زوجتي أخفت عني مرضها قبل الزواج فهل أطلقها؟

0 454

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطبت أربع مرات في الأعوام السابقة، وتزوجت في عام 2011، وكلها انتهت بحالات طلاق، وبدأت أبحث عن فتاة لأتزوجها وأستقر معها مهما كلف الثمن، ومررت بمعاناة رفض كثير من الناس بسبب طلاقي السابق.

إلا أن وجدت فتاة، وقمت بقراءة الفاتحة، وخلال هذه الفترة لمست يدها، وجلست معها لوحدي وأنا غير متقبل لهذا التصرف منها، لكن أكملت؛ لأني عانيت من رفض الناس السابق، وقمت بعقد قراني على الفتاة، وزادت جراءتي بتصرفات مثل: القبل، وغيرها بدون جماع، وأكملت مع أني أتألم من الداخل، ودعوت الله إن كان خيرا أن أكمل.

وبعد الزواج بها في الليلة الأولى تفاجأت بوجود بقع حمراء في جسمها، فسألتها عنها، فقالت لي: إنها أكزيما حساسية بالربيع، وستزول، فلم أقتنع، وذهبت بها للطبيب، وقال لي: إنها أكزيما، وطلب منها المراجعة بعد شهر.

وفعلا ذهبنا بعد شهر، وبعد الكشف فاجأني الطبيب وقال: هي تعالجت من الأكزيما، والموجود الآن بقع بيضاء في جسمها مكان الأكزيما، وهي بهاق لم يكن واضحا من حساسية الربيع، وأعطاها علاجا اسمه فيتيلقوسكن، وبعد مرور ثلاثة أشهر تحسنت حالتها 90%.

صبرت على حالتها، وعلى عدم مساعدتها لوالدتي في أعمال منزل والدي، وعلى معاندتها لي في كثير من الأمور، مع أني شعرت أنها غشتني في مرض البهاق؛ لأن عمها عنده بهاق أيضا.

الآن مضى على زواجي سنة وشهرين، ويوجد جنين في بطنها، أرجو أن تعطوني الحكم في:

1- إخفاء هذا العيب وهو البهاق.

2- حكم عدم طاعة والدتي؛ لأن والدتي في كثيرا من الأحيان لم تعد تعاملني كما سبق؛ لأنها تريدني أن أكسر عين زوجتي، وأجبرها على العمل، وأنا لا أعرف ماذا أعمل؛ وكأني أعيش في دوامة صارخة؟

3- هل أطلقها؟

4- وهل هذا المرض يورث للأبناء والأجيال؟

5- وما الحل لضيقة النفس التي تأتيني عندما أتذكر فترة الخطبة، وقبولها بما كنت أعمل معها من تلك التصرفات؟

جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ raed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الفاضل- ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونحن معك ننتظر إشارة الطبيب فيما يتعلق بالجانب الخاص بالمسألة الطبية، وأثر هذا المرض على الأجيال وعلى الأبناء.

لكننا لا نؤيد فكرة الاستعجال بالطلاق، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونتمنى أن تتفاهم مع هذه الزوجة حتى تقوم بواجباتها في إكرام الوالدة فهي في مقام الأم، وكذلك ينبغي أن يصدر منك ما يدل على احترامك لها وتقديرك لها، وإعطائها الأمن، فإن الزوجة إذا فقدت الأمن صعب عليها الاستمرار في حياتها، وإذا وجدت الزوجة الأمن من زوجها فإنها تعطيه التقدير والاحترام، وتستطيع أن تحترم أسرته وتقدر هذه الأسرة.

ونحب أن نؤكد لك أن ما حصل بعد الخطبة وبعد عقد الزواج أنت مشارك في جزء منه، وقد يصعب على فتاة بعد أن يعقد عليها شاب أو يخطبها شاب أن تتمالك نفسها إذا كان هو المبادر بمثل هذا العمل، فدع عن نفسك هذه الوساوس، واستغفر الله عما حصل في فترة الخطبة.

أما بعد عقد النكاح فالأمر قد يكون فيه مندوحة، وإن كنا لا نؤدي مسألة الخلوة حتى يتحدد موعد الزواج، ويعلن النكاح، حتى بعد العقد لا نفضل الاستعجال لمثل هذه الأمور.

ولكن على كل حال: لا ينبغي أن تقف أمام هذه المحطة طويلا، وإذا ذكرك الشيطان إياها فاستغفر، ولا تلومن الزوجة على ما حصل؛ فأنت شريك في ذلك العمل الذي حدث في ذلك الوقت، ونحب أن تتعايش مع الوضع، خاصة لأن الزوجة في بطنها جنين، والجنين يتأثر جدا بالخلافات والمشكلات التي يمكن أن تحصل بينكما.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن تكون إجابة الطبيب إيجابية، وأن ترضخ هذه الزوجة لتوجيهاتك فيما يتعلق بخدمة الوالدة، والقيام بالواجب الذي تقوم به مثيلاتها في العرف المعروف عندكم في البلد الذي تعيش فيه، ونسأل الله أن يعين الجميع على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

أتصور –أخي الكريم- من خلال وصفكم المذكور: أن المشكلة التي تعاني منها زوجتك الكريمة –حفظها الله- نوع من أنواع الأكزيما المزمنة؛ بمعنى أنها قد تختفى لفترة ثم تعاود في الظهور مرة أخرى، أو تقل في الشدة ثم تتهيج مرة أخرى.

وتلك الأكزيما المتمثلة في البقع الحمراء التي ذكرتها تلتئم بلون أبيض، وهذا اللون الأبيض لا يسمى بمرض البهاق "الذي تكون فيه البقع بيضاء بلون اللبن، وغير مسبوقة بطفح جلدي" وإنما تسمى بقعا بيضاء، أو قليلة الصبغة في مكان الالتهابات الجلدية بعد التئامها، وقد يتحسن اللون تدريجيا مع مرور الوقت.

ولكن لا يمكن الجزم بالتشخيص الدقيق من خلال الوصف فقط، ويستلزم الوصول إلى التشخيص الدقيق زيارة طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة والعلم؛ لأخذ التاريخ المرضي بشكل دقيق، وفحص الجلد جيدا، وربما إجراء بعض الفحوصات الأخرى.

من الممكن أن يختفي مرض الأكزيما لفترات طويلة، ويمكن السيطرة على المرض بأنواع متعددة من العلاجات والمرطبات، مع المتابعة الطبية.

مرض البهاق وكذلك مرض الأكزيما ليست من الأمراض الوراثية التي لها نمط محدد في الانتقال من جيل إلى جيل آخر؛ بحيث يمكن التكهن باحتمالية إصابة المولود بالمرض بشكل مؤكد، أو دقيق، مثل: الأمراض الوراثية المتعارف عليها.

ولكن العامل الوراثي له دور في انتقال تلك الأمراض، ولكن بشكل غير معروف بدقة، ومن الممكن أن تنتقل تلك الأمراض إلى الأجيال القادمة في نسبة من المرضى، وليس كلهم، والعامل الوراثي ليس العامل الوحيد المسئول عن ظهور المرض.

وأتمنى لكم التوفيق والسعادة.

مواد ذات صلة

الاستشارات