السؤال
السلام عليكم...
أنا في الصف الثاني الثانوي، وستنتهي سنة وأنا أمر بحالة يؤسف عليها، سأبدأ بطرحها.
ذات يوم نمت قبل الفجر في الساعة الخامسة أو السادسة، وحلمت وفزعت من نومي، وتأتيني فكرة أن هذا الحلم هو الأجل، وبدأ قلبي تتسارع دقاته، وخفت كثيرا، ولا تحركت من فراشي، ثم نفثت على يساري ويميني وتعوذت من الشيطان، وذهبت وصليت الفجر، ثم اتصلت لأمي أبكي، ونصحتني أن أصلي وأقرأ القرءان، بعد ذلك ارتحت قليلا، وفتحت أبواب الدراسة وأنا متضايقة، وإذ رأيت شخصا يقول لي أنني أودعه وأحزن كثيرا، وكان أيضا قريبا موعد عرس ولد خالتي، وقال لي أنني لن أحضره، وإنني سوف أبتعد عن الدنيا، وأنا لا آكل ولا أقرأ ولا أفعل أي شيء، وإذا تعرضت لأي شيء فإن الشيطان يوسوس لي إنه دلالة على قرب الأجل، كالألم والنعاس والنوم والإرهاق وضيق التنفس وضيق وضربات القلب المتسارعة.
وبدأت أداوم على صلاتي وأدعو ربي أن يطيل في عمري، ثم قابلت صديقتي وقلت لها ما حصل لي، وقالت لي أنه من الشيطان، وذهبنا لتفسير الحلم، وفعل كان من الشيطان، وبعد ذلك فرحت، ولكن أتاني وقال أنه كاذب وليس كل شيخ صادقا، فحزنت مرة أخرى، ولا أطيق الخروج إلا لزيارة أقاربي، حيث يوسوس لي الشيطان أنني أودعهم، فأحزن لحالي، بعد ذلك أصابني القولون وفقر الدم، وحالتي النفسية كما هي، فلا أستطيع أن أتجاهل هذا التفكير، وأبكي وأشتكي لصديقتي عما أشعر به من تعب، فقالت لي: لا تسمعي له لأنه مكار وكاذب، وأنه شيطان يوسوس لك، ويقول لي أنت تحسين بذلك، وهي -أي صديقتي- ستندم عند رحيلك أنها لم تودعك، فحزنت وتمسكت بالدعاء، ورأيت رؤيا مبشرة من ربي، فذهبت عني كل الوساوس، وأتاني الفرج، لكنه وسوس لي أن تفسيره غير صحيح لأنه الشيخ المفسر غير صادق، وقد فسره لي عبر التلفاز، ثم وسوس لي وقال إن الضيقة التي تلازمك هو إحساس الشخص بالرحيل، وسألت عن ذلك وعلمت إن الأمر صحيح، وأن الشخص يشعر بذلك، فخفت وتضايقت وتكدرت حياتي.
بعد ذلك إذا قالت أختي أو صديقتي مع السلامة، أتضايق ويأتيني ويقول لي أنه إحساس أنك لن تريها ولن تراك بعد اليوم.
واليوم وبتاريخ 29/ 7 فعلت ذنبا، وقال إن فعلته، فإن الحلم الذي حلمت فيه سوف يمحى، ولن تخافي بعد اليوم منه، وفعلت الذنب، والآن أنا متضايقة ودقات قلبي مزعجة، أريد تفسيرا دقيقا لحالتي، إنني بحاجة للاطمئنان، فهو يكرر لي كثيرا فكرة قرب الأجل، وهل صحيح أنه غير ما كتبه لي الله عندما ارتكبت الذنب، وما قاله كان تحذيرا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asool حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
يعرف أن النوم في أوقات معينة، خاصة بعد صلاة الفجر، قد يمر الإنسان بتجارب نفسية غريبة بعض الشيء، في بدايات النوم أو اليقظة منه قد يحدث ما يسمى بالهلاوس الكاذبة، وهذه قد تظهر في شكل نوبة فزع شديدة جدا، مثل التي حدثت لك، وهذه النوبة تشبه ما يعرف بنوبة الهرع، فإذا الذي حدث لك هو نوبة فزع أو هرع، وهي ظاهرة معروفة عندنا في الطب النفسي، أتفق معك أن التجربة مخيفة ومفزعة، لكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة.
بعد ذلك - وكما أوضحت في رسالتك – بدأت تظهر عندك هذه الهواجس والوساوس المختلفة، وأصبحت تسألين هنا وهناك، رأيا من الصديقة، رأيا أسداه الشيخ، وهكذا، ودخلت في هذه الحلقة المفرغة، دائرة الخوف والوساوس والهواجس.
أنا أؤكد لك أن الحالة حالة نفسية بسيطة، حالة عرضية -إن شاء الله تعالى- لا علاقة لها بالجن ولا بالسحر ولا بالشيطان، اطمئني تماما من هذه الناحية، لكن احرصي على أذكار النوم والاستيقاظ دائما، وتجنبي النوم بعد صلاة الفجر بقدر المستطاع، نعم أعرف أن في هذه الأيام – على وجه الخصوص – صلاة الفجر مبكرة، فيضطر الناس أن يناموا بعد الصلاة حتى يذهبوا إلى أعمالهم أو دراستهم وهم في راحة جسدية معقولة.
عموما الحالة حالة نفسية بسيطة، اطمئني تماما، وأريدك أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، لأنها تقلل من حدوث مثل هذه الحالات، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطلعي عليها بدقة، وتطبقي ما بها من تمارين.
مارسي أيضا أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وعيشي حياتك بصورة طبيعية، لا تدخلي في هذه الهواجس حول الربط ما بين هذه الظواهر النفسية البسيطة وقرب الأجل، الأجل لا يعلمه إلا الله، فالأمر محسوم من هذه الناحية، استمتعي بحياتك، إن كنت في مراحل الدراسة فعليك بالدراسة والاجتهاد فيها، وإن كنت بخلاف ذلك استغلي وقتك بصورة صحيحة، وطوري مهاراتك، احرصي على صلاتك في وقتها، وعلى تلاوة القرآن والدعاء، وكوني بارة بوالديك.
أعتقد أن هذه هي الوسائل العلاجية الصحيحة لمثل هذه الحالات، وإن تكررت عليك الحالة، هنا اذهبي إلى طبيب نفسي حتى يصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وذلك حسب عمرك ووزنك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.
---------------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان- تليها إجابة: الشيخ/ موافي عزب -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين وظلم الظالمين واعتداء المعتدين، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة-: فإنه يبدو لي أنك في حاجة إلى رقية شرعية، لأن هذا التردد وهذه الأشياء المزعجة التي تعانين منها ليست طبيعية، ومما لا شك فيه أن لها أسبابها التي أدت إلى وجودها، وهذه الأسباب إما أن تكون نفسية بدنية طبية، وإما أن تكون روحية.
ولذلك أنا أقول: دعينا نبدأ أولا بشيء مقدور عليه، وهو الرقية الشرعية، لأنها إذا لم تنفع فهي قطعا لن تضر، وهي مجموعة من آيات قرآنية مباركة، ومجموعة من أحاديث نبوية طيبة، جربها الناس منذ عصر النبوة إلى يومنا هذا ووجدوا أثرها النافع العظيم في دفع البلاء وفي كشف الغمة وفي رفع الألم عن المتألمين.
ولذلك أقول: عليك بالرقية الشرعية، إلا أنه يلزم قبل الرقية عدة أمور، أنت تفعلين بعضها – وجزاك الله خيرا – ومن هذه الأمور: الالتزام بالسنة، بأن تنامين على طهارة، وأن تجتهدي في المحافظة على أذكار النوم، وأن تنامي على شقك الأيمن، وأن تظلي في ذكر الله تعالى حتى تغيبين عن الوعي.
كذلك تحافظين على أذكار الصباح والمساء بانتظام، وتجتهدين في أن تكوني على طهارة معظم الوقت، فإنك بذلك تغلقين مداخل الشيطان، ثم بعد ذلك تذهبين إلى أحد الرقاة الثقات الذين يعرف عنهم سلامة المعتقد وصحة الطريقة، الذين يعالجون على منهاج النبوة من الكتاب والسنة، ولا يستعملون وسائل أخرى.
بهذه الطريقة أستطيع أن أقول بأننا سنعرف سبب هذه الحالة التي تعانين منها، هل سببها نفسي بدني أم روحي – كما يقولون -؟
فإن كان سببها من الجن أو المس أو الحسد أو غيره، فإنك بذلك سوف تستريحين تماما دون حاجة إلى تعاطي أي نوع من أنواع الدواء، أما إذا لم تستفيدي من الرقية الشرعية، فعليك بمتابعة حالتك عند أخصائي نفساني، و-بإذن الله تعالى- سيقوم إخواني الأفاضل في الموقع بإحالتك إلى أحد المستشارين النفسانيين، ليحاول أن يحلل هذه الحالة، وأن يصف لها الدواء المناسب، وأن يخبرك بالمهارات التي أنت في حاجة إليها، إذا كنت تحتاجين إلى مهارات سلوكية.
ولكني أقول: إن الرقية الشرعية لا تتعارض مع العلاج الطبي أبدا، وإنما كلاهما يكمل بعضه بعضا، إلا أن الرقية الشرعية يقينا أقوى من أي شيء، لأنها كلام الله وكلام نبيه -صلى الله عليه وسلم- إذا استعملها الإنسان باليقين والصدق، فإن الله تبارك وتعالى سيكرمه بنتائجها في أسرع وقت -بإن الله تعالى- مع مراعاة ما ذكرته لك من الآداب: المحافظة على الصلوات في أوقاتها، كذلك الدعاء والإلحاح على الله -تعالى- أن يشفيك الله -تعالى- وأن يعافيك، لأن الله -تبارك وتعالى- جعل الدعاء سببا في تغيير حياة الإنسان بل سببا في تغيير الكون كله.
كما أنصحك بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل – هذا المقرئ المصري – وهي موجودة على الإنترنت، وله رقيتان، رقية قصيرة لمدة نصف ساعة، ورقية طويلة أنصح باستعمالها ليلا، حتى وأنت نائمة، لأنها ستطهر البيت من حولك، وستكونين في حالة مستقرة، ولن تشعري بهذه الأشياء التي تشعرين بها الآن، لأن الشيطان -بإذن الله تعالى- لن يتمكن منك عندئذ، قد لا تستفيدين في الليلة الأولى، ولكن مع تكرار الاستماع للرقية سوف تستريحين تماما -بإذن الله- إذا كان الذي لديك له علاقة بالجن أو المس أو السحر أو العين أو غيره.
أسأل الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.