السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا في الصف الثاني الثانوي، مقبل على الصف الثالث الثانوي، حتى الفصل الدراسي الثاني كنت أتمتع بذاكرة جيدة جدا، كنت لا أنسى تقريبا، وفجأة أصبحت أنسى، لا أعني النسيان المنقطع، ولكن أعني نسيان الموقف، حتى إذا ذكرني أحد به تذكرته، أنا لا أعلم لماذا، ولكني مكتئب ومتعصب بسبب هذا الموضوع.
أرجو المساعدة! أتذكر أنني عرضت الموضوع على أحد أصدقائي وقال لي إن الموضوع مرتبط بالحسد، خصوصا أنني أذهب إلى الدروس، وأبدي ذكاء في حل المشكلات والجمل، وطلعت الخامس على المدرسة، لكني لا أعرف هل ممكن يكون هذا الكلام صحيحا وممكن يكون خطأ؟
أنا أيضا كنت آخذ حقن ديبوفيد ب 12 لأنه كان عندي دوخة، وتوقفت عنها في الفصل الدراسي الثاني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأسباب تشتت التركيز والنسيان كثيرة، وفي مثل عمرك قد يكون الإجهاد النفسي أو الإجهاد الجسدي، وكذلك القلق النفسي هو السبب، أما أن يكون الحسد هو السبب فهذا أمر لا أستطيع أن أؤيده ولا أنكره في ذات الوقت، أنا أؤمن بوجود الحسد، والدليل قوله تعالى: {ومن شر حاسد إذا حسد}.
والمهم أيها الفاضل الكريم هو أن تحصن نفسك لتغلق هذا الباب – أي باب الحسد – نسأل الله أن يحفظك، وعليك بالأذكار، وعليك بالدعاء، وفي ذات الوقت لا تتوهم هذا الأمر، الله حافظ، والله يحفظك من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، ومن شر كل ذي شر، ومن شر طوارق الليل والنهار، إلا طارقا يطرق بخير.
بالنسبة للخطوة الثانية: أنا أفضل أن تقوم بإجراء فحوصات عامة، إن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب المركز الصحي أو الطبيب العمومي وتقوم بإجراء فحوصات عامة، هذا أفضل، تتأكد من مستوى الدم، تتأكد من مستوى السكر، وظائف الكبد، الكلى... أنا متأكد - إن شاء الله تعالى – كلها سوف تكون سليمة، لكن هذه قاعدة طبية مطلوبة، أن يتأكد الإنسان من وضعه الصحي العضوي.
وخطوة ثالثة ومهمة هي: أن ترتب نفسك وتدير حياتك بصورة أفضل.
أولا: تنام مبكرا – هذا مهم جدا – يجعلك تستيقظ مبكرا، نشطا، وهذا هو الوقت الذي يمكن أن تدرس فيه ساعة إلى ساعتين بعد صلاة الفجر وقبل الذهاب إلى المدرسة، تكفيك تماما من الدراسة لمدة ثلاث إلى أربع ساعات في بقية الأوقات.
وحين تنجز دراستك في الصباح تحس بانشراح، وتكون مقدما على مدرستك بكل انفتاح وتفاؤل، هذا جربناه أيام الدراسة، ونراه مفيدا جدا، ويا حبذا لو طبقه الأبناء من أمثالك.
ثانيا: مارس أي رياضة، الرياضة تنشط الذهن، وتجعل الإنسان يستوعب بصورة أفضل.
رابعا: الغذاء المتوازن أيضا مطلوب.
خامسا: قراءة القرآن بتدبر وتمعن تحسن التركيز.
سادسا: بر الوالدين فيه خير كثير لأن يكون الإنسان مستقرا نفسيا، والدليل قوله تعالى: {ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره، فليصل رحمه) هذا هو الذي أنصحك به، ولا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي.
بعض الناس يذكرون أن المركب الذي يعرف باسم (أوميجا 3) ربما يحسن من التركيز، لكن أعتقد في مثل عمرك أنت لست في حاجة لأدوية أو مركبات من هذا القبيل، كل الذي تحتاجه هو: أن تغير نمط حياتك على الأسس التي ذكرتها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.