أمي تعاملني بقسوة وتفرق بيني وبين إخوتي، فماذا أفعل مع هذه الحال؟

0 427

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي لا أتوقعها جديدة عليكم ولكن بحلة مختلفة (ربما)، منذ صغري أعاني التفرقة وكأني منبوذة في بيتنا من أمي، فهي تكرهني وتخبرني مرارا أنها لا تحبني، وأني لست ابنتها وأنها أتت بي من الشارع، وتعايرني لعدم زواجي رغم أن سني 25 سنة فقط، وحين يأتي أحد يخطب تأتيني المشاكل، حاولت أن أحسن العلاقة ولكن لا فائدة، فكل كلامي وتصرفاتي تحتسب بشكل مختلف، وحين يمدحني الناس ألقى الذل والإهانة؛ لذلك بودي لو أوقف الناس عن مدحي كي لا أتعرض لأي مشكلة.

يوما عن يوم تتغير شخصيتي، أصبحت منعزلة بعد أن كنت اجتماعية، وعلاقتي مع إخوتي تتدهور بسب التفرقة، لا أعرف ماذا أحكي فقد عجزت عن شرح معاناتي، ولكن حتى الناس لاحظوا التفرقة وسوء المعاملة، وحينما يسألونني عن السبب لا أملك أي إجابة، تصوروا في يوم من الأيام حاولت حرقي؟ أشعر أنها تغار مني.

لا أخفيكم، هربت من عالمي لعالم اعتقدته ورديا لأنسى مشاكلي وهمومي، أصبحت أكلم شباب باسم الحب ظنا مني أني أتخلص من عالمي هذا، ولكن دائما ضميري يوقظني من عذابي، فصرت أتهرب بأي شيء، ولكن حتى في فترات تعبي لا ترحمني أمي، أكون متعبة لا أقوى على الوقوف وتطلب مني أن أعمل، ولكن إخوتي تخشى عليهم من التعب. انعزلت عن العالم وأفضل العيش وحدي، لأن أي كلمة مع الناس أو مع أي شخص تفسر بشكل مختلف وألقى العذاب من بعدها.

احترت بحياتي، تعبت ولا أعلم متى الخلاص؟ أصبحت شخصية مهزوزة خصوصا في محيط عائلتي، فقدت الثقة بنفسي، ومن هم الحياة أصبح الشعر الأبيض يكسو شعري وأنا لا زلت في 25 من عمري. لا أعلم ماذا أكتب؟ لكن لم يبق شيء إلا عملته لرضاها بلا فائدة، أصبحت أتهرب من المكان الذي هي فيه حتى لا تأتيني مشكلة، وإذا جلست أكون صامتة وكأني جماد لا يشعر ولا يتحرك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل وألم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك.

ونقدر هذه المعاناة التي تواجهينها، ونؤكد لك أن هذا الموقع يرحب بك وفيه من الأساتذة والخبيرات من تستطيعين أن تذكري لهم ما في نفسك، ونحن لك في مقام الآباء والأمهات فلست وحدك، فلا تحزني وحسني صلتك بالله تبارك وتعالى، وأشغلي نفسك بذكره وشكره، واعلمي أن هذه فترات رغم صعوبتها إلا أنها مؤقتة، وغدا سيأتيك رزقك وتذهبين إلى بيتك، فنسأل الله أن يعينك على الخير، وأنت -ولله الحمد- في سن تتفهم مثل هذه المعاناة وتستطيع أن تتعامل مع هذه الأمور.

سؤال مهم: أين الوالد؟ أي في هذا الجو، وهل علاقتك به جيدة؟ ولأن هذا قد يكون سببا من أسباب هذا التوتر، ومعلوم أن الفتاة خاصة في فترة مراهقتها تقترب من والدها، كما أن الشاب يقترب من أمه، وهذا وضع طبيعي، ولكنه عند بعض الأمهات يكون هذا سببا للمشكلات وزيادة الغيرة وافتعال المشاكل مع ابنتها، أو الأب كذلك يفتعل مشاكل مع أبنائه كونهم يقتربون من الوالدة ويبتعدون عنه، ولكن ينبغي أن يتفهم الجميع أن هذه طبيعة مرحلة عمرية يمر بها الإنسان.

وينبغي أن تدركي أن علاقتك بإخوتك ينبغي أن تظل جيدة حتى لو شعرت بأنهم يقدمون عليك، فلا ذنب لهم في هذا التقصير الحاصل من هنا أو هناك، والمهم أن تكوني مع إخوانك، وتبحثي عن صديقات صالحات، وتشغلي نفسك بالذكر وتلاوة الآيات، واعلمي أن الإنسان يواجه صعوبات ينبغي أن يتعامل معها ويعطيها حجمها، وإذا تذكرت أنك مأجورة على صبرك على الوالدة، وعلى خدمتك لها، وعلى احتمالك لما يأتيك من ضغوطات وإحراجات من جانبها، فإن هذا الإنسان إذا تذكر لذة الثواب ينسى ما يجد من آلام.

وأسعدنا أن الناس يثنون عليك خيرا، وهذا دليل على أنك متميزة وأن الناس يقبلون عليك، وهذا هو الذي ينبغي أن تحمدي الله تبارك وتعالى عليه رغم أنه كما قلت يجلب لك المتاعب، إلا أن هذه إشارات أن عندك من علامات التميز ما ينبغي أن يملؤك ثقة بنفسك بعد ثقتك في الله الوهاب. نسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك، ونؤكد لك أن هذا الوضع ينبغي أن تحاولي أن تغيريه، وتحتملي من الوالدة، وحاولي أن تواصلي برها ولا تدفعك هذه القسوة إلى التقصير في هذا الواجب.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهدايا.

مواد ذات صلة

الاستشارات