كنت أفكر بمصيبة حدثت لي فأصبت بنوبات هلع شديدة.. ما المخرج والحل؟

0 403

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 30 عاما، وقد مررت منذ عام وشهرين تقريبا بنوبة هلع، وتكررت معي مرات عدة، وقد تسببت لي بخوف شديد من الموت بعدها.

وكانت الحالة نتيجة ضغط نفسي شديد من تفكير في مصيبة ما، استمرت معي هذه المصيبة سنة كاملة، تكررت معي فيها نوبات الهلع عدة مرات، لم أحصل فيها على علاج سوى أنني في بداية الأمر كنت آخذ (الأندرال) لتهدئة خفقان القلب عندما يحدث، وأيضا كنت آخذ (الموتيفال) مرات، مثلا مرة كل أسبوع، أو مرة كل يومين إلا في رمضان أخذته لمدة 20 يوما بعد السحور حتى لا تحدث معي حالة الهلع أثناء الصيام، وتعايشت مع الحالة تأتيني أياما وتغيب أياما.

الحالة في البداية كانت شديدة جدا؛ خفقان، وشعور بالموت، وتعرق شديد، وخوف شديد يأتيني ويعتريني، ومن ثم بقية اليوم كله خوف، وتوجس، وتفكير بالموت.

أنا في هذه الفترة لا تأتيني نوبات الهلع مثل الأول، ولم أعد أفكر بالموت طوال اليوم مثل الأول، أنا الآن أعيش يومي كله طبيعيا جدا، ولكن يأتيني التفكير في الموت عند النوم في بعض الأيام، وأشعر أنني سأضع رأسي ولن أقوم مرة أخرى.

الخوف معي ليس من الموت، فأنا أفكر فيما بعد الموت، أنا مسلم -والحمد لله- وأعلم أن الله رحيم بالعباد، ولكن التفكير يراودني بطريقة أنني أتخيل بمجرد أن تحدث الوفاة سأرى أمورا غريبة، فأنا سألاقي مصيري، ولا أعلم كيف سيكون! سأدخل القبر وحيدا وسط الظلمة وآه آه إن كان العمل السوء أكثر من العمل الحسن.

التفكير يأتيني بهذه الطريقة، وليس الخوف من لحظة الموت ذاتها.

أنا الآن آخذ (موتيفال) لمدة يومين، أو ثلاثة، ثم أتركه أياما، وما أن أشعر بعودة التفكير في الموت، وحدوث خفقان إلا وأحاول التعايش معه، وما أن يزيد إلا وأتعاطى حبة (الموتيفال) فأهدأ، وأنام جيدا هذا اليوم.

كل يوم أتعاطى فيه (الموتيفال)، أنام نوما هادئا وأستيقظ طبيعيا جدا.

أنا الآن أعيش حياتي كشخص طبيعي، أو أقرب لحياتي السابقة بنسبة 70%، ولكنني لا أستطيع النوم ليلا في بعض الأيام بهدوء ودون تفكير مثل الأول بدون (الموتيفال)، وربما أصبر حتى ظهور نور السماء في الصباح لأنام.

قرأت أن (الموتيفال) يسبب زيادة إنزيمات الكبد فتخوفت من (الموتيفال)، ولكنه يهدئني ويجعلني أنام مستريحا.

أخشى أن يكون الخفقان الذي يحدث معي، وتسارع النبضات لدرجة أحيانا أني أشعر أني أهتز مع حركة ضربات القلب.

طموحي ليس مثل السابق؛ فقد كنت شعلة نشاط وطموح، وأفكر دائما في المستقبل، حاليا أشعر دائما أني سأموت في وقت قريب، وأنا على عمري هذا، وليس أكبر بكثير، زوجتي حامل، ويأتيني تفكير أنني ربما لن أعيش لأرى طفلي يولد أمام عيني.

لا أستطيع أن أقول مثل السابق: في الأسبوع القادم إن شاء الله سأفعل كذا، فأجد شيئا في رأسي يقول إن كنت من أهل الدنيا! حتى صارت كلمة على لساني أرددها في أغلب المواقف عندما أتحدث عن المستقبل.

أرجو الرد بعجالة في كيفية التصرف لأعود لحياتي السابقة؛ كنت لا أفكر في الموت إلا بالشكل العادي، وأفكر فيما سأفعل غدا، وإن لم يحدث فالأمر لله من قبل ومن بعد، أسألكم بالله الرد في أقرب وقت، فأنا لا أستطيع الانتظار لأيام طويلة للرد، فأنا في أشد الحاجة لحل جذري يعيدني لحياتي السابقة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قلق المخاوف الوسواسية ينحصر عندك حول الموت، والخوف من الموت، وما بعد الموت، وهذه وساوس ومخاوف مشهورة جدا، الذين يتخوفون من الموت بهذه الصورة المرضية يتخوفون أيضا من الحياة دون أن (يشعرون) بذلك، تجدهم يكبرون صغائر الأمور، وتجدهم يقلقون دائما تجد أن عسر المزاج انتابهم بدون سبب، فالأمر متصل مع بعضه البعض خوفا من الحياة، وخوفا من الموت.

فيجب أن تحقر الفكرتين، أن الحياة طيبة، وجميلة، وأن الموت ليس بيد الإنسان، وأن تلتزم بالأدعية الطيبة، الأدعية المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم التي تطمئن الإنسان، وأنصحك أيضا أن تكثر من حضور الجنائز، تصلي على الجنازة، لك -إن شاء الله- قيراط من الأجر، والقيراط قدره كجبل أحد، وحين تحضر دفنها لك قيراط آخر، وركز على اللحظات بعد الدفن، والتي يجلس فيها أقارب المتوفى يسألون الله له التثبيت، حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم نصحنا قائلا: (اسألوا لأخيكم التثبيت؛ (لأنه الآن يسأل).

هذا النوع من التعريض النفسي قد يخيفك في بداية الأمر، لكن بعد ذلك يحقر الوساوس تماما ويفتتها، لا تعط حيزا كبيرا من التفكير للوساوس، هذا مهم أيضا التجنب، وعدم مناقشتها، عدم تحليلها وسيلة علاجية ممتازة.

العلاجات الدوائية أرى أنك في حاجة لعلاج زولفت، والذي يعرف باسم اللسترال اسمه العلمي سيرترالين، والموتيفال لا بأس به، لكنه غير كاف، الزولفت جرعته هي 50 مليجرام تتناولها ليلا لمدة شهر، ثم تجعلها 100 مليجرام، أي حبتين يمكنك أن تتناولها حبة صباحا وحبة مساء تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، وإن أردت أن تستمر على الموتيفال لا مانع في ذلك، الموتيفال بالفعل قد يؤدي إلى ارتفاع بسيط في أنزيمات الكبد، لكنها ليست خطيرة، وليست مرضية، عليك بأن تكثر من ممارسة الرياضة، وكذلك تمارين الاسترخاء، هذه كلها إضافات طيبة وجميلة تزيل -إن شاء الله- عنك هذا الخوف الوسواسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات