أمي تعاني من أعراض الهروب من الناس والحياة، ماذا نفعل بشأنها؟

0 325

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أمي تعاني من تصرفات ملحوظة، كسل وكثرة نوم وهروب من الواقع وعزلة، لا تحضر المناسبات والأعياد منذ سنوات، خصوصا في السنتين الأخيرتين زادت الحالة، كذلك الخوف خصوصا من الانتقاد، والخجل، ولا تدافع عن نفسها، وعدم اهتمام، ولا مبالاة، وأحلام اليقظة، وتخيلات، وأحلام كثيرة بالمنام تؤثر عليها، وأصبح الناس يعاتبونها لعدم زيارتها، وهي نفسيا لا تقدر أن تخرج من البيت.

هل من الممكن أنها كبرت ولم تعد تثق في نفسها، ولا تريد أحدا ينتقد إهمالها لشكلها؟ لأنني لاحظت أنها تتجنب الناس المنتقدين، والذين يهتمون بالمظاهر أكثر من أي شيء، حتى لو كانت أختها، وأدمنت العلاج النفسي منذ حوالي 20 سنة.

العلاج الحالي سايروكسات، وتستخدمه منذ سنوات وترفض التوقف عنه، لأنها تتعب من دونه، فتم تقليل الجرعة في الوقت الحالي، لكنها أبدا لم تستطع التوقف عنه، وأنا قلقة جدا عليها، ما تشخيصكم وما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ النور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله -تعالى- لوالدتك العافية والشفاء، وقد ذكرت أنها تتلقى العلاج النفسي منذ عشرين عاما، ولا نقول أنها قد أدمنت العلاج النفسي، ربما تكون هي في حاجة لهذه الأدوية، والزيروكسات قطعا ليس من الأدوية الإدمانية.

أعراضها الحالية تتمثل في التجنب والهروب من المواجهات، ولديها – كما تفضلت – نوع من الإجهاد النفسي وكذلك الجسدي، هذه الأعراض في مثل عمرها تدل على وجود الاكتئاب النفسي، والاكتئاب ليس من الضروري أن يأتي في شكل حزن وكدر وكرب، أحد سماته هي افتقاد الدافعية، عدم الإحساس بجمال ما هو جميل، وانخفاض الطاقات النفسية والجسدية، والتجنب، وتعظيم الصغائر والانشغال بها.

أيتها الفاضلة الكريمة: اذهبي بوالدتك إلى الطبيب الذي يشرف على علاجها، واحكي له هذه الأعراض، وأنا متأكد أنه سوف يقوم بتعديل العلاج بالنسبة لها.

الزيروكسات عقار جيد، لكن ربما يكون الأمر محتاج لرفع جرعته، أو إدخال أحد الأدوية التي يعرف عنها أنها تحسن الدافعية، وتقلل الإجهاد النفسي والجسدي، هنالك أدوية لها هذه الخاصية، وربما أن الزيروكسات ليس له هذه الخاصية.

الأمر الثاني والمهم جدا: لا بد أن تجري والدتك الفحوصات الطبية، والفحوصات الطبية الروتينية مطلوبة في مثل عمرها: التأكد من وظائف الكبد، الكلى، مستوى الدم، الدهنيات، مستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د)، ووظائف الغدة الدرقية، هذه كلها مهمة وضرورية جدا، فاحرصي على ذلك أيتها الفاضلة الكريمة.

النقطة الثالثة هي: الحث التشجيعي للوالدة من قبلكم، وذلك أن نشعريها بأنها الكل في حاجة لها، لنصائحها، للمساعدة على تدبير شؤون الحياة، بناء مثل هذا الإحساس في كيانها ووجدانها يساعدها كثيرا، ويؤدي إلى دفع إيجابي يزيل عنها حالة الاكتئاب التي تعاني منها، أعتقد وأنا على قناعة عالية جدا أن قلقها وما تعاني منه من أعراض ناتج من الاكتئاب النفسي وليس أكثر من ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات