السؤال
السلام عليكم.
عندي تكيسات على المبايض، وذهبت لإحدى المتخصصات في علم الحجامة، ومن ضمن ما نصحتني به لتنظيم هرمونات الجسم هو: القسط البحري، ونبهتني أن ﻻ أستخدمه أثناء الدورة الشهرية، لأنه يؤدي إلى غزارة الدم، وأنا نسيت وتناولته أثناء الدورة، وتذكرت في اليوم التاسع من الدورة، وأوقفته فورا، ولكنني الآن في اليوم الثالث عشر من الدورة الشهرية، ولم يتوقف الدم، علما أن دورتي ﻻ تزيد عن 7 أيام، فماذا أفعل بالنسبة للصلاة؟ وهل هذا النسيان أثر سلبيا علي؟ وهل هناك فرق بين تكيسات المبايض وأكياس المبايض؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
القسط البحري أو Costus، مادة مستخلصة من نبات في الهند وباكستان ورد ذكره في الطب النبوي، والمادة الفعالة تحتوي على زيوت تفيد كما ذكر في الاضطرابات المعوية ومشاكل الصدر والربو، ويفيد ضد بعض الجراثيم، ولم يذكر له خصائص هرمونية تساعد في علاج التكيس أو اضطراب الدورة الشهرية، وبالتالي النزف الذي حدث لك ليس له علاقة بتناولك للقسط البحري، ولكن النزف بسبب الخلل الهرموني، واضطراب الدورة الشهرية بسبب الأكياس الوظيفية وبسبب التكيس على المبايض.
والتكيس على المبايض حالة لا تستطيع فيها البويضات على الخروج من تحت جدار المبيض السميك، وتتحوصل داخله بسبب السمنة وزيادة هرمون الأنسولين وزيادة هرمون الذكورة، وهذا يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني بين هرمون الإستروجين الذي ترتفع نسبته قبل التبويض، وهو المسؤول عن بداية بناء بطانة الرحم، وهرمون بروجيستيرون الذي ترتفع نسبته بعد التبويض، وهو المسؤول عن إكمال بناء بطانة الرحم، ليسمح للبويضة المخصبة بالتعشيش داخل الرحم في حال الزواج، أو يسمح لنزول دورة شهرية منتظمة عند الفتيات.
ويصبح هرمون الإستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، بسبب النقص الشديد في هرمون بروجيستيرون، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا بسبب عدم انقباض الأوعية الدموية في بطانة الرحم، وتأتي خفيفة أحيانا إذا تكونت بطانة رحم ضعيفة.
أما الأكياس الوظيفية فتتكون بسبب تجمع بعض السوائل في البويضة التي لم تنفجر، وتؤدي إلى تكون كيس بحجم كبير يتم اكتشافه بالسونار، أو أن جراب البويضة بعد خروجها يحدث فيه نفس الشيء من تجمع السوائل، وتؤدي إلى تكون الأكياس، وهذا النوع من الأكياس يحدث ويختفي من تلقاء نفسه، أو مع استخدام حبوب تنظيم الأسرة لعدة شهور، وفي كلتا الحالتين سواء الأكياس الوظيفية أو التكيس تضطرب الدورة الشهرية ويتأخر الحمل.
والتكيس يعني وجود خلل في التوازن الهرموني بين هرمونات الغدة النخامية التي تفرز FSH --LH--، وهي الهرمونات المسؤولة عن تحفيز ونمو البويضات وخروجها من المبايض، وبين الهرمونات التي تفرز من جراب البويضة Estrogen & progesterone بعد خروجها من المبايض، كما أن هرمون الحليب prolactin يمنع نزول الدورة في حالة ارتفاعه، وعلى ذلك يجب عمل التحاليل التالية وهي -DHEA -- FSH - LH -- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.
وكما قلنا فإن السبب الرئيسي في حدوث التكيس هو الوزن الزائد، وبالتالي يمكنك اتباع برنامج غذائي يشمل الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة حتى ينقص الوزن في الشهور الستة القادمة، لمحاولة ضبط الهرمونات وضبط الدورة الشهرية، مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.
والغرض من استخدام حبوب منع الحمل هو وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية، وتنظيم الدورة الشهرية، وبالتالي يجب تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن لمدة 3 شهور متتالية، مع التوقف عند انتهاء الشريط حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ مرتين يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها وذلك لمدة 3 شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر، مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا واحدة مع الاستمرار على تناول حبوب فوليك أسيد 5 مج، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأنها مهمة لتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.
كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، لأن ذلك يساعد على علاج التكيس والاستمرار على تناول أعشاب البردقوش والمرمية، وهناك أيضا حليب الصويا وقد تم استخراج كبسولات فيتو صويا منه، وتستخدم لعلاج التكيس وتحسين التبويض.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. منصورة فواز سالم -طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة-، وتليها إجابة: الشيخ/ أحمد الفودعي- مستشار شؤون أسرية وتربوية-.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
من الناحية الشرعية ما دام الدم لم يزد على 15 يوما، فإنه يعد حيضا كله، فالعادة قد تزيد وقد تنقص وقد تتقدم وقد تتأخر، وأكثر الحيض 15 يوما، وبهذا تعلمين أن كل هذا الدم الذي رأيته قد انقطع لثلاثة عشر يوما فكله حيض، أما إذا تجاوز الدم 15 يوما فحينها يتبين أن المرأة مستحاضة، والمستحاضة ترجع إلى عادتها فالدم الذي كان في أيام العادة وهو الحيض، وما عدى ذلك استحاضة، هذا مذهب كثير من أهل العلم، منهم الحنابلة وهو الذي نفتي به في موقعنا، أو عليه أكثر الفتاوى في موقعنا، فما دمت صاحبة عادة وتذكرينها، فإذا تجاوز الدم 15 يوما، فأيام العادة هي الحيض وما عداه استحاضة.
ومن العلماء من يقول بأن المستحاضة ترجع إلى التمييز فتعمل بالتمييز، إذا كان لديها تمييز بين دم الحيض وغيره، فإذا رأت دما أسودا ودما أحمرا، فالأسود هو الحيض بشرط أن لا يقل عن يوم وليلة، ولا يزيد عن 15 يوم، ولا حرج على المرأة في أن تعمل بأي المذهبين، أعني المذهب القائل بالعمل بالعادة أو المذهب القائل بالعمل بالتمييز، فإن لم تكن لها عادة ولا تمييز فإنها تتحيض 6 أيام أو 7 أيام بحسب الغالب من قريباتها، وما زاد على ذلك فهو استحاضة، نرجو بهذا -إن شاء الله- أن يكون الحكم واضحا.
نسأل الله -تعالى- لك الإعانة.