أحببت فتاة وأريد الزواج بها لكنها لا تبادلني الحب ولا تعرفني

0 360

السؤال

السلام عليكم

أحب فتاة منذ 8 سنين، وكنت لا أعلم عنها إلا اسمها الأول، كنت أراها بكثرة في أول سنتين، ثم أصبحت قليلا ما أراها، ويكون ذلك صدفة في الطرق مثلا.

استمر ذلك لمدة 3 سنين، ومن بعدها ولمدة سنة ونصف لم أرها قط، وهذا الفراق زادني حبا وتعلقا بها.

بعد هذا الفراق الكبير رأيتها في مكان ما، وكنت عازما على أن أصارحها بحبي حتى تنتظرني، ولكن نظرت إلى السماء وقلت لله: (والله لن أفعل شيئا يغضبك) ولم أذهب للتحدث معها.

أخاف عليها من كل شيء، وما أردت أن يتحدث عنها الناس بالسوء، ولكن للأسف من بعدها لم أرها حتى يومنا هذا، ومن بعدها تعبت جدا، وأصبت بالقولون العصبي.

بعض الأصدقاء نصحوني أن أبحث عنها وأصارحها بمشاعري حتى تنتظرني وأنهي دراستي؛ لأنها من الممكن أن تخطب في أي لحظة، رفضت هذا الأمر تماما لفترة، ولكن وجدت أنهم محقون، وبالفعل بحثت عنها، وعانيت الكثير، وتحملت الكثير، حتى وجدتها وأنا عازم على أن أصارحها، وفي خلال 3 سنين على الأكثر أتقدم لها، وفي هذه المدة لا أتحدث معها إلا كل حين وآخر، يكفيني أنها تنتظرني.

بالفعل وجدتها، ولكن على الفيس بوك، ليس وجها لوجه، وذلك بمساعدة بعض الأشخاص، وهم نفسهم من صارحوها بمشاعري، ولكن للأسف وجدت أنها لا تتذكرني ولا تفكر بي من الأساس، واتضح لي بعد كل ذلك العمر أنه حب من طرف واحد.

المشكلة: أنني لا أستطيع أن أنساها، وما زلت أفكر بها، رغم جفاء مشاعرها، وسبب لي هذا الموضوع الكثير من الأزمات النفسية، وما زلت أريد التزوج بها.

علما بأني في نهاية الصف الثاني الجامعي، وأمامي 3 سنوات على التخرج.

ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن تعمر قلبك بحب الله أولا، وتنطلق في محابك من حبك لله، ومن اتباعك لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وتتقيد فيما تحب بضوابط وقواعد هذا الشرع الحنيف.

ما حصل خلال ثمان سنوات ما هو إلا مجرد إعجاب، والحب الحقيقي لا يحصل إلا بعد معرفة الصفات، والحب الحلال هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد مع الأيام ثباتا ورسوخا، ويتعمق بالتعاون على البر والتقوى.

كما أننا نريد أن نؤكد لك أن الطريقة التي سيتم بها التعارف والتي أرشدك إليها الأصدقاء، كنا نفضل أن تكون الطريقة أكثر إحكاما.

في مثل هذه الأحوال نتمنى أن ترسل إحدى أخواتك أو خالة أو عمة - أو إحدى المحارم - من أجل أن تتعرف على الفتاة وأسرتها وما إذا كانت مرتبطة أو لا، أو تصل إلى إخوانها ومحارمها - يعني بهذه الطريقة - ثم بعد ذلك يبدأ المشوار الفعلي، والرابط الشرعي.

النساء أعرف بهذه الأمور، تستطيع الوالدة والأخت أن تشير إليهم وتخبرهم عن رغبتك، وتعرف بك وبنفسها وبأسرتكم، لتبدأ العلاقة الشرعية المعلنة المحكومة بضوابط وقواعد هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

ليس هناك أي داع للحزن، والحب من طرف واحد لا يجدي، ولا خير في حب امرئ متقلب، ولا خير في ود يجيء تكلفا، واعلم أن النساء غير هذه الفتاة كثير، ونتمنى إذا لم تتجاوب بعد ذهاب محارمك لها - أخواتك أو العمة أو الخالة أو الوالدة - أن تطوي هذه الصفحة تماما؛ لأنك بهذا تعذب نفسك، وتضيع وقتك، وتجري وراء السراب.

أتمنى أن تنتبه لدراستك، وإذا أردت أن تؤسس علاقة صحيحة فينبغي أن تكون البداية هي نيل الموافقة، هي مجيء البيوت من أبوابها، وليست الخطوة النهائية كما يحصل الآن؛ لأن هذا نوع من ضياع الوقت، ونوع من العبث بالعواطف، وكل العواطف المحرمة غير المحكومة بأحكام الشرع هي خصم على سعادة الإنسان عندما يبني أسرته على قواعد الشرع؛ لأن هذه العواطف (العواصف) هي معاص، وما من معصية إلا ولها شؤمها وآثارها وثمارها المدمرة والمرة.

نسأل الله لنا ولك التوفيق، وأن يقدر لك الخير، وإن كان في هذه الفتاة خير أن يجعلها من نصيبك، وإن كان غير ذلك أن يبعدك عنها ويبعدها عنك، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات