السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاكم الله خيرا على ما تقومون به من عمل ينفع الإسلام والمسلمين.
لدي مجموعة من الأسئلة تتعلق بجسد الإنسان الممسوس:
1- هل جسد الإنسان الممسوس مهيأ لنفوذ جن آخرين فيه؟
2- هل بإمكان الممسوس علاج نفسه؟ وكيف ذلك (الطريقة)؟
3- إذا كان العلاج متوفرا، ما هي طريقة خروج الجن من الجسد؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ابنتنا العزيزة - في استشارات إسلام ويب.
نحن نؤمن - أيتها البنت الكريمة - بأن المس حق، أي مس الجني للإنسي حق، كما دلت عليه النصوص الشرعية، ولكن نصيحتنا ألا يسرف الإنسان في توهم المس، فكثير من الناس من نعرف يحمل الأشياء ما لا تحتمل، ويتوهم ما لا حقيقة له، فيرهق بذلك نفسه، وإذا ثبت أن الإنسان قد أصابه المس فإن الرقية الشرعية تنفع - بإذن الله تعالى - وأحسن الرقية أن يرقي الإنسان نفسه؛ لأن الله تعالى أقرب إلى القلوب المنكسرة، وكما قال الإمام أحمد - رحمه الله -: (ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة) فصاحب المصيبة غالبا ما يكون دعاؤه أقرب إلى الله تعالى لانكسار قلبه وشعوره بالاضطرار والحاجة إلى الله تعالى، فتكون الأحوال القائمة به سببا لإجابة دعائه، وقد قال الله جل شأنه: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}.
ولا بأس في الاستعانة بالصالحين ممن يحسنون الرقية، ولكن ينبغي الحذر من المشعوذين والدجالين الكذابين، وأن تكون الاستعانة بمن عرف بالصلاح والاستقامة وملازمة السنة، وهذه الأحوال الظاهرة لا تخفى غالبا على أحد.
أما كيفية الرقية، فإن أنفع الرقى الرقية بكتاب الله تعالى، فيقرأ الإنسان في كفيه، وينفث ويمسح أو في ماء يشربه أو ماء يغتسل به، يقرأ سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والمعوذات، وقل هو الله أحد، وأوائل سورة الصافات، والقرآن كله شفاء نافع، ولكن يرجى الانتفاع ببعضه أعظم من بعض.
ومن الرقية النافعة أيضا الدعاء بالأدعية الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كقول الإنسان: (اللهم أذهب البأس، رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما) وهناك كتب مختصرة صغيرة في الرقية الشرعية، ومنها كتاب (الرقية الشرعية) لمحمد سعيد القحطاني.
أما هل جسد الإنسان المسوس مهيأ لنفوذ جن آخرين؟
فهذا من الغيب الذي لا نعلمه، ولكن لا مانع من أن يصاب الإنسان بأكثر من مس أو أن يتسلط عليه أكثر من جني.
نسأل الله العافية والسلامة، وأن يقدر لكم الخير حيث كان.