أحببت طبيبا أتلقى عنده العلاج وتعلقت به جداً، فهل أصارحه بمشاعري؟

0 400

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عزباء أبلغ من العمر 17 عاما، أنا أتعالج عند طبيب وللأسف أحببته من أول مراجعة قبل يومين، شيء ليس بيدي، وما أستغربه أني أكره الذكور حتى أبي لأنه هجرنا، وأكره إخواني الصغار ودائما أقسو عليهم لأنهم أولاد، ولم أحب من قبل، وتقدم لي الكثير وأنا أرفض، لماذا أحببت هذا الطبيب؟ والله منذ رأيته قلبي صارت دقاته توجع، وهو لا يقدر أن يسأل أو يتكلم بمجرد أن تأتي عيونه بعيني، وبعدها يصرف نظره ويكمل كلامه.

والله تعبت وأنا أفكر فيه لدرجة أني بكل صلاة وبكل سجدة أدعو أن يكون من نصيبي بالحلال، من كثر حبي صرت أدعو له، ولما أفكر فيه يأتي في نفسي أن أسمع أغاني لكن أقول لا، كيف سيستجيب ربي لي وأنا أعصيه؟ أنا أريد حلا، أنساه أو ألمح له عن إحساسي ومشاعري تجاهه -مع أني لا أرضاها لنفسي-؟ لكن آخر مراجعه لي بعد أسبوع.

وربي تعبت من التفكير فيه، ولا أريد أن أغضب ربي خصوصا أني هذه الفترة تقربت من ربي، والله يعينني على طاعته وتجنب معصيته، لكن مثلما تعرفون القلب يهوى وليس بيد الإنسان أن ينسى بسهولة، أرجوكم أريد حلا! والله إني أحبه، ومع أنه يستحيل أن طبيبا يحب مريضته ويتزوجها من مراجعتين، لكن أملي بالله أقوى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غروب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

ونحب أن نؤكد لك ولبناتنا الفاضلات من أنه من مصلحة الأنثى دائما أن تتطبب وتذهب إلى الطبيبة المرأة، لأنها أقدر على التفاهم معها، وفي ذلك صيانة لها ولأختها أيضا، وذهاب المرأة إلى الطبيب الرجل يعرضها لكثير من المخاطر، ولا يعني هذا أن كل الأطباء فيهم سوء، ولكن حكمة الله تبارك وتعالى الخالق العليم الخبير أنه يباعد بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال، كما أن من تذهب إلى الطبيب يحتاج أن يكشف أجزاء من جسدها، وقد يحتاج الطبيب إلى أن يلمس ويكشف على بعض الأجزاء في الجسم، حتى يعرف أماكن المرض، ثم يبدأ العلاج.

وعلى كل حال؛ فإننا نريد لكل حريصة إذا اضطرت إلى الذهاب لطبيب أن يكون معها محرم، وأن تتجنب الخلوة بالطبيب، ونؤكد لك ولفتياتنا أن الإنسان لا يملك قلبه، فقد تأتي مثل هذه العواطف الجارفة، ولكن المؤمن والمؤمنة يحتكمون في كل ذلك إلى شرع الله، ونحن نشكر لك هذا الحرص على كتمان ما انقدح في نفسك، ونتمنى أن يقدر الله لك الخير، وأن يكون الطبيب هو المبادر، لأن الإسلام أراد لفتاته المسلمة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، وننصحك بالتعرف على أسرة الطبيب، وإعلان ما انقدح في نفسك من مشاعر، كالثناء عليه، وعندها ستصل الرسالة إليه، أو لو أن هناك محرم يستطيع أن يتكلم في هذه المسألة، وهذا الأمر ليس عيبا من الناحية الشرعية، ولسنا أشرف ولا أكرم من فاروق الأمة عمر الذي عرض حفصة (ابنته) على كرام الصحابة – عليهم رضوان الله جميعا - حتى فازت بالنبي - عليه صلاة الله وسلامه - فأصبحت أما للمؤمنين.

المؤمنة عليها أن تكتم المشاعر، ولا نرى فكرة المضي معها، لأنك لم تعرفي هل الطرف الثاني يشاركك؟ وهل هذه المعرفة والميل سينتهي بالزواج؟ ولذلك نتمنى أن تجتهدي في التوقف، وأعتقد أن الزيارة الأخيرة فرصة لطي هذه الصفحة، وإذا كان فيه رغبة فعليه أن يطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب، ولا مانع من أن تدعي الله وتتوجهي إليه أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة بمن ترغبين.

مواد ذات صلة

الاستشارات