السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ فترة تقارب سنتين أعاني من توتر لكنه خفيف بعض الشيء، ومنذ أن دخلت الجامعة كل شيء تغير، بمعنى زاد توتري وقلقي بشدة، وأعراض التوتر الشديد هي: تهتز رجلي، أعض شفتي، أبكي بشدة ولا أستطيع التوقف، كان مستمرا هذا التوتر طيلة العام وعند قرب الامتحانات يتضاعف، بمعنى أؤذي نفسي بسكين، وطيلة اليوم في بكاء شديد، وتنفسي يزداد، وإذا لم يحصل الذي كنت أريده يتضاعف كل شيء ذكرته لكم، وفي بعض الأحيان أصاب بأرق وصداع يلازمني، ولا أستطيع التوقف عن التفكير، وآخذ استرخاء لعشرة دقائق، مع العلم أني أعاني من أعراض الحسد.
شكرا على مساعدتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أصايل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سلي الله أن يحفظك من الحسد والحاسدين، وارقي نفسك، وكوني حريصة على صلاتك وتلاوة قرآنك، هذا يكفي تماما، وابتعدي عن التوهمات في هذا المجال.
أنا بدأت بهذه النقطة لأنها ضرورية ومهمة جدا، حيث إن التوهم المرضي خاصة في موضوع العين والسحر والحسد مشكلة كبيرة جدا.
حالتك هذه كما تفضلت بدأت معك منذ سنتين، لكنها ازدادت بعد أن انتقلت إلى الجامعة، ويعرف أن بعض الناس ليس لديهم قدرة على تحمل التغيير، وحتى إن كان التغيير تغييرا إيجابيا وتطوريا ومفيدا لهم في حياتهم، إلا أنهم يجدون صعوبة كبيرة جدا في التواؤم والتكيف والتأقلم مع هذا التغيير، وقد يصابون بالقلق والتوتر الظرفي، والذي -إن شاء الله تعالى- يكون عابرا، إذا تفهم الإنسان إيجابيات المرحلة التي انتقل إليها، فأنت انتقلت لمرحلة جيدة، ممتازة، وتريدين أن تتطوري أكاديميا وعلميا وتحصلي على أرفع الدرجات.
اجعلي تفكيرك على هذا النمط، ورتبي وقتك بصورة صحيحة، ونامي مبكرا، فهذا يزيل التوتر والقلق، وممارس تمارين الاسترخاء والتمارين الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، ومشاركة الأسرة بصورة إيجابية، هذا كله أمر طيب. هذه هي المبادئ التي يجب أن تعتمدي عليها من وجهة نظري، وإن شاء الله تعالى سوف تتلاشى هذه الأعراض السلبية بالتدريج.
أعراض الصداع والأرق لا شك أنها ناتجة من الإجهاد النفسي، فنامي مبكرا، ولا تنامي نهارا، وتجنبي شرب الشاي والقهوة في فترات المساء، وإن استطعت أن تذهبي لتقابلي طبيبا نفسي، فهذا أمر جيد، والطبيب سوف يوجه لك المزيد من الإرشاد، وربما يعطيك أحد مزيلات القلق ومحسنات المزاج والنوم لفترة قصيرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.