تغير مزاج زوجتي... تمتنع عن الكلام ولا تشتهي الأكل

0 433

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر كل القائمين على هذا الموقع الرائع

لاحظت على زوجتي تغيرا في المزاج؛ حيث تمتنع عن الكلام ولا تشتهي الأكل إلا قليلا، وتكون فاقدة للشهية ولا تبتسم، وتكون في انعزال وتفكير غير طبيعي، حتى النوم يكون قليلا؛ حيث تستمر هذه الحالة تقريبا لمدة أسبوعين ثم تعود طبيعية.

أتمنى أن أجد الإجابة عندكم، هل هذا مرض نفسي أم شيء آخر؟

لكم مني أجمل تحية وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ bandar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، وعلى مدحك لهذا الموقع.

إن كل الذي ورد في سؤالك يشير إلى أعراض واضحة لحالة من الاكتئاب النفسي، والذي يكثر خاصة عند النساء بسبب ظروفهن وطبيعة الحمل والولادة، وغيرها.

ويشعر المصاب بالاكتئاب عادة ببعض الهمود والاكتئاب، وخاصة في فترة الصباح بالكثير من الحزن والمشاعر السلبية، ومن ثم قد يشعر ببعض التحسن مع المساء، وهذا العرض من تقلب المزاج بين الصباح والمساء لهو عرض معروف من أعراض الاكتئاب السريري.

وبالإضافة لما سبق كالنظرة السوداوية مع شيء من التشاؤم من المستقبل، فهناك اضطراب النوم، وخاصة قلة النوم والاستيقاظ المبكر، وضعف الشهية للطعام ونقصان الوزن، وفقدان المتعة بما كان الشخص يستمتع به، ومنها ضعف الرغبة الجنسية... فهذه كلها أعراض للاكتئاب السريري، والذي يحتاج عادة للعلاج.

وللاكتئاب علاقة ببعض أحداث الحياة التي تمر بنا، وخاصة الأحداث المؤلمة، ولكن ليس بالضرورة. وله أيضا علاقة وثيقة بالولادة، فإذا كانت الزوجة قد ولدت منذ أشهر فقد يشير هذا لنوع خاص من الاكتئاب، والذي نسميه "اكتئاب ما بعد الولادة" وعلاجه أسهل من غيره من خلال الدواء المضاد للاكتئاب.

وطالما أن المعاناة مستمرة لعدة أسابيع، فأرجو أن لا تترددوا في مراجعة طبيب نفسي ليقوم بالتشخيص الدقيق، وتقديم العلاج المناسب، فعلاج الاكتئاب أصبح أمرا ميسورا في معظم الحالات، وهناك العديد من الأدوية المضادة للاكتئاب.

وقد يتأخر المريض أو يتردد بمراجعة الطبيب إما بسبب شدة الاكتئاب وبحيث لا يجد من نفسه الرغبة في العلاج والشفاء، وهنا يجب أن تتدخل الأسرة وتوفر له مراجعة الطبيب في أقرب فرصة، والسبب الثاني ربما له علاقة بالوصمة الاجتماعية، والخجل الاجتماعي من موضوع المرض النفسي والطبيب النفسي، وإن كان هذا الأمر قد تحسن كثيرا في السنوات القليلة الماضية.

وممارسة الرياضة أمر طيب، فالرياضة تعتبر من مضادات الاكتئاب، ولكن قد لا تكون بديلا عنه الدواء، وخاصة إذا لم تتواجد عندك معظم هذه الأعراض السابقة الذكر.

ولا شك أن الصلاة وتلاوة القرآن والدعاء أيضا مما يعين الإنسان على تجاوز بعض صعوبات الحياة.
فأرجو أن لا تترددوا في أخذ موعد وزيارة عيادة الطبيب النفسي.

وأدعو الله تعالى أن يكتب الشفاء العاجل لزوجتك وأن يمتعكما بالصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات