السؤال
أنا إنسانة أعاني من توتر شديد وقلق وعصبية، وأتفه الأشياء يمكن أن تستفزني، وعند التحدث أشعر أن نفسي قصير حتى أثناء التطبيق العملي، في إحدى المدارس شعرت بأن حلقي جاف، وصوتي فيه رعشة وفي جسمي كذلك، وما قدرت أن أتحكم بالرعشة التي في يدي، أحسست بالخجل لأن المعلمة لاحظت علي هذا الشيء، ولا أعلم لماذا، بالرغم من أني اجتماعية ولست خجولة! وتأتيني أحيانا إذا قمت بأي مجهود؛ رعشة خفيفة وانقطاع النفس أثناء الكلام، بالرغم من أني تدربت على تمارين النفس ولكن بلا جدوى، أشعر بأني تعقدت من هذا الشيء، وأتمنى أن أتخلص منه وأعيش حياتي طبيعية.
حتى أثناء النوم يخفق قلبي بشدة إذا طرق أحد الباب أو سمعت ضجة، وأريد أن أتخلص من الهم والأفكار السلبية.. أريد أن أرمي كل همومي! ساعدوني؛ أريد أن أتخلص من الخوف والقلق إلى الأبد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عهود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
القلق والعصبية قد تكون جزءا من شخصية الإنسان، أو قد تكون مجرد سمة مكتسبة تحدث في ظروف معينة (الضغوطات النفسية -مثلا-) والناس تتفاوت في تحملها للعصبية والتوتر والتعبير عنها، ومن السبل الممتازة جدا للتخلص من التوتر والعصبية: أن يعلم الإنسان نفسه كيفية التعامل مع الغضب، يحاول الإنسان بقدر المستطاع أن لا يغضب، وأن يعبر عن مشاعره أولا بأول، وأن يتجنب الكتمان النفسي، والكتمان يؤدي إلى احتقان النفس وهذا يؤدي إلى توتره.
ثانيا: تطبيق تمارين الاسترخاء باستمرار، وجعلها جزءا من حياة الإنسان، هذا يساعد كثيرا.
ثالثا: العلاج عن طريق التفكر والتدبر والتأمل، وهذا يسوق الإنسان إلى فكر إيجابي ممتاز.
رابعا: كل من يصاب بالقلق والتوتر دون سبب؛ أنصحه أن يقوم بإجراء فحوصات طبية عامة، المهم في الفحوصات هو أن نتأكد من أن الغدة الدرقية سليمة، ومستوى الدم سليم، بعض الذين لديهم استعداد كبير للانفعال قد يكون زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية سببا في ذلك، فأرجو التأكد من ذلك.
خامسا: صرف الانتباه عن التوتر، وذلك من خلال تجنب الفراغ، وأن يسعى الإنسان دائما لأن يقوم بما هو مفيد، وأن يطور ذاته، والحياة الأفضل يستجلبها الإنسان من خلال تقوى الله، المثابرة على ذلك، وبر الوالدين، والاستفادة من الوقت بصورة صحيحة، الاجتهاد في الدراسة مهم جدا، بالنسبة لك وهو درب من دروب السعادة، وأن تكون لك آمال مستقبلية، وتعيشي دائما على الأمل وعلى الرجاء، وأن تعيشي الحاضر بقوة، احترام الآخرين -أيضا- فيه خير كثير للإنسان.
هذا هو الاطار التفكيري الذي أنصحك به، وأرجع مرة أخرى حول تمارين الاسترخاء، أقول لك أنها ضرورية جدا، أنت طبقت تمارين التنفس ولم تأتك منها الفائدة المرجوة، أرجو أن تعيدي صياغة الطريقة التي تؤدين بها هذه التمارين، ارجعي لاستشارة إسلام ويب تحت رقم: (2136015) وطبقي الإرشادات الواردة بها، أعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيرا.
في بعض الأحيان العصبية والتوتر يكون منشؤها عسر المزاج، وعسر المزاج هو نوع من الكدر البسيط أو الاكتئاب البسيط، وهنا دور الأدوية مهم جدا، ومضادات الاكتئاب -بصفة عامة- حين يتم تناولها بجرعات صغيرة أيضا تزيل التوتر العصبي والقلق، وتؤدي إلى تحسن المزاج. حين تذهبين إلى طبيبتك (طبيبة الرعاية الصحية الأولية) لتطلبي منها إجراء الفحوصات؛ يمكن أن تتحدثي معها حول هذا الموضوع، وربما تصرف لك أحد مضادات القلق البسيطة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.