السؤال
السلام عليكم
اقترب موعد زواجي بعد 3 أسابيع، وأنا على خلاف مع زوجي، بسبب سؤاله لي عن ما هو لون المنطقة الحساسة عندي، فامتنعت عن الجواب، وظننت أنه يمزح بسؤاله، لكن الموضوع أصبح خصاما ومشكلة، وبدأ بمقاطعتي ولم يعد يكلمني.
أحاول أن أكلمه لكن يصبح الموضوع مشكلة، يقول أنني لا أهتم به بالرغم من أنني أبذل جهدي، وأسأل عن أحواله، وأكلمه كثيرا، لأنني أحب أن أكلمه، لكنه تغير كثيرا، فلم يعد يتصل بي، لمدة شهر كان يكتفي بالحديث معي على الواتساب، وفي كل مرة أتضايق منه أعتذر له حتى ولو كان هو الغلطان، واعتذرت له، وقبل اعتذاري، وظننت أن الأمور عادت إلى مجراها لأن سبب الزعل غير منطقي، لكنه بدأ يقول لا أشعر بأنني إنسان عقد قرانه، وعرفت بأن لا يهمك سوى الزواج فقط، وأنت أنانية لم تجيبي على سؤالي ولا تهتمين بي، مع أنني أهتم وأسأل عنه، ولا أطيق أن يمر يوم دون محادثته، لكن هو الذي تغير، ولكن يرى دائما أنه على صواب حتى ولو كان مخطئا، وانتهى الحديث بقوله: مع ألف سلامة وإن شاء الله أراك يوم العرس، لأنني فعلا لم يعد يهمني أي شيء.
اتصلت به مرارا، ولكن لا يجيب، وأرسلت له رسائل اعتذار ولم يجبني، أشعر أنني متضايقة وقلبي يؤلمني من تصرفاته، ولكن أكتم شعوري بداخلي، لأنني لو أخبرته أنني أشعر بتقصير من ناحيته، سوف يجعلني أنا المخطئة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونشكر لك هذا الحياء الذي منعك من إجابته على ذلك السؤال الذي فعلا هو مفاجأة لفتاة نشأت في بيئة محافظة، ونحن نعتقد أن الإجابة كانت تحتاج إلى دبلوماسية في طريقة التعامل، ودائما الرجل إذا طلب مثل هذه الأشياء، فينبغي أن تبشريه بأنه سيرى ما يسره، أنها في شوق، وأن هذه الأمور سندركها، وتشعريه أنك لست بهذه الحرية، فالناس من حولك سيستمعون إلى كلام قد لا يكون في المصلحة أو من اللباقة، فأنا أقول الخروج من السؤال يكون بأن تبشريه وتقولي سترى خيرا، وأنا في انتظار وأنا أشتاق أيضا إلى تلك اللحظات، إلى ذلك اللقاء، إلى أن يكتمل، لأن هذا يشبع في الرجل معاني أعتقد هي التي يبحث عنها وهو فعلا بحاجة إليها.
نتمنى أيضا أن تحرصي دائما على حسن التصرف مع زوجك، وعلى أن تقدري حاجته إلى مثل هذه الأشياء، ولكن ينبغي أن تجيبي بما هو معقول، وما تتمكنين من إجابته وتعديه خيرا، وهذا درس مهم في التعامل مع الرجل، فإن كثيرا من النساء حتى بعد الزواج قد تمنع زوجها من حقه الشرعي، لأنها مريضة، لأنها كذا، لكنها لا تحسن الاعتذار فيغضب عليها، ولذلك الإجابة النموذجية أن تقول أنا أيضا في شوق وسترى ما يسرك وكذا، لكن تسمح لي تأجيل هذه الإجابة، أي لا بد أن تكون الطريقة دبلوماسية كما أشرنا وذكرنا.
أرجو كذلك أيضا أن تدرك أن المرأة ستكون شديد الحياء مع جميع الناس، لكنها مع زوجها ينبغي أن تتبسط وتخرج ما عندها وتتفنن في إسعاده، وعليه أن يتفنن في إسعادها وتشكف له أسرار ما يمكن أن يمتعها ويمتعه، حتى تتعمق هذه العلاقة لأن النجاح في الفراش والنجاح في العلاقة الخاصة ينسجم وينسحب على كافة الحياة الزوجية والأسرية.
اعلمي أن الرجل -وإن كان المخطئ- أيضا يميل إلى أن تكون المرأة هي المعتذرة، وهذا واضح في الحديث، حتى لو كان هو المخطئ فإنها تبادر، وليس معنى ذلك أنها تترك حقها، ولكن بعد أن يصالحها يمكنها أن تقول ما حصل يوم كذا أحزنني وآلمني، فيقول خاطرك طيب وحقك علي وسامحيني، فالرجل سيعتذر لكن بعد أن تفتح المرأة الباب، بعد أن تكون هي المبادرة، فلا تعاملي زوجك بالعناد، ولا تقابلي عناده بعناد، ولكن كوني حكيمة عبري له عن شوقك وقدريه واحترميه ليمنحك الأمان، الرجل يحتاج إلى التقدير والاحترام، وعندها سيعطي زوجته الأمن والأمان والطمأنينة والحب، هذه المعاني التي تحتاجها الأنثى، نسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا، وأن يكمل لك على الخير، ونتشرف بأن نتابع معك وتتابعي مع موقعك.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.