السؤال
السلام عليكم
أظل في تفكير دائم بقريباتي، وبنات صفي، ولهذا دعوتهم للتفاؤل، وبعدها لم أدرس شيئا؛ لأني أفكر فيهم.
ماذا أفعل؟ أريد أن أفرح أهلي، وأتفوق، ولا أهتم بأحد.
كانت عندي إرادة قوية وأطمح لمعدل فوق التسعين، أما الآن فأتمنى النجاح فقط. أريد التفوق والنجاح، وأريد تنظيم الوقت، والبعد عن الملهيات، وأريد أن لا أخاف من هذه السنة.
ولماذا الجميع يقولون لي أني لا أنام لأني كنت أدرس، ولا أخرج من البيت، ومثل هذا الكلام، مع أنني على غير ذلك؛ أنام، وأخرج، لم هذه العقدة من التوجيهي (الصف 12)؟
الجميع يقولون لي: مستحيل أن أتفوق، أو أنجح، وجميع قريناتي، وكل من بعمري يدرسن إلا أنا! علما بأنه لم يبق سوى 20 يوما فقط على امتحانات الثانوية العامة.
الرجاء الرد إذا استطعتم على استشاراتي السابقة، وعلى هذه بأسرع وقت، أنا بالانتظار، فأنا أريد أن أفرح، وأفرح أهلي بنجاحي وتفوقي.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا، ونعم لاحظت أنك أرسلت عدة أسئلة ومعظمها يدور حول الدراسة والقلق من الاختبارات.
ما تسألين عنه أمر شائع بين الطلاب، وخاصة المتفوقين منهم، وخاصة مع اقتراب موسم الامتحانات، حيث دائما يسأل الواحد منهم مثل هذه الأسئلة سعيا منه دائما لتحسين الأداء ورفع جودة العمل.
الجواب باختصار تعرفينه، إلا أن هناك ما يمنعك من مواجهته بشكل مباشر، الجواب هو: أن طريق النجاح هو الدراسة، وليس شيئا آخر، وكما فعلت صديقاتك اللاتي كنت ترشدينهن، فهن الآن عاكفات على الدراسة والمذاكرة، وخاصة مع اقتراب الامتحان الوطني الأخير.
فما الذي يمنعك من الدراسة؟ لقد ورد في سؤالك إشارة إلى "الملهيات" فما هي يا ترى؟ هل هي وسائل التواصل الاجتماعي كما أعتقد؟
وفي الواقع ليس هناك من طريقة واحدة للدراسة تناسب كل الناس، فظروف كل شخص تختلف عن الآخرين، والأعمال والمسؤوليات مختلفة، والوقت المتاح أيضا مختلف، وما يناسب شخصا ليس بالضرورة أن يناسب شخصا آخر.
ومع اقتراب الامتحان فالوقت يضيق، وعليك الآن المبادرة والقيام بما هو مطلوب منك، وربما هناك بعض الملاحظات العامة والتي تفيدك وتفيد الجميع، ومنها على سبيل المثال:
• بعد الانتهاء من قراءة جوابي، أغلقي الجهاز، وافتحي الكتاب وابدئي.
• لا تستقلي قيمة أي وقت مهما قصرت مدته، فأحيانا في الربع ساعة والنصف ساعة يمكن أن تحققي ما هو بقيمة ساعة أو ساعتين.
• استفيدي مما يسمى "نوافذ الوقت" وهي: الفترات الصغيرة بين عمل وآخر، فمثلا: وقت الفراغ بين نشاط وآخر، فهذه الأوقات القصيرة يصبح مجموعها الوقت الطويل من خلال الزمن.
• إذا كنت من النوع الصباحي، أي أنك أنشط ما تكونين في فترة الصباح، فاستغلي وقت الصباح في الأعمال التي تتطلب جهدا ذهنيا، يقول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "بورك لأمتي في بكورها" أي فترة الصباح الباكر، وإذا كنت من النوع المسائي، فأيضا استفيدي من هذه الساعات في المساء بالشكل المناسب.
• يمكن أن تجعلي من بعض الواجبات المنزلية، ومساعدة والدتك في أوقات استراحتك بين عمل وآخر، وخاصة فيما يتعلق بالدراسة، بين الجلسة والأخرى اذهبي، وقومي بعمل منزلي بسيط تريحين بالك من خلال القيام به.
• حاولي أن تتوقفي -فورا وبقدر الإمكان- عن مضيعات الوقت والملهيات، وإن كان الآن لم يعد هناك وقت لها، كالزيارات الاجتماعية، واقتصري على الضروري جدا منها، والقصير نوعا ما.
• حاولي أن تجمعي بين عملين معا، فيمكنك مثلا: أن تراجعي حفظ بعض الأمور المطلوبة منك، أو مما تريدين حفظه، وأنت تقومين بعمل آخر كارتداء الملابس، أو العمل في إعداد الطعام، أو الذهاب في الباص.
• لا بد أن تعطي فرض الوقت حقه، ففي وقت الصلاة أفضل ما تقومين به هو الصلاة، ووقت الدراسة لاختبار هو هذا، وهكذا.
• تاريخ دراستك يشير إلى أنك قادرة على الدراسة، ولديك طموحات عالية، والذي ينقصك الآن: التصميم، والإرادة، والصبر، فهيا، أغلقي الآن الجهاز، وقومي للدراسة.
بارك الله فيك، وكلل جهودك بالتوفيق والنجاح.