السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل ثلاثة أشهر كنت طبيعيا جدا، ثم توفي صديق لي، وبعدها أتتني وساوس عن الموت، وأشعر أني سوف أموت، وخوف شديد، وغثيان، ودوخة، وضباب في العين استطعت أن أتغلب على هذا الوسواس.
الآن أنا أعيش أصعب أنواع الوساوس، وسواس فقدان العقل، لا يمر يوم إلا وهذا الوسواس يلازمني، وحتى في نومي يلازمني، وأعيش بحالة توجس من رؤية أو سماع أصوات غير موجودة، وطوال وقتي على أعصابي، أصبحت لا أستطيع التفكير، ولا التركيز، وصداع، وصعوبة في النوم، وأصبحت أراقب كلامي وتصرفاتي، وأشعر أنى في حلم، وكل ما يحدث لي غير حقيقي، واشعر بشيء ثقيل على رأسي.
أرجوكم ساعدوني، والله إني أتمنى الموت، وما تشخيص حالتي هل أنا مصاب بالفصام؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
أنت لست مصابا بمرض الفصام، ولست قريبا من الإصابة بهذا المرض، الذي تعاني منه هو تفاعل ظرفي انفعالي نسبة لوفاة صديقك، والذي يظهر لي أنه في الأصل لم يتم القابلية للقلق والمخاوف والتوترات، بعد ذلك بدأت تأتيك الأفكار الاستحواذية الوسواسية حول الموت وموضوع الموت.
أيها الفاضل الكريم: الذي تحتاج إليه هو أن تجلس مع نفسك، أن تكثر من الاستغفار، أن ترتب حياتك بصورة أفضل، تجتهد في عملك، تكثر من التواصل الاجتماعي، الدعاء والصلاة والذكر مطلوبة، وتيقن - أيها الأخ الكريم - أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص فيه أبدا.
اسع أيضا لتطوير صحتك النومية من خلال عدم النوم نهارا، وممارسة الرياضة، والابتعاد عن شرب الشاي والقهوة في الأمسيات، والحرص على أذكار النوم.
أخي الكريم: ليس هناك ما يمنع أن تتناول أحد الأدوية البسيطة جدا مثل عقار (ريمارون)، والذي يعرف علميا باسم (ميرتازبين) تناوله بجرعة نصف حبة - أي 15 مليجرام - ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة عشرين يوما، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
حالتك هي حالة ظرفية، وليس أكثر من ذلك، عش حياتك بقوة، وغير أنماط تفكيرك، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.