أصبت بخوف مما بعد الموت ونسيان بعد مرضي بالتصلب اللويحي

0 177

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشكلة تؤرقني وسببت لي متاعب كثيرة، وهي أني في أيام الاختبارات أدرس وأحفظ المادة عن ظهر قلب، وعنما تأتي ورقة الأسئلة أحس أني أضيع وفي ذات الوقت تأتيني حالة غضب، عندما أقرأ السؤال أعرف إجابته ولكنني لا أستطيع الإجابة عليه بسبب النسيان، مع العلم أني كنت سابقا لا أنسى وكانت درجاتي ممتازة، لكن عقب إصابتي بمرض التصلب اللويحي أسلوبي تغير في الحياة من النسيان وعدم الثقة بالنفس، ودائما أفكر بالموت وأن الحياة الدنيا زائلة، وأقول في نفسي: لماذا أتعب نفسي بما أني سأخرج من هذه الحياة؟

وعندي خوف من الموت، ليس من الموت نفسه ولكن من القبر وكيف أواجه ربي؟ مع العلم أن حالتي الدينية جيدة، أصلي الصلاة في وقتها وأذكر الله، يعني ليس عندي علاقات محرمة أبدا، ولا أحب الهرج الكثير في الناس، ولكن خوفي مما وراء الموت يؤرقني كثيرا، ودائما أقول في قرارة نفسي: متى تنتهي الدنيا وأرى حالي هل إلى الجنة أم النار؟ أنا في حالة صعبة لأن عندي طموحا أتمنى أن أحققه لكني أعجز، أريد منكم حل هذه الاستشارة في أقرب وقت ممكن.

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله العظيم أن يجعله في موازين حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وثقتك في هذا الموقع، وكلماتك الطبية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

مرض التصلب اللويحي في حوالي 30% من الناس يكون مصحوبا بقلق وتقلبات مزاجية، وربما اكتئاب نفسي، وقد تأتي أيضا مخاوف ووساوس. هذه الأعراض تكون مصاحبة لمرض التصلب اللويحي، وبالطبع حدة هذه الحالات النفسية تعتمد على شخصية الإنسان ودرجة تحمله، وفي بعض الأحيان أيضا قد ينتج عن المرض اضطراب في مجال الانشراح غير المبرر، بمعنى أن الإنسان تجده فرحا ومبسوطا دون أي سبب، هذه الحالات نشاهدها وإن كانت نادرة، وددت هنا أن أذكرها فقط لأكمل الصورة الإكلينيكية المرتبطة بهذا المرض.

ما تعانين منه -أيتها الفاضلة الكريمة- هي وساوس قلقية، وقطعا القلق أيا كان نوعه يؤدي إلى نوع من ضعف التركيز، وهذا لا يعتبر ضعفا حقيقيا في الذاكرة، إنما هو تشتت في تجميع المعلومات وليس أكثر من ذلك.

وبالنسبة للقلق الذي يأتي في بدايات الاختبارات، قد يصعب على الإنسان كثيرا بداية الإجابة بصورة صحيحة، لكن في الغالب هذا الأمر لا يستغرق إلا لحظات بعدها يجد الإنسان نفسه أنه في حالة تركيز جيدة، أنا أنصح في مثل هذه الحالات أن يحاول الطالب أن يقرأ الأسئلة كلها إن كان ذلك ممكنا، ويحاول أن يبدأ بأسهلها، هذه الطريقة تؤدي إلى نوع من التواؤم والتكيف وإزالة القلق المبدئي، والذي هو في الأصل قلق أداء، يعني أن الإنسان يريد أن يحسن أداءه في الامتحان مما يسبب له القلق، والقلق يسبب التشتت في التركيز.

أنا أعتقد أنك سوف تستفيدين كثيرا من العلاج الدوائي ليحسن مزاجك ويزيل القلق، وفي ذات الوقت ما يأتيك من وساوس وتساؤلات في خلدك حول الحياة والموت وما ذكرته، أعتقد أن ذلك يحتاج بالفعل إلى علاج دوائي، أحد الأدوية الممتازة مثل (السبرالكس) سيكون مفيدا، لكن لا أريدك أن تقدمي على تناول أي دواء إلا بعد التنسيق مع طبيبك - طبيب الأعصاب - الذي يقوم بعلاجك الآن. تواصلي مع الطبيب - أيتها الفاضلة الكريمة - وأوضحي له ما تعانينه من وساوس قلقية، ويمكن أن تشيري إلى أنك قد قمت بالتواصل معنا، وكان رأينا مقابلة الطبيب المختص، وهناك حاجة لتناول دواء بسيط لتحسين المزاج وإزالة الوساوس والقلق.

وحاولي بالطبع أن تنظمي وقتك بصورة مفيدة تحسن من تركيزك، والنوم المبكر ذو قيمة كبيرة جدا لتحسين التركيز، وكذلك الغذاء المتوازن، وتمارين الاسترخاء، وممارسة الرياضة المناسبة، هذا كله فيه فائدة كبيرة جدا، وقراءة القرآن أيضا بتمعن وتدبر واستيعاب فيها خير للإنسان وتحسن من تركيزه.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات