طفلي لديه نقص في وظيفة الكلية اليسرى.. فما النصيحة؟

0 8558

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود استشارة طبيب في أمراض الكلى لدى حديثي الولادة عن حالة ابني، أسأل الله أن يشفيه وأبناء المسلمين أجمعين.

عندما كانت زوجتي حاملا في الشهر الخامس نبهتنا فحوص الموجات الصوتية لاتساع حوض الكلى اليسرى عن الجنين بشكل كبير، واستمر اتساع حوض الكلى هذا في الزيادة، مما حدا بطبيبة النساء أن تنصحنا بالمبادرة بالفحوصات بعد الولادة، وهو ما كان.

تم عمل فحص موجات صوتية لابني عند عمر يوم، وكان الاتساع 3 سنتيمترات تقريبا، ولكن الأطباء نصحوني بالصبر مدة شهر، وعمل موجات صوتية ثانية لابني نظرا للتغيرات المحتملة في الجسم لهذا العمر الصغير، وأعيد فحص الموجات الصوتية لابني عند عمر شهر، وكانت النتيجة ازدياد التضخم في حوض الكلى، وانضغاط طبقة الكورتكس بشكل كبير حتى صارت رفيعة جدا.

في أثناء الشهر هذا تم عمل فحصه بالصبغة للتأكد من عدم ارتداد البول من المثانة، -والحمد لله- تم نفي هذا الاحتمال، ومن ثم تم إجراء أشعة بالطب النووي، وحدثني جراح أطفال بأن السبب في التضخم هو انسداد في نقطة التقاء الحالب بالكلى، أو PUJ obstruction، ونصحنا بإجراء عملية لقص الحالب في المنطقة المصابة، وشده لأعلى، وإجراء قسطرة مؤقتة داخلية، وخياطة الحالب بالكلى في عملية تبدو لي معقدة قليلا، في نفس يوم استشارتي للجراح نصحنا طبيب كلى للأطفال بالصبر شهرين آخرين، وقال عسى أن يصحح الجسم نفسه، ويزول سبب الانسداد هذا.

الآن أود أن أعرف الرأي الراجح سيدي الكريم، لا سيما مع الضغط الحاصل على الكورتكس: هل المبادرة بإجراء العملية في مثل تلك الحال أفضل؟ عمر ابني الآن شهران تماما، وأنا بدأت أشعر بتغير في لون وجهه، هل لو كانت العملية هي الخيار، ولم نجد بدا من تأخيرها أسبوعا، أو أسبوعين، أو شهرا، أو شهرين لعدم توفر الأسرة يعد هذا خطرا على الكلى، ومن ثم أبادر بالسفر لدولة أخرى لإجراء العملية في وقت أسرع؟ وهل يمكن اعتبار الانتظار لمدة شهرين خيارا جيدا في تلك الظروف؟

أيضا يجب على أن أذكر أن ابني يتناول جرعة يومية من المضاد الحيوي أموكسوسيلين كإجراء وقائي؛ مخافة حدوث عدوى في أماكن ركود (حصر) البول في كليته -أكرمكم الله-، فهل يعتبر المضاد الحيوي لتلك المدة شيئا مقلقا؟

وهل ثم مخاطر على الكلية اليمنى العادية غير المتضخمة؟ سيما أن الفحص النووي أظهر وظائف الكلى اليمنى 54%، ووظائف اليسرى 45% فما معنى هذه النتيجة؟ وهل من نصيحة؟ وهل تنصحون بالخلايا الجذعية في مثل تلك الأمور، لو صح للآباء حفظ دم المشيمة للطفل عند الولادة في بنك للخلايا الجذعية لا سيما أن التشخيص يتم منذ أشهر الحمل، فهل يعد هذا أمرا مفيدا حال توفره؟ وهل ثمة أبحاث حول أمور كهذه للتدخل عن طريق الخلايا الجذعية مستقبلا؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ورد في الاستشارة -أخي العزيز- فإن لدى ابنك -سلمه الله- توسع في الكلية اليسرى تال لتضيق الوصل الحالبي الكلوي.

إن نتيجة الفحص النووي تظهر نقصا في وظيفة الكلية اليسرى مقارنة باليمنى، وكذلك ذكرت أنه يوجد ترقق بطبقة قشر الكلية اليسرى، أو الكورتكس، وفي مثل هذا الحال -أخي العزيز- الأولى الإسراع بالعمل الجراحي لتخفيف الضغط عن الكلية اليسرى؛ لأن هذا الضغط كلما طال سيتسبب في ضعف في وظيفة الكلية؛ لذلك الأولى عرض الحالة على طبيب متخصص بالجراحة البولية عند الأطفال لإجراء العمل الجراحي.

بالنسبة للخلايا الجذعية، فإن الأمور لا تزال في طور الدراسات والأبحاث، ولن تفيد في حالة ابنك حاليا؛ لذا الأولى كما أشرت سابقا بالمتابعة مع طبيب مختص بالجراحة البولية عند الأطفال، وأن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن.

والله الموفق.
++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. محمد مازن … استشاري باطنية وكلى.
وتليها إجابة: د. عطية إبراهيم محمد … استشاري طب عام وجراحة أطفال.
++++++++++++++++
تختلف درجات اتساع حوض الكلى عند الأطفال باختلاف درجة الانسداد عند ملتقى الكلى والحالب، والمؤشر على ذلك هو درجة الجفاف عند الطفل، وكثرة وتكرار التهابات المسالك البولية، ونقص الوزن، وصور السونار، وبالتالي في حال عدم وجود التهاب مزمن في المسالك البولية، وعدم وجود جفاف، وفي حال زيادة الوزن بشكل مقبول حوالي 1 كجم، أو أقل قليلا في الشهر، فهذا مؤشر على أن الانسداد غير مزعج، ولا خوف منه، والوقت في صالح الطفل، ولا يوجد خطورة على الطفل من تأجيل الجراحة، بل التأجيل في تلك الحالة أفضل من الاستعجال، خصوصا وأن الطفل يأخذ جرعات المضاد الحيوي في صورة دواء وقائي من الالتهابات لمدة قد تصل إلى 6 أشهر دون خوف من تأثير ذلك المضاد وتلك الجرعات على الطفل حيث إن هذا هو المعتاد في مثل تلك الظروف.

والاعتماد في تحديد وظائف الكلى على نسب الكرياتينين والبولينا، وصور السونار، ومسألة النسبة المؤية غير المعتادة في تقييم وظائف الكلى، فلا خوف -إن شاء الله- وبمجرد علاج مشكلة الانسداد، أو الضيق، فسوف تتحسن وظائف الكلى تلقائيا -إن شاء الله- ولا مجال للخلايا الجذعية في مثل تلك الأمراض، والحل هو الانتظار والمتابعة في حالة استقرار الحالة، وعدم وجود انسداد شديد يؤثر على وظائف الكلى، أو إجراء جراحة، ووضع دعامة في حالة تكرار الصديد والالتهاب، وزيادة الضغط على الكلى من خلال السونار، ولكن مجرد ارتجاع البول غير مقلق -إن شاء الله-.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات