السؤال
السلام عليكم
زوجة خالي توفيت بعد ولادة ابنها، وخالي لا يعرف كيف يرعاه بسبب ظروف شغله، أخذته أمي لتهتم به، ومع الوقت أحببته أنا وإخوتي كثيرا كأنه أخ لنا، وبالفعل نعامله هكذا.
مع العلم أن أبي توفي أيضا، وبعد مدة تزوج خالي، وكانت زوجته لا تهتم بأولاده، وكنا نشعر بأنها لا ترحب بوجود هذا الطفل، ولا تقوم برعايته بالإضافة للآخرين، فاقترحنا على خالي أن يظل معنا ويتربي بيننا فوافق، وكنا سعداء جدا بهذا القرار، وكبر هذا الولد، وأصبح عمره 12 سنة، وهو يعلم أننا إخوته، بالإضافة إلى إخوته الحقيقيين، وأن أمي هي أمه، فهو أصبح واحدا منا.
منذ مدة طويلة، وهو يسألنا كيف أن أمنا وأبيه إخوة، وكيف يكون جده (والد أمه المتوفية ) وهكذا، ونحن نخاف أن نقول له الحقيقة، فتكون صدمة كبيرة له، أتمنى أن تساعدوني، هل أقول له الحقيقة بطريقة لطيفة؟ أم أستمر في الهروب من أسئلته؟
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، وجزاكم الله خيرا على حسن رعاية هذا الطفل.
ولا شك أن الأمر غير سهل، ويشعر كثير من الناس بصعوبة التعامل معه، ويعترضنا هذا الأمر كثيرا في حالات التبني، ولكن وبشكل عام، فالحقيقة -رغم صعوبتها- هي أفضل من غير الحقيقة، ومن يدري عاجلا أو آجلا قد يكتشف الطفل حقيقة الأمر، وقد يعتب عليكم كثيرا أنكم لم تخبروه.
والسبب الثاني لإخباره هو موضوع الأنساب والزواج والمحارم والميراث، وكل الأحكام المتعلقة بهذه الأمور، فقد يعرض للأسرة ما يضطركم في حينها بإخباره تحت ضغط الواقعة.
عادة ننصح الكبار بإخبار الطفل وهو قريب من هذا السن، حيث تجاوز مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يمكن لهذا أن يشعره بالكثير من التشوش والاضطراب لبعض الوقت، بينما الآن فقد أصبح أكثر نضجا وفهما، وإن كان طبعا ما زال طفلا مراهقا، ربما أفضل شخصيا أن تخبروه عندما يكون في سن بين 14-16 سنة حيث يكون أكثر إدراكا، إلا إن شعرتم بالحاجة لإخباره الآن، فالأمر أيضا ممكن.
وطالما أن علاقتكم به جيدة وطيبة، فالغالب أنكم ستمرون في هذه المرحلة بسلام، ومن دون أن يترك الأمر الكثير من المشاعر السلبية.
والشيء الحسن في الأمر أنكم ربيتموه ليس لأن أمه هجرته وتركته، وكما يحدث أحيانا في بعض الحالات، وإنما لأنها توفيت وفاة طبيعية، فهذا يمكن أن يخفف الأمر كثيرا، وهناك احتمال كبير أن تقوى العلاقة بينكم وبين هذا الطفل بعد أن يعرض مدى استيعابكم له، والمحبة الكبيرة التي تكنونها له.
وفقكم الله، ويسر لكم الخير، وجزاكم ربي كل الخير.