السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عندي 22 سنة، بدأت مشكلتي عندما تمت خطبتي من ابن عمتي رغما عني، فلم يلتفت أحد لبكائي وصراخي، بالرغم من وجود مشاكل سابقة بين أهلي وأهله، وبعد محاولات عديدة لإفشال الخطوبة، ولكن للأسف لم تنجح، وبدأت مأساتي بالزواج منه، حيث بدأت المشاكل من ليلة الدخلة، حيث اكتشفت بأنه يعاملني لأشبع رغباته ليس أكثر، وكأنه ليس لي شعور أو رغبات يلبيها، فكل ما كان همه هو الاستمتاع لنفسه فقط، كما أنه شخص كذاب جدا، فالكذب بالنسبة له كالماء والهواء، ولكن المشكلة ليست هذه فقط؛ وإنما فوق كل هذا كان هناك صراع بيني وبين حماتي التي تعاملني كدمية ليس لها مشاعر أو أحاسيس، وتحكمات غريبة في كل شيء، وتدخل في كل أمور حياتي، لدرجة أنها شككت في شرفي، كما أنها تلومني على أخطاء أهلي التي ليس لي أي ذنب بها، وقد تركت المنزل لمدة 6 أشهر لم يسأل أحد منهم عني، ولكن أهلي أعادوني مرة أخرى رغما عني.
وهو الآن يريد مني مقاطعة أهلي وعائلتي، وعندما رفضت مقاطعتهم؛ منع عني المصروف نهائيا، وأنا حامل بشهري الثامن، وبحاجة ماسة للمال، مع العلم أنه يعمل خارج البلد، وسبب رفضي لهذا الشخص من البداية هي الكراهية والمشاكل التي حصلت بين العائلتين منذ الطفولة، فأنا ﻻ أطيق النظر في وجهه، حتى أنه لا يوجد أي توافق بينه وبيني بأي شكل من الأشكال، فهو معدوم الشخصية حتى أمام أخيه الأصغر، وهو ﻻ يفكر أبدا، يستمع لكلام والدته في كل شيء، فهي تحرضه أمامي، كما أنه ﻻ أحد يحبني في هذا المنزل أبدا، فحماتي دائما تقول لي: أنا لم أكن أريدك زوجة لابني ولكنهم أجبروني عليك.
أنا أشعر بالاختناق، لم أعد أحتمل، حاولت الصبر والتأقلم مع هذه الحياة، ولكن دون جدوى، أريد التخلص من هذا العبء فحياتي أصبحت جحيما، ولكن ﻻ أرى أي مساعدة من أحد حتى أمي، أخبروني ماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أيتها الفاضلة-، ونقدر ما أنت فيه من المعاناة، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، ولا شك أن كل هؤلاء الذي يعاملوك بهذه الطريقة سيشربون من نفس الكأس، والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، ونحن نتمنى -خاصة في هذه الفترة- أن تكوني في منتهى الهدوء، وأن تتجنبي كل ما يثير المشاكل، حتى لا يتأثر الجنين في بطنك بهذه الانفعالات السالبة والمواقف السيئة العنيفة التي تؤثر تأثيرا عميقا وسلبيا على الطفل الذي في بطنك.
واعلمي أن مثل هذا الزوج -ضعيف الشخصية- ينبغي أن تعرفي كيفية التعامل معه، وتحاولي أن تحسني العلاقة بينك وبين حماتك (والدة الزوج)، ونؤكد صعوبة هذا، ولكنه ليس مستحيلا بالطبع، فلا تقفي لها ندا، واحترميها لأنها الأكبر منك، واحتملي منها ما يصدر عنها، واعلمي أنها إذا أرادت خيرا فستجد خيرا، وإن أرادت غير ذلك فسيعوضك الله وينتقم من كل ظالم.
وأيضا نحن نبدي استغرابنا وتعجبنا من موقف الأسرة، ولست أدري بماذا يردون عليك، وما هي وجهة نظرهم في هذه المسألة، وكيف يقبلوا لابنتهم أن تعيش هذه المعاناة؟ لا بد أن لهم أجوبة لهذا، كنا نتمنى أن تظهر من خلال هذه الاستشارة.
ونتمنى أيضا وسط هذا النفق المظلم ووسط هذه المشكلات أن تبحثي لنا عما يمكن أن يتوقع أو يحسب من الإيجابيات، ولا شك أن أي أسرة وأي شخص فيه إيجابيات وفيه سلبيات، فما هي الإيجابيات التي يمكن أن نبني عليها؟ لأنا لا نريد للوضع أن يستمر بهذه الطريقة، ولا نريد للقناعات السالبة والمواقف السالبة أن تتحكم في حياتك الجديدة والمستقبلية.
وكذلك أيضا نتمنى أن تحسني العلاقات مع أهله، فإن هذا مما يريده الشرع، فالمؤمنة التي تخالط وتصبر على الأذى خير من التي لا تخالط ولا تصبر على الأذى.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يعينك على الخير، وندعوك إلى أن تتغيري أنت، لأنك من تواصلت معنا، وكم تمنينا لو أن زوجك يتواصل معنا، أو حتى لو ترسلي لنا هاتفه حتى نتكلم معه إن كان في ذلك مصلحة، ونسعد بالتواصل على هاتف (55805366) وهاتف (55100346)، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.