صداع نصفي متزامن مع الدورة أصابني بالقلق والتوتر، ماسببه؟

0 433

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.. لكم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع، نسأل الله لكم الأجر العظيم لما تقدمونه من فائدة.

أنا معلمة عمري 35 سنة، وحالتي تتلخص في قلق وتوتر وضيق، أصبت به بعد نوبات صداع نصفي متكرر مع وقت الدورة، أجريت فحوصات وراجعت الأطباء، فقالوا أنه صداع توتري ونصفي متزامن مع الدورة، انتهت نوبات الصداع، وتعالجت منها بماء زمزم -ولله الحمد-، المشكلة فيما أصابني بعدها من قولون عصبي، وقلق ووساوس بأنني مريضة، وأي ألم يصيبني صرت أقلق تجاهه، وأشعر أن في رأسي شيئا، مع أنني -والحمد لله- أتمتع بصحة وعافية، لكن وساوس الشيطان لا تكاد تفارقني.

دخلت الموقع وحاولت أن أجد حالة مشابهة لحالتي لكي أستخدم العلاج المناسب، لأنني أخاف أن أستخدم علاجا يضرني، أشعر أحيانا بشد في عضلات الرقبة وفروة الرأس، وخفقان في القلب، وغصة في الحلق، وألم في العين والأذن اليمنى، وكلما راجعت طبيبا قال لي أنه بسبب التوتر.

حاليا استخدم الدوغماتيل، تحسنت نوعا ما، لكن لا أعرف الجرعة الصحيحة، أحد الأطباء كتب لي سبرالكس، لكن خفت من استخدامه، فقررت استخدام الدوغماتيل مع أنه يسبب تأخر الدورة.

أفيدوني وأرشدوني إلى الحل الأمثل، ولكم جزيل الشكر، أسأل الله لي ولكم الجنة بغير حساب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالة القلق والتوتر التي تنتابك قد تكون هي إحدى مسببات نوبات الصداع - كما ذكر لك الطبيب -، أو على الأقل ساهمت في زيادته.

أعراضك الجسدية الأخرى -خاصة القولون العصبي-، لا شك أن القلق أيضا قد لعب فيها دورا، تقلصات العضلات تؤدي إلى الألم، ومن أسبابها أيضا القلق والتوتر.

أيتها الفاضلة أختي الكريمة: قبل أن نتحدث عن العلاج الدوائي، لا بد أن تبحثي عن الأسباب التي تؤدي إلى قلقك وتوترك، وتحاولي أن تصلي إلى نوع من الحلول حيالها، وحولي القلق بذلك إلى قلق إيجابي بدلا من أن يكون قلقا سلبيا.

أمور بسيطة جدا لو تداركها الإنسان في حياته، تساعده على تغير نمط الحياة بصورة إيجابية جدا، مثلا: أن يعبر الإنسان عن نفسه أول بأول، أن يتذكر إيجابياته ويسعى إلى تطوير نفسه، ويحسن التواصل الاجتماعي، ويحسن إدارة المنزل، واستغلال الوقت بصورة صحيحة، والصلاة الخاشعة المطمئنة، وأن يكون للإنسان آمال وأطروحات إيجابية دائما يطرحها على نفسه، هذا فيه خير كثير جدا.

بالنسبة لوضعية النوم لديك أيضا، أعتقد أنه من الضروري أن تتجنبي استعمال المخدات المرتفعة -إذا كنت من الذين ينامون على وسائد مرتفعة-، لأن هذا من أكبر أسباب الشد العضلي في منطقة الرقبة وفروة الرأس، وقد يتولد عن ذلك الصداع التوتري، أذكار النوم وما يسبقها من حالة استرخائية مزاجية جسدية ونفسية، تساعد الإنسان كثيرا على التغلب على اضطراباته التوترية.

أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن لا تستخدمي الدوغماتيل بالرغم من أنه دواء ممتاز، لكن قطعا يؤدي إلى ارتفاع مضطرد في هرمون البرولاكتين -أو ما يسمى بهرمون الحليب-، وفي مثل عمرك هذا قطعا سوف يؤدي إلى اضطراب شديد في الدورة الشهرية.

لا أنصحك بتناوله خاصة أنه توجد له بدائل، والسبرالكس بديل ممتاز جدا، وأنت لا تحتاجين إلى جرعات كبيرة، لا تتخوفي من السبرالكس، من ناحية السلامة هو دواء سليم ولا يؤدي إلى التعود ولا الإدمان، الجرعة المطلوبة هي نصف حبة (خمسة مليجرام) يتم تناولها يوميا لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها عشرة مليجرام يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة شهرين، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عن تناوله.

نسأل الله لك العافية، والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات