عقار فالدوكسان..هل أثبت جدارته في علاج الاكتئاب؟

0 606

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد رحلة طويلة مع مضادات الاكتئاب، وجدت أن أفضل عقار يقضي على أعراض القولون العصبي هو ( لسترال )، والسؤال هنا: هل اللسترال يعالج الاضطراب المذكور أم أنه مجرد مسكن له، حيث بمجرد ترك الدواء تعود الحالة؟ وإذا كان يعالج فما المدة المفترض أن يستمر فيها الشخص على الدواء للتخلص من داء القولون المتعب؟ وهل جرعة ( 50 ) ملجم كافيه؟

سؤالي الآخر عن عقار فالدوكسان: هل أثبت جدارته في علاج الاكتئاب؟ وهل يمنع فعلا عودة الاكتئاب؟ وما الاضطرابات الأخرى التي أثبت جدارته بعلاجها؟ وهل في حال ارتفاع أنزيمات الكبد كعرض جانبي له يتطلب التوقف عنه فورا؟ وهل صحيح أنه يمنح المتعالج به متعة الحياة التي فقدها؟

وما تجاربك أنت دكتور محمد مع الدواء؟ وما هي انطباعاتك عنه؟ وهل هو يتفوق على الافيكسور في علاج الاكتئاب المزمن والمقاوم للعلاج؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الفاضل: لا شك أن اضطراب القولون العصابي يتطلب جملة من التدابير والإجراءات العلاجية منها الدواء، وكما تفضلت عقار اللسترال هو من أفضل الأدوية التي تزيل القلق، وتحسن المزاج، مما ينتج عنه تلاشي أعراض القولون العصبي.

إذا مفعول هذا الدواء هو مفعول ثانوي من خلال التأثير على المزاج، وليس على الانقباضات والتوترات والتقلصات التي تحدث في القولون نفسه.

وجرعة 50 مليجراما أراها كافية جدا، ولا أرى بأسا أن يستمر عليه الشخص الذي يعاني من هذه العلة لمدة سنة، أو سنتين، أو حتى إن زادت المدة على ذلك، فلا بأس في ذلك، فالدواء سليم، لكن لا بد من أن يأخذ الإنسان بالتدابير الأخرى كما ذكرت، منها ممارسة الرياضة، التنظيم الغذائي، النوم المبكر، تطبيق تمارين الاسترخاء، كل هذه مهمة جدا لاستمرار التعافي، وعدم عودة أعراض القولون العصبي.

فإذا السترال لا نستطيع أن نقول إنه مجرد مسكن، لكن في ذات الوقت لا نستطيع أن نقول إنه الآلية العلاجية الوحيدة، لكن دوره بالطبع إيجابي.

بالنسبة لعقار (فالدوكسان)، والذي يعرف باسم (أجوملاتين) هو أحدث الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي ظهرت في أسواق الدواء، قدمته شركة (سيرفر) الفرنسية مستفيدة من بعض عيوب الأدوية المضادة للاكتئاب الموجودة في الوقت الحاضر، فهذا الدواء يقال أنه لا يزيد الوزن، وليس له أي تأثيرات سلبية على الأداء الجنسي، وهذه ميزة كبيرة جدا.

بالنسبة لموضوع أنزيمات الكبد، نعم وجد أن نسبة ارتفاع أنزيمات الكبد - بالنسبة للذين يتناولون هذا الدواء - تحدث وإن كانت بنسبة ضئيلة، لكنها مهمة؛ لذا الشركة المصنعة تحتم أن يتم فحص وظائف الكبد قبل بداية العلاج، وفي الأسبوع الثالث من بداية العلاج، ثم في الأسبوع السادس، ثم في الشهر الثالث، ثم في الشهر السادس.

هذا الترتيب قد يسبب بعض الضجر لبعض الأخوة والأخوات الذين يحتاجون لتناول هذا الدواء، لكن أعتقد أن هذا نوعا من الالتزام الأخلاقي أيضا من الشركة المصنعة، وإذا حدث هناك ارتفاع في أنزيمات الكبد، فلابد من التوقف عن تناول الدواء.

تجاربي مع الدواء محدودة، لم أستعمله مع الكثير من المرضى، وبالنسبة للذين استعملته معهم أستطيع أن قول أنهم استفادوا منه بنسبة 60%، خاصة فيما يتعلق بموضوع الآثار الجانبية السلبية التي تسببها الأدوية الأخرى.

وبالنسبة أن الدواء له خاصية بأنه يشعر الإنسان بمتعة الحياة، وليس إزالة الاكتئاب فقط: هذا الأمر أمر نسبي، وقد ذكر كثيرا - وقد سوق الدواء أيضا من هذا الباب - ولا أستطيع حقيقة أن أنفيه، ولا أستطيع أن أؤكده، عموما يظهر أن الدواء له قيمة إضافية بالنسبة لمرضى الاكتئاب النفسي، وأعتقد أننا نحتاج من عام إلى عامين لنتأكد من فعاليته الحقيقية، ولا أستطيع أن أقول بأنه أفضل من الافكسر أبدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات