أخي خيالي وذكي لكنه يستخدم ذكاءه في الألعاب..فكيف نعالجه؟

0 278

السؤال

السلام عليكم

أخي يبلغ 11 من العمر، لديه مشاكل:

المشكلة الأولى: منذ أن كان عمره 5 سنين وإلى الآن وهو يتخيل، بمعنى أنه يأتي بأي شيء يلعب به، ويتخيل بهذه الألعاب مشاجرات ومطاردات بوليسية مع شخصياته المفضلة مثل: باتمان، أو سبايدرمان، أو يخترع شخصيات، لكن منذ 3 أشهر وبعدما حذرناه من التخيل قلل مرات التخيل لا أكثر، فما الحل؟

المشكلة الثانية: هو ذكي، لكنه يستخدم الذكاء في الألعاب، ونادرا ما يستخدمه في الحياة، فإنه بطيء التحصيل في الدراسة، وعندما يخطئ في درس مثلا من دروسه، أو في قراءة سورة، أقول له: ذاكره مجددا، ثم أسمع له ثانية فيخطئ نفس أخطائه السابقة، ويجب أن أسمع له 5 أو 6 مرات ليحفظ أخطاءه، فما حل هذا؟

المشكلة الثالثة: ليس له هدف ولا طموح؛ لأننا عندما نسأله، ماذا تريد أن تصبح؟ يقول لنا: لا أعرف! ويستسلم سريعا، فيصاب بالإحباط والاكتئاب، ويبكي عندما يفشل في عمل شيء مطلوب منه كالمذاكرة، أو أعمال منزلية.

المشكلة الرابعة: لا يحب أن يذهب إلى المدرسة؛ لأنه يخاف أن يقع عليه عقاب من المدرسين، ولا يعرف أن يدافع عن نفسه ضد زملائه، فيصاب بالإحباط والاكتئاب من عنف زملائه، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة للطفل في هذا العمر: اختلاط الحقيقة بالخيال موجود، والطفل بطبعه يسترسل أحيانا في خياله، ولا شك أن ما تبثه وسائل الإعلام الآن من برامج موجهة للأطفال فيها منافع، لكن فيها الكثير من الضرر والكثير من الخلل، خاصة إذا كان الطفل يقضي وقتا طويلا مع ألعاب الفيديو، أو مشاهدة التلفزيون وخلافه.

الشيء الذي أراه أن هذا الطفل –حفظه الله– يحتاج لتقييم فيما يخص ذكاءه، وأنت ذكرت أنه ذكي، لكن نحن نريد التقييم العلمي الصحيح – مع احترامي الشديد لرأيك – فلو ذهبتم به لطبيب نفسي متخصص في أمراض الأطفال هذا سوف يكون أفضل؛ لتحديد مقدراته المعرفية.

وهذا الطفل قطعا يحتاج لمنهج تربوي يقوم على مبدأ التحفيز والتشجيع فيما هو إيجابي، وأن نقلل من انتقاده، وأن نساعده ليدير وقته بصورة صحيحة، ونخصص له وقتا للدراسة، ووقتا للعب، ووقتا للتفاعل مع أقرانه..وهكذا، ويجب ألا نشعره بالنقص، على العكس تماما، نشعره بأنه عضو فعال في المنزل، ويجب أن ندربه ونعطيه الثقة لأن يدير حاجياته الخاصة: ترتيب ملابسه، الاهتمام بنظافته، أن نطور مهاراته في كيفية مقابلة الضيف، والتحدث مع الآخرين.

هذه هي الخطوات العملية التي تبني المهارات الاجتماعية لدى الأطفال وتحسن ذاكرته، هذا مهم ومهم جدا، وهذا هو الحل والذي يجب أن يتبع، والعمليات التربوية على هذه الشاكلة تتطلب الصبر، وتتطلب تعاونا ما بين أعضاء الأسرة، يعني حين نقول نشجع هذا الطفل ونعزز السلوك الإيجابي عنده، هذا يجب أن يكون منهجا متكاملا يقوم به أعضاء الأسرة، فلا أحد يعنفه ويقوم شخص آخر بتدليله مثلا، هذا خطأ كبير.

الطفل الذي لا يحب الذهاب إلى المدرسة طفل غير مستقر نفسيا، وهذا يتطلب إعادة ثقته بنفسه من خلال التشجيع، والتدبير، وتعزيز السلوك الإيجابي.

هذا الطفل لا يعاني من إحباط أو اكتئاب، أرجو أن نحذر تماما من أن نصل إلى مثل هذا التقييم، لذلك أن يقيم الطبيب مقدرات الطفل الاستيعابية والمعرفية أعتقد أن ذلك أمرا جيدا، ومبادئ العلاج سوف تظل على الأسس التي ذكرتها لكم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات