محتارة بين العمل بدوام كامل أو جزئي مراعاة لزوجي

0 398

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

عمري 33 سنة، متزوجة منذ 8 أشهر، أتابعكم دائما وأشكركم على النصائح التي تقدمونها لنا.

لدي سؤالان: اﻷول متعلق بالحمل، كنا أنا زوجي في بداية زواجنا نتفادى الحمل، ﻷن زوجي عليه ديون كثيرة تراكمت عليه بسبب حفل الزفاف، وأيضا المنزل الذي نعيش فيه مستأجر، لذلك قررنا التريث حتى نستقر ونسدد الديون التي لن يستطيع تسديدها قبل أربع سنوات، فهل هذا القرار الذي اتخذناه صواب؟ أم أنه يجب أن نتوكل على الله فهو الرزاق؟

أنا اﻵن أحاول أن أحمل ولم يحدث حمل، ولاحظت منذ زواجي خللا في مواعيد الدورة الشهرية، أحيانا يكون هناك تأخير لأسبوع كامل حتى أظن أني حامل، وتفاجئني في اليوم السابع أو الثامن، فهل هذا طبيعي؟ وهذا الأمر لم يكن يحدث من قبل، فدورتي الشهرية كانت دائما كل 28 يوما.

السؤال الثاني خاص بالعمل: أنا حاليا أعمل أستاذة لغة إنجليزية، لكن أعمل ليومين فقط في اﻷسبوع (أستاذة مؤقتة) هذا العمل يعجبني، خاصة أني اﻵن متزوجة وأريد أن ينجح زواجي، دائما كنت أرى نفسي زوجة ماكثة في البيت أربي أولادي وأعتني بزوجي، وهو مرتاح ﻷني أعمل يومين في اﻷسبوع فقط، فعندما يعود إلى المنزل يجد اﻷكل جاهزا والمنزل مرتبا، وفي ذات الوقت يريدني أن أجد عملا لكي أساعده في المصاريف، فهل أبحث عن عمل بوقت كامل؟ وهذا سوف يغير حياتي الزوجية، خاصة إن أنجبت الأولاد، أم أبقى في عملي الحالي رغم الراتب البسيط الذي أحصل عليه في نهاية السنة؟ فأنا أحب التدريس وهذا العمل يعجبني.

أنا حائرة فعلا، وأظن أن زوجي -أيضا- يرى الأمر كما أراه، فهو اﻵن مرتاح، وفي ذات الوقت يتمنى أن أجد عملا، ساعدوني أرجوكم، لا أريد أن أضحي بمستقبل زواجي وأسرتي من أجل المال.

شكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك فكرة السؤال الرائعة، التي تحاولي فيها أن تشركي الآخرين في اتخاذ القرار، والقرار الصحيح فعلا هو الذي نشاور فيه، نستخير فيه ربنا تبارك وتعالى، ننظر فيه إلى كافة الزوايا، نتأمل العواقب، نضع الخيارات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرفعك عنده درجات.

بالنسبة للسؤال الأول، نحن نحب أن نؤكد أن الطفل يأتي برزقه، بل هذا الطفل قد يكون سببا في التوسعة في الرزق على والديه، لأن الله هو الرزاق، والله تبارك وتعالى هو الذي قال: {نحن نرزقهم وإياكم} قدم في هذه الآية رزق الأولاد، حتى لا يظن الآباء وتظن الأمهات أنهم يأتون بالأرزاق، وفي الحديث إشارة أيضا في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) بذكرهم وصلاتهم وإخلاصهم، دليل على أنه قد يكون مجيء الطفل سببا لتوسعة الرزق في الأسرة، بل ربما يأكلون من رزق هذا المولود الجديد.

فنسأل الله أن يبارك لكم، وأن يرزقكم بالأبناء والبنات، وأن يوسع عليكم في الأرزاق، لذلك ينبغي ألا تفكروا بهذه الطريقة، والحمد لله كل شيء بقضاء وقدر، وكل شيء سيأتي في وقته المناسب.

الأمر الثالث وهو مسألة السؤال والدوام الناقص والكامل، المهم في قضية الدوام والعمل هو حصول الوفاق، وتحقق المصلحة، ونعتقد أن الفرصة أمامك الآن كبيرة في أن تعملي دواما كاملا طالما أنتم بحاجة لهذا العمل، ومسألة السعادة الأسرية ستحصل بحول الله وفضله أولا، ثم بحسن التنسيق، والترتيب، وتوزيع الأدوار، وتقدير كل طرف للآخر، فالنجاح الذي نريده هو نجاح في الوظيفة، ونجاح في البيت، ونجاح مع الأولاد، وهناك من نجحن في هذا الميدان بحسن تنظيم الوقت بعد الاستعانة بالله، بحسن توزيع الأدوار، بتفهم هذه المسائل، بتنظيم الوقت، بالتفرغ لإعداد الطعام والوجبات في أوقات الراحة ونهاية عطلة الأسبوع، إلى غير ذلك. المهم المسألة تحتاج إلى تنظيم، وترتيب، وتفاهم، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.

الآن الفرصة أمامك واسعة للعمل بدوام كامل، وفي المستقبل يمكن أن يكون الدوام حسب مصلحة الأسرة، وحسب مصلحة هؤلاء الصغار، الذين نتمنى أن تتواصلي معنا بعد أن يرزقكم الله بفضله بالأولاد، حتى نحدد وقتها كيف يكون الدوام؟ وما هي المصالح التي تقدم وما هي المفاسد التي ينبغي أن نتحاشاها؟ ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور أحمد الفرجابي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتورة منصورة فواز سالم، طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة:

مسألة تأخير الحمل ترجع لظروفكما الشخصية وليس في ذلك إزهاق للروح، فتأجيل الحمل يعني الحيلولة دون وصول الحيوان المنوي للبويضة لتلقيحها إما بالعزل أو الواقي الذكري، ولا نفضل استعمال حبوب الهرمونات إلا لغرض طبي، ولذلك لا لوم ولا تأنيب ضمير -إن شاء الله-.

والوزن الزائد كما هو ملحوظ (75 كجم) من أشد أعداء الدورة الشهرية، حيث تتغير الدورة من الانتظام إلى عدم الانتظام بسبب بعض الخلل الهرموني الذي يصاحب السمنة والوزن الزائد، لوجود احتمال تكيس المبايض، مع وجود أسباب أخرى مثل ارتفاع هرمون الحليب، وكسل الغدة الدرقية، وزيادة هرمون الذكورة عن الحد المقبول، بسبب زيادة وعدم فاعلية هرمون الأنسولين المسؤول عن حرق وتخزين السكر وضبط نسبته في الدم، مما يؤدي إلى حالة التكيس.

ولذلك فإن أهم ما في العلاج هو إنقاص الوزن من خلال حمية غذائية، ومن خلال المشي، والبعد عن الحلويات والعصائر والإكثار من شرب الماء، مع تناول أقراص جلوكوفاج وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

ولإعادة التوازن الهرموني وبالتالي إعادة تنظيم الدورة، يمكن تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض ولا تمنع الحمل، وجرعتها قرص 10 مج تؤخذ مرتين يوميا من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة، مثل total fertility ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 يوميا حبة واحدة، مع حبوب فوليك أسيد 5 مج، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور، مع الغذاء الجيد المتوازن.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع شرب أعشاب البردقوش والمرامية ومغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وحليب الصويا، حيث أن لتلك المواد الطبيعية خصائص هرمونية تساعد في علاج التكيسات على المبايض، وتحسن التبويض، وفي كل تلك الفترة يجب تركيز الجماع على الأسبوع الأوسط من الدورة الشهرية، لأن الأسبوع الذي يلي الغسل والأسبوع قبل الدورة التالية لا يحدث فيهما حمل.

ننصح زوجك بعمل تحليل للسائل المنوي رابع يوم من الجماع، وعرض نتيجة التحليل على طبيب تناسلية، حيث إن نسبة 40% من حالات العقم يكون فيها السبب مشاكل عند الرجل، و40% تكون المرأة هي السبب، والنسبة الباقية يشترك الزوجان في السبب، ويمكن للزوج في الفترة القادمة تناول كبسولات ROYAL JELLY وكبسولات OMEGA 3 يوميا كبسولة من كل نوع، مع تناول فيتامين C وفيتامين A& E . والتكيس مع العلاج المنتظم سواء الدوائي أو الغذائي يتم علاجه، ولكن فقط مع الصبر والدعاء، قال الله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات