أشعر برغبة في الموت للتخلص من همومي وأفكاري.. ساعدوني

0 378

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشعر برغبة في الموت للتخلص من همومي وأفكاري وتفكيري الدائم في مواضيع معينة تخص الجامعة (دراستي، وزميلاتي، وأساتذتي، وغير ذلك...)، عندما أتذكر الموت في أي وقت أحس برغبة فيه، فكيف أتخلص من هذا الشعور الكريه؟ والمشكلة أني لا أشعر بالخوف عندما أشعر برغبة في الموت، وأعرف أنه شعور لا يجوز، ولكن ساعدوني كيف أتخلص منه؟

جزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ suha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولا: نقول لك: -يا أختي الكريمة- أنت ما زلت في ريعان شبابك، وما زال المستقبل -إن شاء الله- يعد بالكثير، وما زالت فرص تحقيق الآمال والطموحات أمامك واسعة، ما بالك بأناس في عمر السبعين، وما زال عطاؤهم لم ينضب، ومنهم من حفظ القرآن في هذا العمر، ومنهم من حصل على شهادات الماجستير والدكتوراه في هذا العمر، والأمثلة كثيرة.

فنطلب منك أن تبعدي شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك، واستبدليه بروح التفاؤل والنظرة المشرقة للحياة، فأنت مؤكد أن لديك العديد من القدرات والطاقات؛ فقط (أنت) محتاجة لتفجيرها واستثمارها بصورة جيدة، -وإن شاء الله- تصلين لما تريدين.

انظري إلى حال من هم أضعف وأقل منك صحة، وعلما، وقدرة ومهارة، تعلقوا بالحياة فأبدعوا فيها، وحققوا الكثير من الإنجازات في مجالات حياتية مختلفة، فلمعت أسماؤهم، وكبر شأنهم، وصاروا من الأعلام، فما تم ذلك إلا بقوة عزيمتهم وإرادتهم ومثابرتهم.

فحاولي دائما تحكيم العقل لا العاطفة، وانظري للأمور بنظرة واقعية، وأن تكون حلولك للمشاكل أيضا واقعية، ولا تستسلمي فالحياة كلها مجاهدة، ومكابدة، فبادري بوضع خطتك، وتحديد أهدافك ماذا تريدين؟ وما هو الإنجاز الذي تتمنين تحقيقه؟ وماهي المكانة التي تريدين الوصول إليها وسط أسرتك ومجتمعك؟ ثم قومي باختيار الوسائل المناسبة لتحقيق أهدافك، واستشيري في ذلك ذوي المعرفة، والعلم، وأصحاب الخبرات الذين تثقين فيهم، وحاولي اكتشاف قدراتك وإمكاناتك التي تؤهلك لذلك.

واعتبري المرحلة التي تمرين بها الآن إعدادا للمستقبل المشرق -إن شاء الله-، واعلمي أن كل من سار على الدرب وصل، فقط كيف نبدأ الخطوة الأولى؟ ونستعين بالله تعالى، ونتوكل عليه، ويكون لدينا اليقين الصادق بأن كل شيء بيده -سبحانه وتعالى-، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.

فنوصيك أولا بكثرة الاستغفار، فإنه مزيل للهموم، وجالب للسعادة -إن شاء الله-، ثم حاولي التخلي عن الحساسية الزائدة في علاقاتك مع الآخرين، ولا تحقري ما عندك من إمكانيات وقدرات وخصائص وسمات، واستثمري حياتك بالطريقة المثلى، واعلمي أن الإنسان خلق ليعبد الله في هذه الدنيا، وليعمر هذه الأرض، فإذا تمنينا الموت بالصورة المرضية كما تتصوريه أنت لتوقفت كل النشاطات التي نمارسها في الحياة، فلا تعليم، ولا عمل، ولا زواج، ولا إنجاب فقط نكون في انتظار الموت.

والمؤمن ينبغي عليه أن يسخر كل عاداته ونشاطاته وممارساته الحياتية في هذه الدنيا لخدمة الدين، فتصبح العادة عبادة؛ وبالتالي يكون قد حقق ما خلق من أجله، ويفوز في الدارين -إن شاء الله-.

فرج الله همك وكربتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات