنا أيضا رغبتك في نسيان ذلك الشاب وطي تلك الصفحة، فلا تجر وراء السراب، واعلمي أن هذا الشاب لا يستحق أن تجري وراءه أو تفكري فيه، وهو إنسان ضعيف لا يصلح لك، والدليل أنه ما استطاع أن يقنع أسرته، نسأل الله أن يسهل عليه وأن يسهل عليك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ونبشرك بأن من تابت إلى الله، ورجعت إلى الله، وأنابت إلى الله؛ سيعوضها الله تبارك وتعالى خيرا، فلا تقفي أمام المواقف السالبة، ولا تفكري في الإنسان الذي تركك ومضى، فإنه لا خير في ود يجيء تكلفا، ولا خير في ود امرئ متقلب، ولا خير في التعلق بشاب لا يملك قراره.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وإلى الأمام، فاشغلي نفسك بما يرضي الله، واحرصي على تلاوة القرآن والاستغفار، وكثرة الصلاة والسلام على رسولنا الإمام، واعلمي أن الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، فأقبلي على الله، واعلمي أن الربح الكبير في التوجه إليه والإقبال إليه، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسعد بدوام التواصل، ونسأل الله لك التوفيق، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات