كيف أتعامل مع أمي التي أشعر بكرهها لي؟

0 447

السؤال

السلام عليكم.

أنا أول مرة أفكر فيها أن أتكلم مع أحد في أي موضوع، خاصة أنني شخصية كتومة لا تتكلم، عمري 18 سنة، في الصف الثالث الثانوي، امتحاناتي على الأبواب، ومشكلتي هي تعامل أمي معي، حيث إن تعاملها غريب، فأحيانا أحس أنها تكرهني، وأحيانا أحس أنها لا تطيقني.

عندما كنت صغيرة جدا كانت تحبني جدا، وكنت أشعر بذلك، والآن لم يعد هناك اهتمام، ولم تعد تصاحبني، ولا تتحدث معي كما تفعل الأمهات، وهي دائما تنتقدني، خاصة إذا مدحني أحد فإنها تقول: هذه لا تقوم بأي عمل، ولا تساعدني.

منذ صغري وهي تتهمني بحب الذات، وأنا والله عكس ذلك، والآن تشتمني وتقلل من شأني ولا تهتم بي، وأنا أتمنى أن أجد حلا، لأنني أخاف أن أتعامل معها بجفاء فيغضب علي الله، والشيء الوحيد الذي يجعلني أحسن تعاملها هو خوفي من حساب الله وليس حبا فيها.

أتمنى أن أجد حلا واقعيا يفيدني، وشكرا لكم، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ rose حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونسعد بتواصلك مع الموقع، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا، وأرجو أن لا تترددي فنحن هنا في مقام الآباء ومقام الأمهات، فهذا موقع جاء لخدمة شبابنا والفتيات الذين هم أمل الأمة بعد توفيق وتأييد رب الأرض والسموات، ونكرر الترحيب بك في الموقع.

ونؤكد لك أن ما يحصل أمر طبيعي، خاصة في هذه السن، فإن الفتاة في هذا العمر غالبا ما يحدث بينها وبين والدتها شيء مثل هذه المواقف، التي تريد فيها الأم أن تكون الابنة في أعلى المراتب، وأفضل البنات على وجه هذه الأرض، وقد يحملها ذلك عندما تتأخر الفتاة إلى الإساءة والنقد.

كما أن من طبيعة هذه المرحلة أن الفتاة في هذه السن تميل غالبا إلى والدها، وإذا كان هناك شاب في هذا السن، فإنه في الغالب يميل إلى أمه، وهذا أيضا من الأمور الطبيعية، لأن الفتاة في هذه المرحلة تكون قريبه من والدها الأب، بعيدة بعض الشيء من أمها، والولد في هذه السن يكون قريبا من والدته شيئا ما، بعيدا عن والده، وهذا أمر طبيعي في هذه المرحلة، وينبغي أن يفهم في هذا الإطار، فأرجو أن لا تحزني طويلا، وأن لا تتوقفي طويلا، وأعجبنا وأسعدنا أنك تعاملين الوالدة انطلاقا من هذا الدين الذي يأمرنا بالإحسان للوالدين، وخاصة الوالدة، فاستمري على ما أنت عليه من الخير، ولا تقفي أمام المشاهد والمواقف السلبية، واقتربي من والدتك أكثر، واحتملي منها، وإذا كنا لا نحتمل من الوالدة فممن سنحتمل، واعلمي أنك مأجورة على صبرك، ومأجورة على إحسانك، ومأجورة على احتمالك لهذه المواقف التي تحصل مع الوالدة، وفي هذا العذاب، فإن الإنسان إذا تذكر لذة الثواب نسي ما يجد من الآلام.

مرة أخرى نؤكد أن هذه الوالدة تحبك، ولكنها لا تحسن إظهار هذا الحب، ولا تحسن فن القرب من ابنتها، فاتخذي الوالدة صديقة واقتربي منها أنت، فأنت من منحك الله التعليم وأوصلك لهذه المرحلة التي تكتبين بها مثل هذا السؤال الرائع، ونتمنى أن تقتربي أكثر من الوالدة وأن لا تقفي طويلا أمام انتقادها وكلامها، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير والنجاح، ولا تعطي الموضوع أكبر من حجمه.

ونسعد بالتواصل معنا بعد الاختبارات حتى تعطينا بعض التفصيلات لتسمعي بعض التوجيهات، ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات، ونكرر شكرنا لك على التواصل مع الموقع، ونتمنى لك النجاح والتوفيق في دراستك وفي حياتك، وندعوك إلى اللجوء إلى الله، فإنه الموفق سبحانه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات