السؤال
السلام عليكم
عمري 22 سنة، مشكلتي هي: تساقط شعري بشدة وكثرة مخيفة، كما أنه متقصف وتالف، وضعيف جدا من الأمام والوسط بالذات، وسبب ذلك أني فردت شعري بكريم فرد في أحد صالونات الحلاقة، وذلك قبل خمسة أشهر تقريبا.
أخبرني أحد أصدقائي أن الشعر سيتوقف عن التساقط، وسيعاود النمو بعد ستة أشهر من بداية تساقطه، ولكن ما يؤرقني هو أني أشعر أن شعري في مقدمة الرأس والوسط لا يطول، ليس كجانبي وخلف الرأس، وعندما أشدة برفق فإني ألاحظ أنه ضعيف جدا، وسهل النزع تقريبا.
وما يقلقني أكثر أن في الأسرة صلعا وراثيا، فوالدي خفيف الشعر ومليء بالفراغات، وأعمامي بعضهم صلع، وبعضهم مثل حالة والدي، وكانت لدي فراغات صغيرة في مقدمة الرأس، وتراجع لا يكاد يلحظ من الجانبين، بل من المستحيل ملاحظته.
فهل بالفعل سيعاود شعري النمو، وسيتوقف عن التساقط؛ رغم وضعه المزري، ورغم أنه لا يطول في المقدمة والوسط، ورغم الصلع الوراثي؟
أخطط الآن لاستعمال بخاخ افوجين بتركيز خمسة؛ لتحفيز الشعر على النمو، وحبوب بروبيشيا للصلع الوراثي، وحبوب برايورين ان؛ لوقف التساقط وتقوية الشعر، فهل هذا مناسب؟
عذرا لتكراري طلب الاستشارة، ولكني قلق جدا على شعري لدرجة أني أستفرغ من الخوف، وأرتجف بشدة، كلما أفكر أني سأصبح أصلعا في هذه السن، فإني أشعر بالخوف وأفكر بالانتحار جديا.
أرجو الرد بسرعة، جزاكم الله خيرا، وجعلها في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مقهور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة لمشكلة تساقط الشعر فيجب أن تعلم -أخانا الكريم-: أن الشعر الموجود في فروة الرأس يمر بثلاث مراحل: مرحلة النمو ال: Anagen ومرحلة الكمون: Catagen ومرحلة السقوط: Telogenوحوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو، ولذلك لا نشعر بحدوث التساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي، ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بشكل مثالي فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط.
وتستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط: حوالي 4 شهور، ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل: اتباع حمية غذائية قاسية، أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى) أو عدوى جرثومية شديدة، أو العمليات الجراحية، والولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة شهور من الحدث الذي سببه.
أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق.
ولذلك يجب أخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص، وتوقيع الكشف الطبي على الشعر للتأكد من نوع تساقط الشعر الذي تعاني منه، وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر، وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض بشكل فعال من خلال الطبيب، حتى تعود الأمور إلى سابق عهدها إن شاء الله.
النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى ال: Telogen Effluvium، وعلاجه يكون بتجنب وعلاج الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط بشكل فعال، بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر مثل: Anastim or decros for women أو ما شابه، وبعض الفيتامينات والمكملات الغذائية مثل: priorin n لفترة زمنية محددة للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.
مشكلة فرد الشعر وتسببها في تقطع الشعر وتكسره وسقوطه: مشكلة خارجية، وليس لها علاقة بتساقط الشعر من جذوره، ولتساقط الشعر من جذوره أسباب شرحتها في الفقرات السابقة؛ فلا تقلق من تلك المشكلة.
أما بالنسبة للصلع الوراثي فعادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل: ال Dermoscope.
ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص، وبدء العلاج المناسب مبكرا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي، وفي حالتك أتصور أنك تعاني من الصلع الوراثي في بدايته، ويجب العلاج مبكرا كما ذكرت للحصول على أفضل النتائج الممكنة.
بالنسبة لعلاج الصلع الوراثي: العلاج الأمثل هو: مستحضر المينوكسيديل بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة حتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعا بعد التوقف عن العلاج، يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة، ويمكنك استخدام التركيز المخصص للرجال 5% بمعدل 6 بخات مرتين يوميا على فروة الرأس، وهي جافة، وتأكد من تلامس المستحضر مع فروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، وذلك هو العلاج الموضعي الذى ذكرته في سؤالك، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستخصر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى، وطرق علاجية جديدة يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.
ولا مانع من تناول البرايورين لمدة تتراوح من شهرين إلى ثلاثة شهور، ولكن لا أنصح بتناول عقار البروبيشيا الذى ذكرته؛ لأن له آثارا جانبية محتملة تؤثر على القدرة الجنسية والقذف، وقد يسبب تضخما في أنسجة الثديين، وبعض المشكلات الأخرى.
والنصائح التالية مهمة لك بكيفية الاهتمام بالصحة العامة, والعناية بالشعر:
• الاهتمام بالتغذية الصحية (لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية, والفيتامينات والمعادن) وشرب كمية كافية من الماء يوميا.
• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضية؛ لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس, وتجنب التوتر والقلق, وأخذ قسط كاف من النوم يوميا.
• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات, وتجنب استعمال الصابون بأنواعه, على أن يكون بالتباعد لكي تبقي الشعر نظيفا, وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع, وتجنب استعمال الماء الساخن.
• يجب استخدام منعم الشعر (Conditioner) مع غسل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر.
• يفضل تجفيف الشعر برفق بالفوطة, ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى, ثم استخدام الفرشاة في النهاية.
• لا تضع أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل, والموس, وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.
• تجنب فرد الشعر بالكريمات الكيميائية أو بالتسخين, وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار, وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.
وأتمنى لك التوفيق والسعادة.