السؤال
السلام عليكم
أنا عمري 17 سنة، منذ ثلاثة أشهر أصبت بقلق تسارع النبض، وفشل في الرجلين واليدين، وصداع، وعدم قدرة على التركيز، وعندما أجلس أو أسترخي كأن أحدا يدفعني.
ذهبت عدة مرات إلى المستشفى، وعملت كل التحاليل؛ إلا أن النتائج كانت سليمة.
بعد مرور أيام نسيت المرض لكن الخوف لا يفارقني، صرت في كل لحظة أتخيل الموت، وفقدت طعم الحياة، ما تشخيصكم لحالتي؟ وهل تخيل الموت حالة طبيعية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى السؤال.
إن ما وصفت في سؤالك هي حالة من نوبات الذعر أو الهلع؛ حيث تحصل عندك هذه الأعراض من تسرع خفقان القلب وغيره، وربما تطور الأمر ليصبح حالة رهاب وخوف من المرض، وما نسميه "نوبات الذعر" أو الهلع هي مشكلة نفسية معروفة جدا، ولها توصيف واضح، وتشخيص دقيق، وعلاج مفصل.
والعادة أن تأتي نوبة الذعر من دون مقدمات؛ حيث يتسارع القلب، ويشعر الشخص بعدم انتظام ضربات القلب، وربما التعرق وجفاف الشفاه والفم، والشعور وكأن الشخص سيغمى عليه، وقد يهرع الشخص إلى قسم الطوارئ في المشافي، إلا أن العادة أن تكون نتائج كل الفحوص والاختبارات طبيعية من تخطيط القلب وغيره، وبعد دقائق يهدأ الشخص، ويعود لحالته العادية والطبيعية.
والغالب أن تأتي هذه النوبة والشخص في مكان ضيق أو مغلق، أو في وضعية قريبة من الناس الآخرين، والغالب أن لا يعرف الشخص لماذا حصلت هذه النوبة؟ ومن ثم يبدأ الشخص بالخوف؛ وبالتالي تجنب الأماكن التي تحدث فيها مثل هذه النوبات.
ويمكن علاج هذه الحالة بعدة طرق: كالعلاج النفسي عن طريق الكلام، ومنه القيام بتمارين الاسترخاء والتنفس البطيء عند حصول النوبة، وهناك أيضا الأدوية المختلفة لعلاج مثل هذه الحالات، ولكن لا بد من مراجعة طبيب نفسي ليتأكد من دقة التشخيص والعلاج، ومن ثم الإشراف على العلاج الدوائي، وتقديم العلاج النفسي.
ويمكنك أن تقومي بتمارين الاسترخاء وهناك عدد منها، والتنفس هو واحد منها، عن طريق أخذ النفس العميق والبطيء وعندها يرتفع الصدر، والاحتفاظ بالنفس لعدة ثوان، ومن ثم زفير هذا الهواء أيضا ببطء، وهكذا تكرري الأمر لعدد من المرات.
وهناك أيضا تمارين الاسترخاء عن طريق الاسترخاء العضلي، بأن تجلسي في وضع مسترخ مريح، ومن ثم تسيري في ذهنك على كل عضلات الجسم ابتداء من الرقبة فالكتفين فالصدر والذراعين، والبطن والساقين حتى القدمين، وحتى تشعري بكامل الاسترخاء، وربما يعينك تخيل صور مريحة لك لأماكن جميلة زرتيها أو تعرفينها، ويمكن البقاء في هذه الحال لعدة دقائق، تشعرين بعدها بالراحة والاسترخاء.
طبعا ليس بالضرورة أن تزوري الطبيب النفسي، وإنما يمكنك أولا محاولة الأمر بنفسك، ولكن إن استمرت الحالة أو ازدادت شدتها فأرجو أن لا تترددي في زيارة الطبيب أو الأخصائي النفسي.
وفقك الله، وكتب لك العافية.