أتشائم من التخطيط للمستقبل، وأواجه حرب الشيطان على احتشامي، أرشدوني.

0 128

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أحب أن أشكر القائمين على هذا الموقع الجليل المحترم، وفقكم الله لما يحب ويرضى.

أنا فتاة عمري 17 عاما، عندي مشكلة في أنني دائما أتشاءم من المستقبل، ولا أريد أن أتحدث عن أي أمر يتعلق بالمستقبل أو أي ترتيبات، لأنني أجدها لا تتحقق عندما أتحدث عنها، وذلك يسبب لي مشكلة كبيرة، بخصوص أنني لا أستطيع تحديد ترتيبات مستقبلية في معظم الأشياء خوفا من عدم حدوثها، فما الحل؟ أفيدوني.

سؤالي الآخر: لقد بدأت ألتزم في إرتداء الملابس الأكثر احتشاما، ولكن يوسوس لي الشيطان ليثنيني عن ذلك، مع العلم أنني بدأت ذلك منذ شهر 12 في السنة الماضية -والحمد لله- مستمرة وأتغير إلى الأحسن، ولكن رجاء أريد أن يثبت قلبي، وهل أنا على حق؟ لأن صديقاتي يسخرن مني في بعض الأحيان بسبب أنني صرت أكثر احتشاما، كما أن الشيطان يخالط أفكاري، وأحيانا يجعلني بالفعل أعود للباس الذي كنت عليه من قبل، فما الحل؟

شكرا لكم جميعا، وبارك لكم المولى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونؤكد لك أنه شرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا، ونشكر لك الثناء على الموقع، ونحن نشرف بالتواصل مع بناتنا، وحقيقة أسعدنا هذا السؤال الرائع.

نحب أن نؤكد لك أنك جزء من المستقبل، فأنتن البنات نصف الحاضر ولكن كل المستقبل، وغدا ستكون كل مقاليد الأمور بأيديكن، وإدارة البيوت بأيديكن، فنسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية، وأن يلهمكم السداد والرشاد.

نحب أن نؤكد لك أن الإنسان عليه أن يسعى، وليس عليه إدراك النجاح، وأن الإنسان عليه أن يبذل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، وأن الإنسان عليه أن يتفاءل خيرا ليجد الخير، فالمستقبل بيد الله -تبارك وتعالى-، لكن المستقبل غالبا يبنى على ما يقوم به من مجهودات واجتهاد في طاعة رب الأرض والسموات، ثم بإعداد أنفسنا للمستقبل، بالتزود بالعلم النافع، والخبرات الجيدة، والقراءة الواسعة، والأفق الذي نكتسب به خبرات الآخرين لنمضي للمستقبل.

فلا تشغلي نفسك بمثل هذه الأمور، وفكري في المستقبل، وأملي ما يسرك، فإنك تنتظرين الخير ممن بيده ملكوت السموات والأرض سبحانه وتعالى.

وأسعدنا كذلك أنك بدأت رحلة الاحتشام، وهذا أيضا مما يؤمن المستقبل، فإن المستقبل يكون مزهرا عندما نكون في الطاعة وفي رضا الله -تبارك وتعالى-، والفتاة غالية، وهذا الجسد نعمة الله -تبارك وتعالى-، والحياء خلق فاضل، وهو خلق الفاضلات والكاملين من الرجال، والمرأة تقترب من الخير كلما ازدادت حشمة وسترا لجسدها، لأن هذا اعتراف بهذه النعمة، بل هذا رمز التطور، لأن الإنسان لما كان متخلفا كان عاريا، ولا يزال بعض الناس في المناطق المتخلفة في الغابات وغيرها عراة، ولكن كلما تطور الإنسان ستر من جسده، واللباس هذا جمال وستر وزينة، فلا تلتفتي لمواقف الزميلات، وتوجهي لرب الأرض والسموات، واعلمي أن الإنسان ينبغي أن يستر هذا الجسد -هذا الجمال- ولا يبذله إلا بين المحارم وعند زوجها في مستقبل أيامها وحياتها، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الثبات على هذا الأمر.

لا تستغربي بما يحصل من الشيطان، فإن الشيطان أخذ عهدا أن يقعد في صراط الناس المستقيم، قال الله تعالى عن قول إبليس: {لأقعدن لهم صراطك المستقيم} فهو لا يأتي للمتبرجة، إنما يأتي المحتشمة المتحجبة المطيعة لله، ولا تلتفتي لكلمات الزميلات، وكوني أنت القدوة التي تؤثر عليهن، وغدا سيصبحن مثلك، فحافظي على حشمتك، وازدادي قربا من الله، وتقربي إلى الله باللباس الساتر.

نسأل الله أن يعينك على الخير، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع، ونسعد بدوام التواصل معنا، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات