السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
تزوجت قبل 25 عاما, ورزقني الله بأولاد وبنات -ولله الحمد-، ولكن منذ بداية الزواج لم أكن متفاهما مع زوجتي، ولم تكن هناك رؤية شرعية، ولم أرها إلا بعد الزواج، ولكني قررت أن أصبر ولا أطلقها، فربما تتحسن، وتكون إنسانة طيبة، لكنها كانت زوجة متعبة ونكدية، ولم يمر أسبوع علينا دون مشاكل.
لا أريد الطلاق من أجل الأولاد، وقلت ربما تتحسن الأمور، لكن لم يتغير شيء أبدا، وأنا -والحمد لله- أعاملها معاملة طيبة، وأرحمها وأصبر على رفع صوتها، وإهانتها لي.
في هذا العام قررت أن أتزوج امرأة ثانية، وأخبرتها وثارت علي، وقالت أنت ظلمتني؛ لأنك كنت غير مرتاح معي كل هذه السنين، ولم تخبرني، ولم تطلقني، مع أني لم أقل لها إني غير مرتاح معك أبدا، ولم أهدد بالطلاق أبدا.
الآن لما رغبت بالزواج قلت لها اطلبي أي شيء سأرضيك -إن شاء الله-، والبيت سوف أتركه لك لوحدك، وأستأجر للزوجة الثانية بيتا بعيدا عنك، رفضت إلا الطلاق، ما رأيكم؟ علما أني أريد الزواج؛ لأني أحس بحاجة لزوجة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذه الاستشارة، ونشكر لك التواصل، والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، كما نحزن عندما يحرص الناس على بناء البيوت دون أن يراعوا الآداب والتوجيهات الشرعية التي جاء بها رسولنا عليه صلاة الله وسلامه، وما من شيء من هذه الشريعة نتركه إلا أحوجتنا مشكلات الحياة إليه، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئا)، وفي الناس من لا زال يكابر ويمنع هذا المعنى العظيم، وهذا أثر من الآثار الخطيرة عليه.
نشكر لك الصبر على هذه الزوجة والاحتمال منها، وعدم إشعارها بأنك متضايق منها، ونسأل الله أن يبارك لك في الزواج الجديد، ونوصيك بأن تتمسك بها وتصبر عليها، وتواصل الإحسان إليها، ولا تطلقها مهما حصل؛ لأن هذه سحابة صيف، ونعتقد أن الأمور ستعود إلى وضعها الصحيح.
على كل حال فإن من حق الإنسان أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، لكن شريطة أن يعدل، وأن يحسن، وأن يعرف لأم عيالك فضلها، ونرجو كذلك أن تتذكر ما فيها من إيجابيات، فلا يعقل أنها خالية من الإيجابيات، فاذكر لها ما فيها وأنصفها، وأحسن إليها، واحتمل منها وكافئها، وأحسن إلى أولادك منها، ثم بعد ذلك إذا أردت أن تتزوج فلا مانع من أن تتزوج؛ لأن هذا حق شرعي بالنسبة لك.
كذلك أيضا ينبغي أن تحرص على الاستخارة ومشاورة من عرفك وعرفها، ودراسة الموضوع من كافة جوانبه، لكن ليس هناك مانع لا من الناحية الشرعية، ولا من الواقع الذي تعيشه، ليس هناك ما يمنع من أن تكمل المشوار بالنسبة للزيجة الجديدة شريطة أن تنتبه للتوجيهات التي ذكرناها، إكرام الزوجة الأولى، الاحتفاء بأولادها، الصبر عليها، الحرص على عدم طلاقها، الحرص على إنصافها والعدل معها.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يكتب الأجر والثواب على صبرك، ويكتب لها كذلك الأجر والثواب على تفهمها للشرع، وكذلك على حسن رعايتها لأبنائها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.