السؤال
السلام عليكم
أعاني معاناة شديدة ودائما أتذكر الموت، وخاصة وقت النوم، تأتيني ضيقة، وضربات في قلبي، وأخاف أن ملك الموت يأتي في تلك اللحظة، وأتذكر القبر، وأتذكر الناس الذين ماتوا، ويضيق صدري كثيرا، وأخاف كثيرا.
أرجوك أريد حلا، لقد تعبت كثيرا، وإذا أغمضت عيني أحس أنه قد أتاني، فأقوم وأرى هل المكان فيه أحد أو لا؟ وبعض الأحيان أنام وأقوم فزعة من نومي، ساعدوني أثابكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوآن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنا أعرف أنك مدركة إدراكا تاما أن الموت هو حقيقة أبدية، وأن الخوف من الموت لا يزيد من عمر الإنسان ولا ينقصه أبدا، وأن الإنسان يجب أن يعمل لما بعد الموت، وأن رحمة الله واسعة جدا، وسعت كل شيء، وأن شفاعة نبينا – عليه الصلاة والسلام – سوف تشملنا جميعا بإذن الله تعالى، إلا من أبى.
وفي ذات الوقت يجب أن تعيشي حياتك بقوة، عيشيها باطمئنان، املئي فراغك، تفكري وتدبري، تواصلي اجتماعيا.
الخوف من الموت الذي تعانين منه، أنا أعرف أنه ليس جبنا، وليس ضعفا في الإيمان، هو ناتج من القلق، ناتج مما نسميه بنوبات الهرع التي تأتي للناس، وأنت أيضا لديك بعض الانجرار الوسواسي، تذكر القبر، وما في القبر، وما بعد الموت: هذه كلها أفكار توقعية وسواسية وليس أكثر من ذلك، سلي الله تعالى أن يحفظك، وأن يطيل عمرك في عمل الخير، وكما ذكرت لك لا تدعي مجالا للفراغ.
أيتها الفاضلة الكريمة: هنالك أحد الأدوية المفيدة جدا لعلاج هذا النوع من الخوف، الدواء يعرف باسم (سبرالكس) والاسم العلمي (إستالوبرام).
إن أردت أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا أفضل، وإن لم تستطيعي – بعد التشاور مع ذويك إذا كان هناك قبول من جانبهم – تناولي هذا الدواء، والجرعة هي أن تبدئي بخمسة مليجرام، تناوليها ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها عشرة مليجرام يوميا، وهذه هي الجرعة الصغيرة الوسطية، وأعتقد أنها كافية في حالتك.
تناولي الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وتمارين الاسترخاء دائما ذات فائدة في مثل هذه الحالات، فاجعلي لنفسك نصيبا من هذا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.