أعاني من خوف وقلق عندما إمامة الناس.. ما نصيحتكم؟

0 455

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه في هذا الموقع المبارك.

ثانيا: لقد أطلعت على كثير من الاستشارات في الموقع، ولفت انتباهي دواء الزولفت، فأنا أعاني من خوف وقلق عندما أتقدم للإمامة في الصلوات الجهرية، فقد كان في السابق خوف شديد، وارتباك شديد، لكن الآن صليت أكثر من مرة، ولاحظت أنه يوجد خوف بسيط، وصعوبة في التنفس، والقليل من الرعشة، ولكني أتوقع أنه كلما كان عدد المصلين أكثر أو تغير المكان الذي تعودت عليه سوف يزداد القلق، وكذلك يصيبني خوف شديد إذا أردت إلقاء كلمة دعوية للمصلين، وكذلك أتردد كثيرا عندما أريد أن أستفسر أحد المدرسين بالجامعة.

الحمد لله ألقيت كلمة في إحدى المواد في الجامعة، وكان هناك قلق بسيط، ولكن الوضع الاجتماعي لا بأس به، فأنا أخرج مع الأصدقاء، وأجلس معهم، فأنا في بداية الأمور الاجتماعية يكون عندي شيئا من الخجل والقلق، لكن مع التعود يذهب، لكن بعض الأمور ليست لدي الجرأة الكافية لأتعود عليها، ولكني أعتقد أن أهم سبب هو أني أفكر بمراقبة الناس، ودائما أدافعه، فما هي نصيحتك لي بالنسبة لاستخدام الزولفت؟ وما هي الجرعة المناسبة؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ومخاوفك -إن شاء الله تعالى- هي من النوع البسيط والبسيط جدا، هي مخاوف قلقية عند بعض المواجهات الاجتماعية، وكلها -إن شاء الله- مواجهات صالحة وطيبة، وغايتها ومكانها وهدفها كله قائم على الطمأنينة.

أخي الفاضل الكريم: فكرة أن الإنسان سوف يفقد السيطرة على الموقف حين يواجه، أو أن مكروها سوف يقع له، أو أنه مراقب من قبل الآخرين، أو أن أدائه متعسرا، هذه كلها أفكار سلبية وليست صحيحة، هذا هو الذي أؤكده لك.

إذن إعادة هيكلة تفكيرك مهمة جدا، والخطوة العلاجية الأخرى هي أن تقحم نفسك وتقتحم، دائما لا تتجنب، التعريض والتعرض هو من أهم وسائل العلاج للمخاوف الاجتماعية أيا كان نوعها ودرجتها، والاقتحام الفكري يمكن أن يكون عن طريق التخيل، أن تتخيل أنك تصلي بالناس في مسجد كبير، وأنه طلب منك أن تلقي خطبة الجمعة مثلا في مسجد آخر؛ لأن الإمام له عذر وسوف يتخلف (وهكذا)، عش هذا النوع من الخيال، وأنت مقتدر -بإذن الله- على ذلك.

خيال آخر أنه طلب منك أن تقدم عرضا نموذجيا في موضوع دراسي مهم أمام الأساتذة والطلاب، عش هذا الخيال بدقة وباسترسال، ولا تتعجل في قطع خيالك، هذا مهم جدا، هذا نسميه الإطماء، أو الانغماس في الخيال من أجل المواجهة مهما جدا.

تمارين الشهيق والزفير المتدرجة أيضا ذات فائدة كبيرة، فأرجو - أخي الكريم - أن تلجأ لها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأبشرك أن عقار زولفت - والذي يسمى علميا باسم (سيرترالين)، واسمه التجاري قد يختلف من بلدا لآخر، اطلبه تحت مسماه العلمي، هو دواء بسيط وسليم جدا، الجرعة المطلوبة في حالتك هي بسيطة، حبة واحدة يوميا، والجرعة الكلية هي أربع حبات في اليوم، لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة.

ابدأ بنصف حبة، تناولها ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هنالك طرق كثيرة لتناول هذا الدواء، لكن هذه الطريقة هي التي أفضلها، ومن تجربتي المتواضعة وجدتها الأسهل.

وهناك دواء تدعيمي آخر يسمى إندرال، واسمه العلمي (بروبرالانول)، هذا الدواء ممتاز جدا؛ لأنه يكبح التفاعلات الفسيولوجية الناتجة من الخوف عند المواجهة، والذي يحدث هو أن الجسم يتصدى للمواجهة من خلال إفراز مادة تسمى بالأدرينالين، هذه قد تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وشعور بالرعشة، والتلعثم ... وهكذا.

مهمة الإندرال أنه يثبط الإفراز الزائد لهذه المادة، أو الشعور بآثاره.

جرعة الإندرال المطلوبة هي عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم يمكنك التوقف عنه. وبعض الناس يتناولون عشرين مليجراما ساعتين قبل المواجهة، لكن أعتقد الطريقة التي ذكرتها لك هي الأفضل.

الإندرال لا يتناوله الذين يعانون من مرض الربو، أرجو أن تلاحظ هذه الملاحظة.

أخي الكريم: هذا هو الذي أود أن أنصحك به، -والحمد لله- أنت رجل لديك طموح، ولديك فكر، ولديك أهداف واضحة جدا، أسأل الله لك التوفيق والنجاح، وشكرا لك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات