أعاني أنا وإخوتي في أعمارنا المختلفة من أحلام اليقظة بشكل كبير

0 200

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 17 سنة، قبل أربع سنوات بدأت عندي عادة غريبة، حينما أشاهد برامج الكرتون -مثلا- أظل أتخيلها في عقلي، فمما حدث في الحلقة أنشئ أحداثا وحوارات بين الشخصيات وكأنني أتكلم مع نفسي، زاد الموضوع بشكل كبير وصرت أتخيل كل شيء يحدث معي، ولا أستطيع التوقف، مللت وتعبت من حالتي.

وحاولت كثيرا أن أترك هذه العادة لكنها دخلت جميع جوانب حياتي، وأثرت على كل شيء عندي، وأختي التي أكبر مني تعاني ذات الحالة لكن أكثر مني لأنها تتحرك حركات لاإرادية وتتكلم مع نفسها، وأخي عمره 6 سنوات عنده ذات المشكلة، ووضعه أسوأ مني، وأختي عمرها 12 سنة بدأت تظهر عليها الحالة، واستعملت أسلوب الإهمال وفعلا نجح الموضوع لكن لعدة أيام فقط، أحس أن الموضوع صار إدمانا، وصعب أن أشرح المشكلة لأحد، لأني حاولت أن أحكي لأمي لكن لم تفهمني، والحمد لله على كل حال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا مجددا بمتابعة السؤال السابق.

إن الحالة التي وصفت من تخيلك ما شاهدته من برامج الكرتون، ومن ثم الشعور وكأنك تمثلين هذه المشاهد في بعض جوانب حياتك، والآن بعد أن ذكرت أن أختك الكبيرة والآن الأخت الصغيرة، وحتى الأخ الصغير عندهم ذات الموضوع، فهذا يرجح أن هناك ثقافة معينة في هذه الأسرة، وليس هذا بالأمر الغريب، فكل أسرة لها طابعها الخاص التي يميزها بنفسها، ويميزها عن الأسر الأخرى، فالسؤال هل هناك أمور معينة في أسرتكم مما يجعلها تمتاز بهذا النمط من السلوك والتقليد؟

يمتاز بعض الناس بسرعة التهيؤ للتأثر بالآخرين، فهل أفراد هذه الأسرة هم من هذا النوع؟ وبحيث إذا سمعوا كلاما أو شاهدوا مشهدا ما فإنهم يتأثرون به ويحاولون تطبيقه، أو تمثيل ما سمعوه أو شاهدوه؟

وكما ذكرت لك في جوابي السابق أن هذا ليس بالغريب على بعض الأطفال من شدة تفاعلهم مع ما يعايشونه في وسائل الإعلام أو في أحلامهم، وبحيث تختلط هذه المشاهد مع عالم الواقع، والغالب أن هذا دليل حيوية القدرة التخيلية عند هذا الطفل الذي لا يرى فرقا كبيرا بين الواقع والمتخيل، وكأنه طيف مستمر متتابع.

ولا أعتقد أن في هذا ما يستوجب العلاج إلا إذا بدأ يخرج عن السيطرة، وبدأ يؤثر على أدائك وأداء إخوتك والتأثير على واجباتك اليومية، وواجبات إخوانك من دراسة وغيرها من الأعمال والاهتمامات، فعندها يمكنكم زيارة إحدى الأخصائيات النفسية، وقد تكون مثلا أخصائية المدرسة، والتي يمكن أن تنصحك بما يمكنكم فعله.

ومما يفيدكم جميعا أن تفتحوا هذا الموضوع، وتتحدثوا معا في هذا الموضوع وبشكل صريح وواضح، وستلاحظون من خلال الزمن كيف أن مثل هذا السلوك قد قل وخف كثيرا.

وأرجو أن يكون في هذا الجواب ما يفيد.

مواد ذات صلة

الاستشارات