السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كنت أعاني من الرهاب الاجتماعي, وذهبت لأحد الأطباء في شهر 6 من عام 1434هـ، فوصف لي علاجين (لوسترال) وعلاج ثاني للوسواس.
قال الدكتور: استعمل لوسترال ربع حبة يوميا لمدة أسبوع، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوع، ثم حبة يوميا لمدة 3 شهور، وعلاج الوسواس نصف حبة يوميا لمدة أسبوع، ثم ربع حبة أسبوع، ثم يوقف.
رجعت إليه مرات عديدة فلم أجده، ولم يكتب الله لنا اللقاء إلا في شهر 11 من تلك السنة، ثم قال: كيف الوضع. قلت: (بين بين) وفيه تحسن. قال: واصل لمدة شهر.
رجعت إليه بعد شهر فلم أجده، المهم لم نلتق إلا في شهر 2 من السنة الثانية 1435هـ، قابلت دكتورا مناوبا له، وأخبرته بالموضوع، وأنني بين بين. قال: لابد أن تستمر لمدة 3 شهور وتراجعنا، راجعتهم أكثر من مرة لكن لم أجد أحدا، كلهم في إجازات، والدكتور لا يأتي في الأسبوع إلا مرة واحدة.
عندما أتوقف لمدة يومين فأكثر عن أخذ حبة من لوسترال يصيبني مثل الدوخة المفاجأة، وكذلك قلق قليل, وعندما آخذ حبة يصيبني بعض الاكتئاب لساعات قليلة ثم أستريح، أحسست أنني أصبحت مدمنا على العلاج، أريد التوقف عنه؛ لأني أرى نفسي تحسنت كثيرا، غير أن الإمامة في المساجد لا أستطيعها، وكذلك إمامة الصلوات الجهرية لا أستطيعها حتى ولو مع شخص واحد، أما السرية فأستطيعها إلا في المساجد.
أسأل الله الشافي المعافي أن يفتح عليكم ويدلكم على الرأي الصواب والمفيد، والخير لنا ولإخواننا المسلمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك التواصل مع إسلام ويب، أخي من خلال المزيد من العزيمة والتصميم تستطيع أن تتغلب على هذه الوساوس، وتستطيع أن تصلي بالناس جهرا، والتصميم الذي أريده منك هو أن تغير مفاهيمك تماما حول الخوف الاجتماعي، والمفهوم الذي أريدك أن ترسخه هو أنما تعانيه من خوف وتوترات وتغيرات فسيولوجية عند المواجهات لن تفقدك السيطرة على الموقف، وهذا مجرد قلق من أجل تحسين أدائك.
والذي يحدث أن هنالك إفرازا لمادة تسمى الأدرينالين، هي مادة محفزة للقلب والدورة الدموية حتى يرتفع مستوى الأكسجين في الجسم من أجل المقاومة.
فيا أخي الكريم: إذا العملية هي عملية طبية فسيولوجية، وما يأتيك من خوف مصاحب هو مجرد شعور وليس أكثر من ذلك.
إذا عليك أن تقتحم هذه الفكرة، وتحقرها تحقيرا كاملا، وتواصل موضوع المواجهات هذا هو جوهر العلاج.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فأنا أتفق معك أن التوقف من السترال، خاصة إذا كان مفاجئا؛ ربما يؤدي إلى آثار انسحابية بسيطة مثل: الشعور بالدوخة، أو التنميل في الأطراف، وشيء من القلق.
والذي أريدك أن تتبعه من أجل تحسين موقفك العلاجي وفي ذات الوقت نمنع إن شاء الله تعالى أي آثار انسحابية: أريدك أن تتناول السترال بجرعة حبة واحدة يوميا لمدة شهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، بعدها تجعله نصف حبة يوميا وفي ذات الوقت -أي حين تجعل الجرعة نصف حبة يوميا- تبدأ في تناول عقار يعرف باسم بروزاك واسمه العلمي فلوكستين، تستمر على هذا النهج -أي نصف حبة من السترال وحبة من البروزاك- لمدة أسبوعين، ثم تجعل السترال نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنه بعد ذلك تماما.
أما بالنسبة للبروزاك: فتستمر عليه بعد التوقف من السترال لمدة أسبوعين آخرين، ثم تجعل البروزاك كبسولة يوما بعد يوم لمدة 10 أيام، ثم تتوقف عن تناول البروزاك تماما، وبذلك تكون قد تخلصت من السترال وكذلك البروزاك.
الحكمة في أنني نصحتك بتناول البروزاك مع السترال هي: أن البروزاك لا يؤدي أبدا إلى أعراض انسحابية؛ لأنه يمتلك إفرازات ثانوية تظل في الدم لمدة 7 إلى 8 أيام بعد التوقف من الدواء، هذه الطريقة طريقة علمية رزينة جدا، وأنا متأكد أنها سوف ترسخ إن شاء الله تعالى فرصك العلاجية بصورة إيجابية جدا، وفي ذات الوقت لن تكون عرضة لأي آثر سلبي من توقف السترال.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.